Ad

ما بُني على خطأ فهو خطأ. ولأن النظام الانتخابي سيئ، فإن نتيجته ستكون بالضرورة مجلساً ضعيف الأداء، وله موقف سيئ من موضوع الحريات العامة والشخصية لدرجة تناقضه مع بعض المواد الدستورية. وقد كان المفروض أن تتم الدعوة إلى انتخابات برلمانية جديدة، وفقاً للنظام الانتخابي الجديد.

هناك تذمر شعبي وحكومي من أداء مجلس الأمة الحالي، هذا المجلس الذي أتى بناء على نظام انتخابي تفردت الحكومة بإقراره في بداية ثمانينيات القرن الماضي وقد ثبت للجميع، بما فيهم الحكومة رغم ترددها، انه نظام سيئ، ولذلك تم التوافق على استبداله بنظام الدوائر الخمس بعد مطالبات شعبية وتحركات شبابية كان شعارها «نبيها خمس».

وحيث إن ما بُني على خطأ فهو خطأ. ولأن النظام الانتخابي سيئ، فإن نتيجته ستكون بالضرورة مجلساً ضعيف الأداء، وله موقف سيئ من موضوع الحريات العامة والشخصية لدرجة تناقضه مع بعض المواد الدستورية. وقد كان المفروض أن تتم الدعوة إلى انتخابات برلمانية جديدة، وفقا للنظام الانتخابي الجديد الذي من المؤمل، رغم بعض الملاحظات عليه، أن ينتج عنه مجلس أمة يختلف نوعياً عن مجالس الأمة التي أتت وفقاً للنظام الانتخابي الخمس والعشريني، خصوصاً أن موضوع الانتخابات وفقا للنظام الانتخابي الجديد، هو أحد المطالب الانتخابية لعدد غير قليل من مرشحي الانتخابات الأخيرة بما فيهم مجموعة من الأعضاء الحاليين. وأيضا كان ذلك مطلباً شعبياً تم التعبير عنه بوضوح أثناء التحرك الوطني السياسي لشباب وشابات «نبيها خمس».

للأسف... إن ذلك لم يتم لأسباب عدة من ضمنها؛ عدم رغبة الحكومة، وعدم حماس أغلبية الأعضاء الحاليين، وكذلك عدم توافق التيارات السياسية التي للتو قد خرجت من معركة انتخابية وتحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقها السياسية والانتخابية للتعامل مع النظام الانتخابي الجديد، وأيضا اكتفاء شباب وشابات «نبيها خمس» بالنجاح الكبير الذى تحقق بإقرار الدوائر الخمس، حيث إن ذلك كان يمثل الهدف النهائي للتحالف السياسي العريض الذي عبرت عنه وتولت قيادته حركة «نبيها خمس».

وفى اعتقادنا أن عدم استكمال عملية الإصلاح السياسي، التي مثّل إصلاح النظام الانتخابي الخطوة الأولى فيها فقط، يعكس نظرة قصيرة المدى من قبل القوى السياسية جميعها، التي لم يكن بعضها، خصوصا بعض القوى السياسية الدينية، متحمساً في البداية، ولكن اضطر للمشاركة على طريقة «مرغم أخاك لا بطل» نتيجة للزخم الشعبي الكبير الذي عبرت عنه المطالبات السياسية للشباب الوطني.

الآن، وفى ظل عدم الرضى الشعبي عن أداء مجلس الأمة الحالي الذي أتى نتيجة للنظام الخمس والعشريني المتفق على سوئه وعدم عدالته وتحكم الحكومة في أغلب مخرجاته. وبالإضافة إلى التذمر الحكومي أيضاً من هذا المجلس الذي تعبر عنه «المصادر الحكومية المطلعة» للصحف اليومية من فترة إلى أخرى، وبعد مضي أكثر من عام على إقرار النظام الانتخابي الجديد، فإن مطلب الدعوة إلى انتخابات برلمانية جديدة يعتبر مطلباً وطنياً ملحاً يتوافق مع الإرادة الشعبية التي طالبت بتعديل الدوائر.

فهل ستبادر القوى السياسية للمطالبة بانتخابات مبكرة؟ أم ان المبادرة ستأتي هذه المرة من الحكومة؟ أو لا هذه ولا تلك، وإنما سيكون الشباب الوطني هو المبادر لهذه الدعوة... كما كان المبادر لإصلاح النظام الانتخابي في العام الماضي؟