يؤكد المؤرخ البارز روبرت كاوفمان أن الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر 2001 أطاحت مشاعر التفاؤل التي كانت سائدة في الولايات المتحدة خلال عقد التسعينيات الهادئ والناجح. وأدت استراتيجية الرئيس جورج دبليو بوش الكبرى، والمثيرة للجدل، المتمثلة في شنّ حرب استباقية عالمية على الإرهاب، إلى إشعال جدال محموم حول غايات القوة الأميركية والدور الصحيح لتلك الأمة في العالم.

Ad

وفي الكتاب، يعرض المؤلف حجة قوية لمبادئ الواقعية الديموقراطية الأخلاقية التي ألهمت سياسة إدارة بوش لتغيير النظام في العراق. ويربط بين مذهب بوش والقضايا الحالية في السياسة الخارجية الأميركية، وصولاً إلى التقاليد الأعمق للدبلوماسية الأميركية، مستنداً إلى الدروس الإيجابية بالإضافة إلى سيرة الماضي التحذيرية. هناك فرضيتان رئيسيتان لحجة كاوفمان القائلة بتوافق مذهب بوش مع مبادئ الواقعية الديموقراطية الأخلاقية؛ أولاهما تتمثل في الغرض الأساسي للسياسة الخارجية الأميركية منذ بدايتها بغية ضمان سلامة وحيوية المجتمع الحر «المبني على كرامة وقيمة الفرد»، أما الثانية فتتمثل في أن الميزة الأصلية للتعقل (المنطق الصحيح حول الأشياء التي يجب فعلها) يجب أن تمثل المعيار المستخدم لتقرير أفضل استراتيجية عملية أميركية كبرى.

يزود الكتاب الباحثين وعموم القراء بسياق تاريخي أوسع للسياسة الخارجية الأميركية بعد الحادي عشر من سبتمبر، والتي ستحول السياسة العالمية اليوم وخلال فترة طويلة من المستقبل.

الناشر: مطبعة جامعة كنتاكي، الولايات المتحدة الأميركية (2007)