Ad

علينا أن ندرك أن الدور الأساسي لحلف الناتو هو التعامل مع الأزمات لو حدثت، أو محاولة منع حدوث الأزمات قبل أن تنفجر. ونتمنى أن تكون دبلوماسيتنا في الحوار وتعزيز الثقة كفيلة بذلك.

«هل لديكم وظائف شاغرة؟»

هكذا أجابني نائب رئيس حلف شمال الأطلسي، السفير مينيتو ريزو مازحاً، بعد أن سألته قبل أيام عدة عن رأيه الشخصي في تطوير القدرات الأمنية الخليجية SSR , security sector reform.

لنبدأ بحكاية تأسيس حلف الناتو... بعد الحرب العالمية الثانية، تأسس تحالف دفاعي وأمني، ليربط أوروبا الغربية بأميركا الشمالية تحت مظلة منظومة دفاعية ضمت مجموعة من الدول من طرفي الأطلسي أبرزها؛ بلجيكا وكندا والدانمرك وفرنسا وأيسلندا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والبرتغال والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وايطاليا. وكان هدفها الحفاظ على حرية وأمن أعضائها لمواجهة الاتحاد السوفييتي، آنذاك، وكبح محاولته التوسعية وسيطرته على أوروبا الشرقية، ذلك هو حلف شمال الأطلسي (الناتو).

بعدها توالت أحداث عدة أدت إلى تغييرات في البيئة الأمنية الدولية، كانتهاء الحرب الباردة وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، فبرز «الإرهاب الدولي» خطراً جديداً مهدداً البيئة الدولية، إلى جانب انضمام أعضاء جدد ممن كانوا في السابق ضمن الحلف المنافس، وهو حلف وارسو، من بلدان شرق ووسط أوروبا، وساهم ذلك في تحويل «الناتو» إلى منظومة تطرح المبادرات والشراكات الأمنية خارج حدودها.

بعدها أخذ «الناتو» على عاتقه مسؤوليات جديدة، صممت خصيصاً لمواجهة عدم الاستقرار الناجم عن النزاعات الإقليمية والتهديدات داخل حدود الحلف وخارجها.

واستمر «السيناريو الأمني» للناتو حتى شمل قصة «الحوار المتوسطي»، وهو الحوار الذي جمع سبع دول من حوض البحر المتوسط، وهي مصر وإسرائيل وموريتانيا والمغرب وتونس والأردن والجزائر، وانبثق منه العديد من المشاريع في مجال الإصلاح والتطوير الأمني والسلامة البيئية تحت مظلة الشراكة من أجل السلام.

وعلى غرار الشراكة المتوسطية تمت دعوة بلدان حلف الناتو إلى قمة في اسطنبول عام 2004، وطرح مبادرة جديدة للتعاون الأمني، التي تضمنت عرض قائمة من الخدمات وآليات التعاون بهدف تطوير القدرات الأمنية، موجهة لدول مجلس التعاون وتاركة المجال لكل دولة أن تختار ما يناسبها، فبادرت الكويت، وهي الأولى خليجياً، بالانضمام إلى المبادرة، كما استضافت في ديسمبر من العام الماضي مؤتمراً دولياً تحت عنوان «مواجهة التحديات المشتركة من خلال مبادرة اسطنبول»، ثم انضمت كل من الإمارات والبحرين وقطر إلى المبادرة.

خلاصة القول... علينا أن ندرك أن الدور الأساسي لحلف الناتو هو التعامل مع الأزمات لو حدثت، أو محاولة منع حدوث الأزمات قبل أن تنفجر. ونتمنى أن تكون دبلوماسيتنا في الحوار وتعزيز الثقة كفيلة بذلك.

كلمة أخيرة: باقة ورد لفريق العمل المتميز في وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، لما بذلوه من جهود لإنجاح «جسر الحوار»، الذي جمع جهاز الأمن الوطني الكويتي بالحلف الأطلسي.