الوزراء باتوا كممثلي السيرك، يلبسون ثوب وزارة ما ليقدموا عرضاً بهلوانياً، ثم يلبسون ثوب وزارة أخرى ليقدموا عرضا آخر على طريقة «مشي حالك» وهكذا دواليك، فإن هذه الحكومة لن ينفع معها ثلاثة أشهر ولا سنة ولا حتى خمس سنوات.يوم بعد يوم يتضح جلياً أن الحكومة باتت معصومة من فعل الصواب وليس الخطأ، فجاء التعديل الوزير كما المتوقع... بلا لون ولا طعم ولا رائحة، وهو أمر طبيعي مادام التشكيل أو التعديل قائم على مبدأ القص واللزق وتعيينات اللحظة الأخيرة، ذلك إضافة إلى التناقض الصارخ في أسلوب تعاملها مع الاستجوابات.
فهذه الحكومة هي نفسها التي دفعت بالوزير السابق الشيخ علي الجراح إلى مواجهة الاستجواب الذي قُدم ضده في شهر مايو الماضي، بالرغم من أنه كان يفضل الاستقالة، فتورط هو وتورطت معه الحكومة كلها بهذه المواجهة الخاسرة رغم استعانتهم بمن سموهم آنذاك بالمحترفين! واضطر الوزير في النهاية إلى الاستقالة، ولكن بخسائر أكبر.
أما بالنسبة الى استجواب الوزير الحميضي، فعلى الرغم من أن الوزير لم يصر على صعود المنصة للدفاع عن نفسه، قامت الحكومة بتدويره، وقبل هو ذلك دون لجوئه إلى الاستقالة- وهذه الخطوة بحد ذاتها إدانة له. وعلى النقيض تماماً، فإن الوزير المعتوق، الذي أصر على صعود المنصة ورفض الاستقالة أو التدوير، تم إعفاؤه من منصبه الوزاري في سابقة لم يشهدها تاريخ الكويت، وتعتبر كحكم إدانة للوزير من دون السماع لمرافعته، أي تمت مكافأة الضعيف ومعاقبة القوي! بالله عليكم، وبعد كل هذه التصرفات اللامنطقية، هل هناك كفاءة حقيقية في البلد ترضى بأن تكون جزءاً من هكذا حكومة؟!
وإذا أضفنا إلى كل ذلك مكافأة الوزير الذي «قطنا على صخر رياضي وإنحاش» مثلما قال النائب مرزوق الغانم، وذلك بتدويره إلى وزارة أخرى، فالوزراء باتوا كممثلي السيرك، يلبسون ثوب وزارة ما ليقدموا عرضاً بهلوانياً ثم يلبسون ثوب وزارة أخرى ليقدموا عرضا آخر على طريقة «مشي حالك» وهكذا دواليك، فإن هذه الحكومة لن ينفع معها ثلاثة أشهر ولا سنة ولا حتى خمس سنوات، لأنها بنيت على أساس باطل، وما سيُبنى على ذلك الأساس باطل أيضاً.
لذلك يجب إسقاط هذه الحكومة بأسرع وقت ممكن ليتم إعادة بنائها على أسس سليمة. قد يبدو ذلك تجنياً وحكماً مسبقاً على وزراء لم يعملوا حتى الآن، لكننا نتحدث عن حكومة بشكل عام وليس عن وزراء منفردين، فكتاب هذه الحكومة- ككتب سابقاتها- واضح من عنوانه، ولا حاجة الى إضاعة المزيد من الوقت لتقييم عملها، لأن أداءها معروف سلفاً.