ربما تكون الكتب التي تحدثت عن وكالة الاستخبارات الأميركية بعمق نادرة، خاصة أن طبيعة عمل مثل هذه المنظمات تتسم بالسرية والغموض، إلا أن هذا الكتاب يمتاز بمعلوماته الثرية والنافذة، إذ يحشد المؤلف الحائز جائزة «بوليتزر» مصادر أرشيفية وفيرة ومقابلات مهمة مع مسؤولين كبار عملوا في الوكالة، بمن فيهم مديراها السابقان ريتشارد هيلمز وستانسفيلد تيرنر.

Ad

ويلقي الكتاب الضوء على سلسلة طويلة ومعقدة من الأحداث التي أثارتها الوكالة لتغيير العالم من دون بذل أي عناء لمحاولة فهمه. ويؤكد أن توغلها في العمل السري وخضوعها للضغوط التي مارسها الرؤساء الأميركيون أهدرا مواردها في أعمال من قبيل إثارة الانقلابات والاغتيالات والتمرد، والتلاعب بالانتخابات في دول أخرى، وتقديم الرشاوى لقادة سياسيين.

ويرى الكتاب أن وظيفة الوكالة الأساسية في جمع معلومات دقيقة قد وهنت تبعاً لما سبق، فكانت عملياتها سهلة الاختراق من قبل دول معادية، وخاطئة في أوقات حرجة ابتداءً من الثورة الإيرانية ومرورا بسقوط الشيوعية وانتهاءً بعدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق.

دار النشر: دوبل داي