الشعبي والدقباسي من سيخسر من؟

نشر في 23-09-2007
آخر تحديث 23-09-2007 | 00:00
 سعد العجمي

الدقباسي مكسب للكتلة التي ينضم إليها، فالصوت النيابي الواحد في القاعة «يفرق» كثيراً عند احتدام الأمور، وهو ما يفسر غزل المستقلين وبعض الكتل الأخرى للدقباسي كي ينضم إليها، وهو ما يرفضه.

تحركات كتلة العمل الشعبي الأخيرة سواء على صعيد العمل البرلماني أو على صعيد قواعدها الشعبية، وحسب معلوماتي الخاصة تشير إلى قرب إعلان الكتلة نفسها «حركة سياسية» يكون لها أطر عامة تنظم عملها السياسي، وإذا ما تم ذلك فإنه سيعطي هذه الكتلة مزيداً من التمدد الشعبي في القواعد التي هي وقود النجاح عند الاستحقاق الانتخابي القادم سواء اكتمل الفصل التشريعي الحالي أو أجريت انتخابات مبكرة.

وفي حال أصبحت الكتلة حركة سياسية تعمل وفق شروط وبنود البيان التأسيسي لها القائم على العمل الجماعي، فذلك سيُعلي إشكالية اختزال قرارات ومواقف الكتلة في شخص أو شخصين أو حتى في ممثليها داخل البرلمان فقط، وهو الاتهام أو نقطة الضعف التي تؤخذ على الكتلة، وخير دليل على ذلك موقف الكتلة من انضمام النائب علي الدقباسي لها، الذي لم يحسم حتى الآن.

قد يقول بعضهم إن حادثة انسحاب النائبين عبدالله العجمي وأحمد الشحومي من عضوية الكتلة وما صاحب ذلك من تداعيات، قد خلق مبرراً لعدم حسم أمر انضمام الدقباسي، لكن الوضع في كل الحالات مختلف، فالدقباسي نائب تمرس في العمل البرلماني، وخبر دهاليز وكواليس الكتل وتعاطيها مع المواضيع المطروحة، وهو ما لم يتوافر للعجمي والشحومي قليلي الخبرة، وبالتالي اتخذ قراره بطلب الانضمام عن قناعه تامة، وهو يعرف سقف مطالب الشعبي الذي قد لا يتحمله كثيرون، والأهم من هذا كله أنه من النواب القلائل الذين لم تثار أسماؤهم في قضايا الفساد والتكسب منذ أن مثّل الأمة.

علي الدقباسي نائب متحدث من الطراز الأول فهو إعلامي قدير وقديم، ومواقفه في دور الانعقاد الماضي جميعها جاءت منسجمة مع مواقف كتلة العمل الشعبي وخير دليل استجواب الجراح الذي تحدث الدقباسي مؤيداً له، وقبل ذلك استجواب الشيخ أحمد العبدالله... وحتى إن رفض الدقباسي التصويت مع مؤيدي الدوائر الخمس في المجلس السابق، فإن إصراره على موقفه بعد نجاحه، يوم أن تنازلت الحكومة «مرغمة» وقبلت بالخمس وجرت نوابها للموقف ذاته عدا غانم اللميع والدقباسي، هو أمر يحسب له وليس عليه، لأنه صوّت وفق ما ينسجم مع قناعته، وهو ما ينفي عنه تهمة الموالاة والرضوخ للحكومة.

ما سبق يؤكد أن الدقباسي مكسب للكتلة التي ينضم إليها، فالصوت النيابي الواحد في القاعة «يفرق» كثيراً عند احتدام الأمور، وهو ما يفسر غزل المستقلين وبعض الكتل الأخرى للدقباسي كي ينضم إليها، وهو ما يرفضه، وهو أيضا ما لم تدرك كتلة العمل الشعبي أهميته للأسف.

باختصار علي الدقباسي مكسب للكتلة، أتمنى ألا تفرط فيه، فالحسابات السياسية كافة داخل قاعة عبدالله السالم أو في الدائرة الرابعة، تفرض الإسراع في حسم أمر قبوله عضواً فيها، وهو ما سوف يتحقق إذا ما أصبح الشعبي حركة سياسية، لها أعضاء وجمعية عمومية، هي وليس النواب من يقرر قبول العضوية من عدمها، بعد أن تنفض عنها غبار العمل الفردي المرتبط بمزاجية هذا أو ذاك.

* * *

«من أفضل ما قرأت أخيراً هو مذكرات الدكتور أحمد الخطيب» بخطأ مطبعي غير مقصود من الزملاء وضعت هذه الجملة في بداية مقالي السابق ... الأخطاء المطبعية ولو كانت كلمة واحدة، هي أكثر ما يزعج الكاتب، فما بالك إذا كان الخطأ جملة كاملة لا علاقه لها بالموضوع... بالنسبة لي، ما حدث ليس خطأ بل تزييناً للمقال لأن الذي اقحم فيه هو اسم أحمد الخطيب.

* * *

غطاية اليوم

بلغة الأرقام لا يمكن له النجاح في دائرته الانتخابية، لكن صراعات منافسيه العائلية وغيرها تمكنه من الوصول إلى قبة البرلمان، دوره في عرقلة قانون أملاك الدولة محاط بكثير من علامات الاستفهام، له تأثير سحري على كتلته، والأهم من ذلك أنه دائماً ضد أي قرار شعبي، سواء تعلق الأمر بـ «حارس» أو «ناظر» مدرسة... فمن هو؟

back to top