الائتلافية وعقدة الانتماء إلى الإخوان!
القائمة الائتلافية دأبت على نفي الارتباط بالحركة الدستورية وبالإخوان المسلمين رغم كونه نفياً تفضحه عشرات الشواهد، إن لم تكن المئات منها، ولا تحتاج إلى خبير عارف لرؤيتها وحصرها، ولا حاجة إلى أحد للخوض في تفصيلاتها وذكر الأمثلة التي تكشف الارتباط العضوي بين «الائتلافية» والحركة الدستورية وجماعة الإخوان بشكل عام.
منذ سنوات طويلة ونحن نعرف أن أغلب القوائم الطلابية في الجامعة ما هي إلا امتداد للواقع السياسي المجتمعي. لا آتي بجديد حين أقول إن قائمة الائتلافية وأخواتها في مختلف الكليات هم الإخوان المسلمون إياهم، وقائمة الاتحاد الإسلامي ومرفقاتها هم السلف ولا أحد غيرهم، وقائمة الوسط الديموقراطي بمختلف ألوانها هم الليبراليون الذين نعرف، وقائمة الإسلامية الحرة هم الشيعة، وهكذا دواليك.ولم يكن هذا الأمر محل مناقشة عند أي ممن يعرفون العمل الطلابي منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، لأنه وببساطة من الأبجديات المفهومة والمنطقية، فطلاب الجامعة ما هم بالنهاية إلا انعكاس للمجتمع ولأطيافه الفكرية والحركية. صحيح أن بعض القوائم ترتبط بالجماعات الأم بشكل تنظيمي أكبر من الأخرى إلا أن هذه القاعدة الابتدائية بقيت ثابتة.ما يثير الانتباه والاستغراب، وربما الضحك في آن واحد، هو أن القائمة الائتلافية قد دأبت خلال الفترة الماضية في أكثر من لقاء وتصريح على نفي الارتباط بالحركة الدستورية وبالإخوان المسلمين، وكأن الأمر سُبة أو تهمة يجب ردها، بالرغم من أن الائتلافية هي القائمة الأوضح والأكثر والأعظم ارتباطا بالحركة الأم! مبعث الاستغراب والضحك هو الاستمرار في تكرار هذا النفي بالرغم من كونه نفياً لما هو معلوم من العمل الطلابي بالضرورة. نفي تفضحه عشرات الشواهد إن لم تكن المئات منها ولا تحتاج إلى خبير عارف لرؤيتها وحصرها، ولا حاجة الى أحد للخوض في تفصيلاتها وذكر الأمثلة التي تكشف الارتباط العضوي بين الائتلافية والحركة الدستورية وجماعة الاخوان بشكل عام، لكن استمرار هذا النفي المكشوف، والذي لا أشك بأنهم أنفسهم يدركون كونه كذلك، يثير الانتباه فعلاً، فالاخوان ليسوا تنظيماً سهلاً ولا يفعلون أي شيء اعتباطاً، لذلك فمن الأكيد أن وراءه شيئاً، مثلما كان وسيكون وراء كل موقف للاخوان شيء ما.أعود فأكرر بأن ارتباط «الائتلافية» بالحركة الدستورية وبجماعة الاخوان ليس شيئاً معيباً، بل لعله على العكس من ذلك، فالاخوان عندنا جماعة شديدة التنظيم وقوية الترتيب، وذات استراتيجية وخطط وأهداف قريبة وبعيدة، ولها صلة راسخة بالحكومة، وشبكة كثيفة في مختلف أجهزة الدولة، ولها وجود متين على الصعيد المالي والتجاري والاقتصادي، وتمكن من مقاليد اللعبة السياسية في المناطق الداخلية والخارجية، والأهم من ذلك أنها جماعة دينية ترفع الإسلام شعاراً. فما الذي في هذه المنظومة المتكاملة لتنفي «الائتلافية» ارتباطها بها؟!نقطة بعد النقطةلي قريب يبلغ من العمر أربعين عاماً، لم ينل فرصة وظيفية جيدة وحظوظه في الدنيا كانت قليلة. يكرر دائما على مسامعي أنه يتمنى لو كان من جماعة الاخوان، ولا ينفك يسألني عن كيفية الانضمام اليهم، فقلت له انهم يدخلون في برنامج تدريبي ونظام برمجي صارم منذ نعومة أظفارهم ليتشربوا المبادئ والانضباط فتمتزج مع دمائهم وأن القطار قد فاته. أجابني على الفور بأنه على استعداد للدخول في مدرسة براعم الاخوان، وأن يذهب معهم إلى العمرة، وأن يلعب معهم الكرة، بل وأن يصبح حارس مرمى، ويحفظ الأناشيد كلها، بالإيقاع ومن غيره، فهل يقبلونه؟!