تلفزيون الكويت بيتنا الأوّل
بعدما كان تلفزيون الكويت هو الرائد ونجم العصر الذهبي في الدراما التلفزيونية والأب الحاضن لكل الفنانين من خلال عجلة الانتاج الوفيرة والمحترفة، أصبح اليوم يشكو من الأعمال التي لا ترتقي بالدراما التي غدت مطية المنتج المنفذ ووساطة تنفيع أثرت على المستوى العام إذ أضحى الكل منتجاً منفذاً من أجل الحصول على المال الكثير بانتاج فقير. فتح الباب لمن هب ودب على حساب سمعة أعمالنا الدرامية التي مالت إلى التراجيدية في المحصلة.هاجر الفنان المنتج المحترف إلى القنوات الفضائية الخليجية واتجه أيضاً الى المحطات المحلية الخاصة بحثاً عن التقدير المالي المناسب، هرباًً من بيروقراطية وزارة الاعلام. عشنا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل إذ يقارن المسلسل القيّم بالعمل السيئ، فمن يحترم نفسه ابتعد كي لا يكون موضوعاًً للمقارنة مع الطارئين.
هاجر الفنان الكبير سعد الفرج إلى قناة الراي ثم القطرية، والرائدتان حياة الفهد وسعاد عبدالله إلى دبي وسما دبي، ورحل آخرون بالدراما المحلية إلى المكان الذي يقدرهم ويحترم ريادتهم ومستوى أعمالهم بعيداً عن الروتين القاتل الذي يشعر الفنان المنتج كأنه " طرَّار". في تلفزيون الكويت كانت المسلسلات تقبل بلا نصوص جاهزة، بل بمجرّد أن يوقّع المسؤول عن القطاع الموافقة ينتهي الموضوع، فمن المسؤول عن انتاج مسلسل " الاعتراف " لعبد الأمير التركي الذي قدرت الحلقة الواحدة منه بـ13 ألف دينار وعليكم حساب تكلفة ثلاثين حلقة. لسنا في موقع الحسد بل التخطيط السيئ وهدر المال. لماذا لم يعرض هذا المسلسل حتى الآن؟! واذا كانت هناك تحفظات رقابية عنه لماذا تم انتاجه؟ لا نشكك في مستوى التأليف لدى الكاتب والمخرج والمنتج عبد الأمير التركي، ولكن لماذا حدث ما حدث؟ ومن المسؤول؟بعد الفلتان المادي والاسعار الخيالية في الحلقة الواحدة، اختلطت الأمور. وعلى عادتنا العربية، اذا اردنا ان نفعل شيئاً نكون لجنة، ولا علاقة لهذه اللجنة بالدراما التلفزيونية لا من قريب ولا من بعيد. اتخذت قراراً بتقديم ثلاثة آلاف دينار للحلقة الواحدة، ممّا وهذا ما زاد من الطين بلة، فهاجر فنانونا الى القنوات الشقيقة التي فتحت لهم الابواب والاموال.نأمل خيراً في ادارة الانتاج التي تنظم العملية واحكام السيطرة على المنتج المنفذ كي لا ينكث بالبنود والشروط، فالإدارة شرعت في قراءة النصوص لقبولها أو رفضها، كما أنها ستتابع عملية التنفيذ، للحصول على أجود الأعمال الدرامية الحصرية وذات العرض الأول، ونتمنى عدم ولوج الوساطة مجدداً لأنها من أسباب ظهور المستوى الرديء، وما نرجوه عدم مجاملة أحد وإنصاف الجميع ، لعل وعسى يعود الفنانون إلى بيتهم الأول: تلفزيون الكويت.