مصمّم الأزياء اللبناني جورج حبيقة: أحلام المصمّمين العرب بلا حدود
للموضة أربابها ومطلقوها. في كلّ موسم تتبدّل توجّهاتها فتدخل المرأة دوّامة الحيرة والبحث في عالم فنيّ مغمور بالجمال والأناقة، علّها تتمكّن من إيجاد ما يتلاءم مع ذوقها ونمط حياتها. جورج حبيقه اسم لامع في مجال الخياطة الراقية، أضاف إلى عالم الأزياء بصمة إبداع مختلفة وشخصيّة راقية موقّعة بالأناقة والترف. كما أنّه يساهم في كلّ موسم، في صناعة الموضة وإطلاقها عبر منصّات باريس لإلهام المرأة في الاختيار، ومساعدتها في انتقاء ما يناسبها. ماذا يقول المصمّم العالميّ جورج حبيقه عن موضة شتاء 2008؟ وبماذا ينصح للمرأة التي تحافظ على أناقتها في كلّ الظروف وبأقل التكاليف.
ما هي نصائحك للحصول على الأناقة بأقلّ التكاليف؟
- على المرأة أن تكون، قبل أيّ شيء، على دراية كاملة بجسدها ومتصالحة مع كلّ أجزائه، ومقتنعة تمام الاقتناع بما هي عليه. وتحدد أسلوبها في اختيار ملبسها وإطلالتها من خلال شخصيّتها ونمط حياتها وعملها. بعدها، تشرّع خزانتها وتخرج منها ما لديها من ملابس من مواسم سابقة، وتبدأ بتنسيقها، ثمّ تهرع إلى السوق لشراء ما يكمّل ما لديها ويزيّنه ببعض الأكسسوارات المناسبة كالأوشحة والعقود والأساور. كيف يمكن للمرأة من جهة ومصمّم الأزياء من جهة أخرى إخفاء عيوب الجسم؟- على المرأة أن تتمسّك بأصول توصيات اللياقة الخارجيّة وأن تستمع إلى الخبراء في هذا المجال، كمصمّم الأزياء على سبيل المثال لا الحصر. ومن خلال تجاربها وتعرّفها إلى جسدها وشوائبه، يمكنها أن تدرك أنّ القماش السميك يساهم في إظهار بدانتها، وأن السترة الطويلة تخفي البطن الظاهر، والسروال الغامق لعيوب الأرداف. وإذا كان صدرها ممتلئاً عليها تفادي القمصان المطّاطيّة. أمّا إذا كانت قصيرة القامة فحذار من انتعال حذاء يختلف لونه عن السروال.ما هي موضة شتاء 2007 – 2008؟تستكمل موضة شتاء 2007 -2008 موضة 2006 -2007، ممّا سيؤدّي في شكلٍ جليّ إلى إبراز، الفراء والجلد وألوان الليلكي والباذنجانيّ والزهريّ والرماديّ والبنيّ والذهبيّ والزيتيّ والأخضر، إضافة إلى الأسود والفضيّ والذهبي. أمّا لجهّة التصاميم فتسيطر الخصور العالية على الفساتين والسراويل والتنانير، لتلغي بصورة شبه تامّة موضة الخصر المنخفض. كما ستغزو التنانير والسراويل القصيرة والشورتات الشتاء المقبل.كيف يمكن نشر وعي الموضة لدى الناس؟أعتقد أنّ الوعي والمعرفة انتشرا في وسط المجتمع العربيّ. مع انفتاح العالم على بعضه بفعل التكنولوجيا الحديثة والمحطّات الفضائيّات والمجلاّت العربيّة والعالميّة المتخصّصة، بات من السهل الاطلاع على الموضة العربيّة والعالميّة ونقلها إلى كلّ مكان.* عروض الأزياء تقدّم دائماً الموضة للجسم المثاليّ الرشيق وتغفل المرأة البدينة أو ذات المقاييس المختلفة التي من حقّها الحصول على الأناقة. ما رأيك؟لكلّ امرأة الحق في التمتّع بالموضة والأناقة، وأؤكّد أنّ ثمّة ملابس تليق فقط بالسيّدة السمينة لأنّها تبرزها وترفع من شأنها. أمّا في عروض الأزياء فصحيح أنّنا نقدّم تصاميم على أجسام نحيلة، لأنّها تكون مثالا لإبراز التصميم وإطلاق توجّهات الموضة الجديدة، لكن هذا لا يعني أنّ ما يقدّم على منصات عروض الأزياء لا يليق بالسيّدة البدينة، خصوصاً أنّ لكلّ مشكلة حلّها، ويمكن لأيّ تصميم أن يخضع لتعديلات تنسجم مع مفاتن المرأة البدينة وتحجب عيوبها.ظهرت في الغرب أزياء جديدة تعتمد على المزج بين الأقمشة والتقنيّة، مثلا الأزياء التي تحتوي على أجهزة سمعيّة وأجهزة اتصالات. متى تصل الأزياء العربيّة إلى هذا المستوى؟لا شكّ في أنّ ما حقّقناه كمصمّمي أزياء عرب على مرّ السنين بلغ ذروة التقدّم والنجاح والتألّق، إن من خلال مشاركة بعضنا في أسبوع الخياطة الراقية في روما أو باربس أو نيويورك وغيرها، أو من خلال عروضنا الفرديّة والجماعيّة في العالم العربيّ، ولا نبالغ إن قلنا أنّ بعضنا استطاع منافسة كبريات دور الأزياء العالميّة، وبعضنا الآخر يسلك الدرب نفسها، ومن يدري ماذا نخبئ للمستقبل وإلى ماذا نصل وماذا نحقّق، فالأحلام كبيرة والطموح أبعد ممّا يمكن أن يتصوّره أيّ إنسان، وكلّ شيء وارد. والجديد والغريب وجنون الإبداع عصب العرب. ما عوائق تنظيم أسبوع الخياطة الراقية العربيّة مواكبة مع أسابيع الموضة العالميّة؟