بنازير بوتو تحذِّر من اندلاع ثورة إسلامية في باكستان
رأت بوتو أن الناشطين الإسلاميين يحضّرون لحركة تمرد متزامنة في كل المدن، مشيرة الى أن أحداث المسجد الأحمر في إسلام آباد لم تكن إلا وسيلة للاستعداد تمهيداً لما سيجري إذا لم يتم نزع سلاح المدارس الدينية.
حذرت رئيس الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو من اندلاع ثورة إسلامية في بلادها يمكن ان تنطلق من المدارس الدينية.
وقالت بوتو، في حديث الى مجلة «فوكوس» الالمانية ينشر اليوم، إن «الناشطين (الاسلاميين) يحضرون لثورة ماكرة، مع حركة تمرد متزامنة في كل المدن». واضافت ان احداث «المسجد الاحمر لم تكن الا وسيلة للاستعداد تمهيدا لما سيجري اذا لم يتم نزع سلاح المدارس الدينية». وحذرت رئيسة الوزراء السابقة، التي تولت رئاسة الحكومة الباكستانية مرتين في التسعينيات من القرن الماضي وغادرت بلادها في ابريل 1999 حيث هي ملاحقة في قضايا تبييض أموال، من «محاولات تشكيل نظام أو جيش مواز»، مضيفة انها، لو كانت في السلطة، «لأقدمت على تطهير كل مقر عام يتخذ من المدارس غطاء لتخزين الاسلحة والتدريب على القتال». وأفادت بوتو للمجلة الالمانية بانها تنوي «العودة الى بلادها بين سبتمبر وديسمبر من هذه السنة». وأوضحت «سأعود مهما كانت نتائج محادثاتي مع (الرئيس الباكستاني برويز) مشرف»، مشيرة الى ان الاتهامات بالفساد الموجهة اليها «لا اثبات عليها»، ومذكرة بمبدأ «المتهم بريء حتى تثب إدانته». وجاءت هذه التصريحات في وقت تسببت فيه عملية انتحارية الجمعة في اسلام آباد بمقتل 14 شخصا على الاقل، بعد ان استهدفت عناصر في الشرطة كانوا يعملون على اخراج طلاب اسلاميين احتلوا من جديد «المسجد الاحمر». وهو الهجوم الانتحاري الثالث عشر من نوعه ضمن سلسلة من العمليات الانتحارية التي تستهدف البلاد منذ العملية العسكرية التي نفذها الجيش على المسجد الاحمر في 10 يوليو الجاري. في غضون ذلك، عاد الرئيس الباكستاني برويز مشرف الى اسلام آباد أمس، في ختام جولة خليجية قصيرة شملت دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية. وذكرت وكالة «اسوشيتد برس» الباكستانية الرسمية ان مشرف بحث مع كل من المسوؤلين الإماراتيين والسعوديين تعزيز التعاون الثنائي واتخاذ موقف مشترك إزاء تهديدات التطرف والإرهاب. على صعيد آخر، أعلنت وزيرة السياحة الباكستانية السابقة نيلوفار باختيار، التي استقالت بعدما أصدر إسلاميون فتوى ضدها لإقدامها على القفز بالمظلة في مارس الماضي في فرنسا، ان مهمتها الجديدة هي التصدي للتطرف الديني. وأوضحت باختيار التي تقوم بزيارة الى فرنسا حيث التقت أمس الاول سكرتيرة الشؤون الاجنبية وحقوق الانسان راما يادي، انها قدمت استقالتها اواخر مايو بعد استبعادها عن رئاسة منظمة النساء في الرابطة الاسلامية الباكستانية، حزب الرئيس مشرف. وانتقد الإسلاميون باختيار بعد نشر صور تظهرها في أحضان مدربها على اثر قفزة بالمظلة قامت بها في الهافر (شمال غرب فرنسا). ونظمت هذه القفزة بمبادرة من جمعية فرنسا-كشمير لجمع أموال لمصلحة الاطفال ضحايا الهزة الارضية التي وقعت عام 2005 في كشمير. وقالت الوزيرة الباكستانية السابقة لوكالة «فرانس برس»، «شعرت بغضب شديد، لقد ظننت انني سأحصل على دعم قيادة الحزب والحكومة، لكني لم احصل على شيء. التزموا الصمت جميعا». واضافت «شعرت بقلق بعد الفتوى من التهديدات التي وجهت الى اولادي»، مؤكدة عزمها التصدي للمتطرفين. وتابعت باختيار «اعتقد اني اذا تركتهم يخيفونني، فإن شأن المتطرفين سيزداد»، مشيرة الى انها ستنظم في نوفمبر المقبل مؤتمرا دوليا حول التطرف في باكستان. (أ ف ب، يو بي آي)