Ad

هنيئاً لكم يا أهالي الدائرة الثالثة، فانتخاباتكم ستكون أنظف- ولو بقليل- مما كان من المفترض أن تكون، فـ«ج.ع» مشغول ما بين الحملة الانتخابية وتحقيقات «الداخلية»، و«و.ع» آثر السلامة وقرر عدم الترشح.

كنت قد كتبت مقالاً يُبنى على مقال الخميس الماضي ويستنهض همم ناخبي الدائرة الثالثة ووزارة الداخلية للالتفات إلى ممارسات مرشح ثالث ليضاف إلى زميليه اللذين قامت قوة الشرطة والمباحث بمداهمة أوكارهما وإلقاء القبض على العاملين فيها، ولكن ما إن أقفل باب الترشيح يوم الأربعاء حتى زُف إلينا خبر عدم ترشحه فأجبرنا على تغيير المقال.

ليس أجمل من إقرار الدوائر الخمس بعد معركة طويلة، سوى الشعور بأنك على صواب. ها هي الدوائر الخمس تؤتي ثمارها حتى قبل أن تُجرى الانتخابات، إذ أجبرت عَرّابي شراء الأصوات على توسيع نشاطهم غير الأخلاقي حتى أيقنوا أنه بالفعل قد صعب عليهم، فبعد ملاحقة اثنين منهم خلال الأيام الماضية، ها هو ثالثهما يعلن عدم ترشّحه، ليبرهن لنا أن الأمر لم يتطلب سوى قليل من الجدية و«التخرع» من قبل وزارة الداخلية حتى يرتدع ويؤثر عدم ارتكاب الجريمة مجدداً.

إن أكثر ما آلمني منذ بدء الحملة الانتخابية وانتشار أخبار شراء الأصوات عند هذا المرشح أو ذاك، وأسعارهم وآلياتهم المختلفة، هو تسلل تلك الجرائم إلى بيوت وديوانيات هي ما تبقى للكويت من رصيد أهل الخير، إذ أدى التهاون والتقاعس في ملاحقة ومعاقبة مجرمي الانتخابات في السابق إلى تحول جرائمهم إلى أمر واقع ومقبول لدى الكثيرين، ففي السابق كان مشتري الأصوات يجد ضالته في صنفين من الناس، إما عديم الذمة والضمير، وإما المحتاج الذي أصبحت حاجته عرضة للابتزاز والاستغلال، ولكن المؤلم الآن هو دخول صنف ثالث من الناس أصحاب ذمة وضمير وليسوا بحاجة إلى حفنة دنانير، ولكنهم قبلوا بالأمر بعد أن أصبح واقعاً ومن ضمن عاداتنا وتقاليدنا الانتخابية.

هؤلاء بالفعل أصحاب ضمائر، ولكنها ضمائر نائمة كانت تحتاج إلى من يوقظها، وأفضل من يوقظها هي وزارة الداخلية بملاحقتها مجرمي الانتخابات خلال الأسبوع الماضي، ولكي نضمن استمرار صحوة الضمائر ينبغي على الحكومة إبداء أكبر قدر من الجدية والاهتمام في متابعة قضايا شراء الأصوات والسعي إلى إدانة مقترفيها، عندها سوف يجد الناس أمامهم حكومة تقدس هيبة القانون ليقتدوا بها.

أخيراً، هنيئاً لكم يا أهالي الدائرة الثالثة، فانتخاباتكم ستكون أنظف- ولو بقليل- مما كان من المفترض أن تكون، فـ«ج. ع» مشغول ما بين الحملة الانتخابية وتحقيقات «الداخلية»، و«و. ع» آثر السلامة وقرر عدم الترشح.

Dessert

جريمة شراء الأصوات يشترك فيها طرفان: بائع ومشترٍ، لذلك من باب أصح ملاحقة الاثنين بالجدية نفسها بغض النظر عن التبريرات، فبذلك يرتدع البائعون والمشترون على حد سواء.