Ad

ما يحدث منذ بداية العام، يؤكد أن البلد يسير بـ «البركة»، وبدعم من دعاء أبنائه الطيبين، فالله خير الحافظين، فلا حكومة تعرف كيف تقود؟ ولا بوصلة تبين أين نحن؟ وإلى أين نتجه؟ ولا برلمان يقدر حجمه، ونحن البسطاء «سماري» نحو الهاوية.

في غضون الشهرين الماضي والجاري، شهدت البلاد جملة أحداث متسارعة أكدت أننا أمام واقع جديد، وموجة عالية على الجميع، تبلغ أضرارها المجتمع قبل الدولة.

على مستوى الحريات، أعلن وزير المواصلات عبد الله المحيلبي عن نية الحكومة تحديد ضوابط للرقابة على المواقع الإلكترونية والمدوّنات السياسية، وفيما كانت الحكومة عاكفة على إعداد ضوابطها، أُحيل الكاتب محمد عبد القادر الجاسم بسبب مقال نشره على موقعه الالكتروني، واتُّهم فيه بالمساس بالذات الأميرية، وخلال هذه الفترة تعرض النائب علي الراشد لتهديد بالقتل، لثنيه عن استكمال مضيه بتقديم تعديل يلغي قانون فصل الاختلاط مع زميليه فيصل الشايع ومحمد الصقر.

أمنيا، تعرض مبنى تابع لاستخبارات الجيش لعشرين عياراً نارياً، أطلقها مجهول لا يزال متوارياً عن الأنظار، وتم إلقاء القبض على عسكري في أمن الحدود، يعمل في مجال تهريب المخدرات، وسُحب بمرسوم مرسوم تجنيس ياسر الصبيح.

اقتصادياً، لا تزال الحكومة تبحث أرقام زيادة رواتب الموظفين الكويتيين وآليتها، مع العلم بأنها ملزمة بإعلانها الأسبوع المقبل، ووسط تأكيدات من البنك الدولي بأهمية تفضيل موظفي القطاع الخاص على العام، تصر الحكومة على زيادة رواتب حملة الجنسية الكويتية جميعهم، دون أي معيار لتفضيل أصحاب الكفاءة والمجتهدين، لتساوي المدرس بالطبيب، بمن لا يحمل مؤهلاً دراسياً.

المواطن يشتكي من ارتفاع أسعار العقار والسلع، ويتألم من تردي الأوضاع بالدولة، وتدني مستوى الخدمات العامة، وتراجع الكويت على الصعد كافة، وسياسيونا، يتجاوزون كل هذا، فينصرفون عنا مختزلين حالة التردي، بضرورة عدم التراجع عن فصل الاختلاط، والتأكيد على إلغاء مظاهر الاحتفال بعيد الحب، كإراحة كاهل البلاد من مثقلاته.

ما يحدث منذ بداية العام، يؤكد أن البلد يسير بـ «البركة»، وبدعم من دعاء أبنائه الطيبين، فالله خير الحافظين، فلا حكومة تعرف كيف تقود؟، ولا بوصلة تبين أين نحن؟ وإلى أين نتجه؟ ولا برلمان يقدر حجمه، ونحن البسطاء «سماري» نحو الهاوية، فيخرج علينا من ينحي هذا كله، ويستكثر علينا أن نرسل وردة لمن نحب، قبل التحطم!

محبوبتي، في عيد الحب، أدنو منك، أهمس في أذنيك، أرجوك اغفري لهم، مساء اليوم، وحينما ينتصف الليل، سنعانق البحر، صارين أمانينا بأكفنا، نلقي بها إليه، ونهمس جميعنا بخجل طفولي، ربي اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، حتى لو حاولوا تقييد إرادتنا، وخرس ألسنتنا، وتكميم أفواهنا، فنحن نرجوك أن تنير بالحب قلوبهم، كما أنرتها لنا، وأعنهم على إعمال قلوبهم في هذا الوطن، قبل مصالحهم، ومكننا من مبادلة هذا الوطن حباً نقياً، تماماً كحبه لنا، مادمنا قادرين على ذلك، رغم محاولات تشويه واقعنا، وتوجيه مستقبلنا، لأننا لا نملك وطنا سواه، وهو يستحق منا الاحتفال بحبه كل يوم، رغم أنهم لا يرون داعياً لذلك!