على الرغم من أن أفريقيا معروفة منذ زمن بعيد بغناها بثروات النفط، فإن استخراجه لم يكن يبدو أنه يستحق الجهد والخطر المبذولين في ذلك إلا أخيرا. لكن مع الارتفاع الكبير في أسعار النفط الخام المستورد من الشرق الأوسط، وتطور التكنولوجيا التي تسهّل اكتشاف المكامن النفطية، أصبحت المنطقة مسرحاً للتنافس بين القوى الكبرى، مما يذكرنا بالتزاحم الذي حدث على استعمار القارة السمراء خلال القرن التاسع عشر. تقوم الولايات المتحدة حاليا باستيراد كميات من النفط من أفريقيا تفوق تلك التي تستوردها من المملكة العربية السعودية، وكذلك تتجه الصين تجاه القارة السمراء لتحقيق أمن طاقتها.

Ad

ما الذي تعنيه هذه الطفرة النفطية الجديدة بالنسبة إلى أميركا، وإلى الأفارقة، وإلينا نحن؟ لمعرفة ذلك، سافر المؤلف غازفينيان، الحاصل على دكتوراه في التاريخ من جامعة «أوكسفورد»، عبر 12 دولة أفريقية -من السودان إلى الكونغو إلى أنغولا- متحدثاً إلى أمراء الحرب، ومديري صناعة النفط، ولصوص، وناشطين، ورجال دين، ومبشرين، وعاملين في آبار النفط، وعلماء، وإلى أشخاص عاديين تبدلّت حياتهم -ليس إلى الأفضل بالضرورة- بفعل الثروات الموجودة تحت أقدامهم. كانت المحصلة هي قصة «عالية الأوكتان»، على حد توصيفه، تبين التحديات والمعوقات وأسباب القنوط ودواعي الأمل البازغة في أحدث النقاط الساخنة في عالم الطاقة اليوم.

الناشر: هاركورت (أبريل 2007)