شكرا منصور الشادي
منصور الشادي... إن صدقوا في ما يقولونه عنك ويتهمونك به... من أنك تشتري الشعر، فيسعدني أن أتقدم لك بالشكر الجزيل والامتنان لما تقوم به من خدمة للذوق العام!
شكرا...أقولها صادقا مخلصاً، ولا أرتجي من وراء ذلك ثواباً... شكرا لك... أقولها بموضوعية ونية حسنة، شكرا للأسباب التالية: أولا: إن معظم ما تشتريه بضاعة جيدة، مما يدل على ما تتمتع به من ذائقة شعرية سليمة وغير معطوبة، فتصور لو أنك تمتلك ذائقة سيئة «كبعض المشترين» وأغرقتنا بالرديء من الكلمات المسبوقة الدفع «كبعض بطاقات الاتصال»،لأصبحت الأغنية الخليجية أكثر سوءاً مما هو حاصل الآن. ثانيا: بما أنك «على افتراض صحة الاتهام» مهتم بشراء القصائد، فهذا يعني أنك تتمنى لو كنت قادرا على كتابة الشعر، وذلك يعني بالضرورة أن لك بعض المحاولات الشعرية، وبما أنك نزيه وموضوعي، اكتشفت أن محاولاتك الشعرية تلك لا ترتقي إلى ذائقة الجمهور، فعوضاً عن ذلك قمت بعمل حثيث ودؤوب للبحث عن قصائد أكثر جودة مما تكتب، وقمت بشرائها، ولكن تصور لو أنك كنت مقتنعا بما تكتب، وقمت بالاتفاق مع كبار المطربين لغنائها، علما أن هؤلاء المطربين لايعنيهم جودة الكلمة من رداءتها، ولكن كل ما يهمهم هو جودة جيوبك ومقدرتك المالية، وأكاد لا أستثني منهم أحدا، فبالتأكيد إنك لن تجد من المطربين من يتردد لوضع اللحن المناسب لها وغنائها، وبالرغم من يقينك أنهم سيفعلون ذلك، فإنك لم تقدم لهم محاولاتك الرديئة كما يفعل زميلك «الناصر»، بل على العكس من ذلك، اجتهدت لتقدم لهم نصوصا في معظم الاحيان جيدة، وذلك يعكس أخلاقاً حميدة متأصلة في ذاتك الفنية!! ثالثاً: إنك عندما تقوم بشراء قصيدة ما، تقوم بتسخير كل الإمكانات المادية اللازمة لخدمة هذه القصيدة، وذلك عن طريق تسخير أجمل الحناجر الخليجية والعربية لها، وهذه خدمة جليلة تقدمها للفن وللفنانين بهدف امتاعنا وانتشار الجمال، بينما يحاول الشعراء (الفقارى) قدر استطاعتهم أن يبتزوا الملحن والمطرب وشركة الإنتاج ولا مانع أيضا من ابتزاز الجمهور لكسب المزيد من المال! رابعا: تصور يا أستاذ منصور... وأنت أيها القارئ أن منصور الشادي لم يقم بشراء قصيدة ما، ستبقى تلك القصيدة عند الشاعر الأصلي إلى أن تأكلها «الأرضة»، ولما تمكّنا من الاستمتاع بها، وفي أفضل الأحوال ستُنشر في مطبوعة ما في زاوية قصية لا تكاد تُرى بالعين المجردة، وبالتأكيد سيرفض كثير من المطربين غناءها حتى لو كانت جيده لأنهم لن يستفيدوا ماديا من ذلك، ونُحرم نحن من الاستمتاع بها، وتحُرم القصيدة من الوصول الينا. لذا أقول وكلي قناعة وإيمان بأنك تستحق منا الشكر والتكريم لما تقوم به من جهد لاسعادنا وإمتاعنا، وماتقدمه من خدمة جليلة للنهوض بالفن والفنانين، ويؤسفني ما تلاقيه من جحود ونكران بالرغم من أعمالك «الفاضلة» تلك، من بعض الذين يريدون أن يتسلقوا على أكتافك للوصول إلى الشهرة ويحاولون تشويه صورتك النقية، هؤلاء الذين ينقصهم الإدراك والوعي بجميل صنعك... أعتذر نيابة عنهم، وأتمنى أن تدرك أن هناك من يقدر اختياراتك الجيدة ونواياك الحسنة، وأتمنى من جميع المهووسين بشراء الشعر، والمستشعرين الأثرياء، أن يحذوا حذوك، ويجعلوك نبراسا يضيء لهم طريق صفقاتهم الشعرية. شكرا مرة أخرى من الاعماق لك.