لا عوائق لتنظيم أسبوع الخياطة الراقية العربيّة على الإطلاق في الشرق الأوسط، وإن تحقّق فسينجح حتماً، لأنّ العرب أثبتوا قدراتهم الإبداعيّة في الخارج.ما هي أبرز الأخطاء التي ترتكبها المرأة في أسلوبها في الملبس؟بعض النساء يسعين إلى تقليد الغربيّات في أسلوبهنّ في اختيار ملابسهنّ، لكنّ ذلك لا يتناسب دائماً مع أسلوب حياة المرأة العربيّة ونمط تفكيرها وطبيعة حياتها وتربيتها، فهي تميل أكثر إلى التكلّف والتنميق، على عكس الأوروبيّة مثلاً التي تميل إلى البساطة. وأنصح للنساء العربيّات البدينات جدّاً بتفادي ارتداء الملابس الواسعة والداكنة لأنّها تظهرهنّ أضخم وأسمن.ما هي أفكاركم الجديدة بالنسبة إلى فساتين الزفاف؟تعتبر مجموعة حبيقه (OBK) لفساتين الزفاف الجاهزة خطّاً جديداً نقدّمه إلى العروس التي تحلم بأن تختار فستان زفاف موقّعاً بأسلوب جورج حبيقه، وتكون موازنتها محدودة لا تسمح لها بالاختيار من بين فساتين زفافنا للخياطة الراقية. ما هي الأخطاء الشائعة في تصميم فستان الزفاف؟ وكيف يمكن تلافيها؟لا يجب أن تكون هناك أخطاء شائعة في فستان الزفاف، إذا عرف المصمّم فعلاً تحديد ما تريده العروس. ولكن في الغالب، ينزعج بعض العرائس من حجم الفستان وضخامته وطوله خلال السهرة، وهذا يمكن تلافيه بسهولة برفع أسفله في أسلوب جميل يبتكره ويحدّده المصمّم من دون أن يتسبّب بأيّ أذى لتصميم الفستان عموماً.كيف يمكن للمرأة تحقيق التناسق بين الألوان؟ترتبط الألوان ارتباطاً وثيقاٌ بحال المرأة النفسيّة ومزاجها وذوقها. وتختلف النظرة في تأمين التناسق بينها بالنسبة إلى كلّ فرد، بفعل تأثير الشخصيّة وتركيبتها كمبدأ أوّليّ. ما دور الأكسسوارات كجانب مكمّل للمظهر الخارجيّ؟ وكيف استطعتم توظيفها خدمة للإطلالة الأنيقة؟تسيطر الأكسسوارات على موضة الأزياء، إلى درجة يخال للبعض أنّها باتت تتقدّم عليها من حيث الأهميّة، إذ أنّها تساهم في رفع مستوى الملبس وإظهاره في شكل أنيق وجميل، وكلّما تغيّرت تظهر التصميم نفسه كأنّه مختلف. وانطلاقاً من هذا المبدأ، نحرص في قسم الأكسسوارات الخاص لدينا على تصميم الأكسسوارات وتنفيذها انطلاقاً من الأقراط والعقود والأساور والحقائب والأحذية والورود وكلّ ما يلزم، إيماناً منّا بدورها في إثراء التصاميم وتجميلها ومنحها الحياة والحركة.المصمّمون العرب متّهمون بعدم استلهامهم من التراث العربيّ في أعمالهم والجنوح التام نحو التغريب. ما ردّكم على ذلك؟هذا الاتهام ليس دقيقاً تماماً، إذ في ما يخصّني قدّمت من بين مجموعة عروض الأزياء في باريس عرضين استوحيت أحدهما من «امرأة الصحراء» والآخر من «ليالي شهرزاد». كما لفتتني إنجازات العديد من المصمّمين العرب التي تركّز على محطّات بارزة من تاريخ العرب. أيّ أفكار تقدّمها إلى الشابات والمراهقات؟نخصّ الشابات والمراهقات، ضمن مجموعة الخياطة الراقية الموسميّة التي نقدّمها في باريس، بتصاميم قصيرة أو طويلة تناسب التوجّهات العصريّة والشابة والأذواق على اختلافها. كما تتوجّه تشكيلة ((obk للخياطة الجاهزة إلى المراهقة المميّزة والفاتنة والجذّابة.ما مدى تأثير الظروف السياسيّة على سوق الموضة وأفكار المصمّمين؟من المؤكّد أنّ الظروف السياسيّة القاسية تؤذي كلّ فرد رقيق، وتوجد لديه حافزاً للتحدّي وإثبات الوجود رغم كلّ التحدّيات. لذا، لم تتوقّف إبداعاتنا رغم كلّ التحديّات التي واجهها لبنان، وسنبقى ندافع عنه على طريقتنا بإثبات دورنا وقدرة الفنّان اللبنانيّ على الإبداع مهما كلّفت الأمور.ما هي مشاريعكم المقبلة؟المشاريع مستمرّة، ونحن بصدد التحضير لمجموعة الخياطة الراقية لشتاء 2008 التي ستعرض في باريس في تموز المقبل، والإعداد لتشكيلة الخياطة الجاهزة الجديدة المتمثلة بمجموعة (obk) للشتاء المقبل.