قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية في جلسة مغلقة للجنة الخارجية والامن في الكنيست الاسرائيلية عاموس يادلين إن سورية تجهز نفسها للحرب «وهي مستعدة بشكل افضل من السابق الا ان الحرب لن تكون غداً».ما يرشح عن تقديرات الاستخبارات العسكرية يفيد بأن سورية تحشد قوات واسلحة متطورة وصواريخ يصل مداها الى قلب اسرائيل. وفي حين تبدي تل أبيب ثقة في قدرة جيشها على التعامل مع هذه الصواريخ تعرف أن ذلك لن يحصل بكلفة زهيدة من الخسائر.
واضاف يادلين أن سورية ليست حزب الله فـ«هي دولة وللأسد نظام ومؤسسات وله ما يخسره في مثل هذه الحرب وهو يدرك أن استهداف اركان النظام خلال الحرب قد يحسم المعركة».في هذا السياق قال القائد العام للجيش الإسرائيلي ارائيل غابي اشكنازي خلال تمرين عسكري لوحدة غولاني في شمال اسرائيل «إن الوضع قد يتدهور على الجبهة الشمالية وعلى حدود قطاع غزة»، وقال للضباط الجدد الذين حضروا التمرين انه لا يعرف اذا كانت الحرب ستندلع الا ان الشعب الاسرائيلى يثق بالجيش. تفسر هذه الأقوال، بحسب متابعين في القدس، ان التحضيرات الاسرائيلية للحرب تجري على قدم وساق وان القيادة العسكرية تتحضر لاي امر في هذا السياق. أما على جبهة الخطر الأخرى التي تتابعها إسرائيل، اي إيران، فيقول عاموس يادلين ان ايران لم تتأثر حتى الآن بالعقوبات المفروضة، وانها لن تتأثر من اضافة عقوبات جديدة وهي ماضية في برنامجها على الرغم من التهديدات. وهو وإن لم يقل حرفياً أن ضربة عسكرية قد تعرقل البرنامج النووي الايراني فقد حرص على ترك هذا الانطباع لدى كل من حضروا الجلسة المغلقة للجنة العلاقات الخارجية والأمن أمس، ما دفع احد أعضاء الكنيست الى القول إن ضربة عسكرية قوية توقف ايران ولكن ستشعل الشرق الاوسط.اما بالنسبة للموضوع الفلسطيني فقال رئيس الاستخبارات ان التهدئة النسبية الحالية مخادعة «لأن «حماس» تخطط لعمليات كبيرة ضد اسرائيل منها خطف واسر جنود ومواطنين» على حد قوله، بالاضافة الى ان تردي الأوضاع في قطاع غزة قد يدفع الى نقل الصراع من الداخل الى إسرائيل لا سيما أن الذراع العسكرية لـ«حماس» تحول من ميليشيا «الى جيش منظم قريب من نموذج «حزب الله» ويستعد لمواجهة اسرائيل عبر حرب عصابات كما تقول تقارير استخباراتية إن هذا الجيش «يحاول نقل خبرة صواريخ القسام والتنظيم العسكري الى عناصره في الضفة الغربية».أقوال رئيس الاستخبارات العسكرية وقائده الاعلى ووزير الجيش تشير الى تحذيرات من حرب مقبلة في حال تعثر الأمل في مفاوضات على المسارين الفلسطيني والسوري. وفيما يقول القادة الإسرائيليون إنهم يعملون على تفادي انهيار الوضع فإن تل أبيب تتحضر بقوة لاحتمال الحرب وتفيد المعلومات أن اولمرت سيطلب من الرئيس الاميركي جورج بوش في لقائهما المرتقب منحه فرصة المفاوضات مع الاسد لعله، أي اولمرت، يجعل الاسد يغير من نهجه في العراق ويتقرب من الولايات المتحدة، الامر الذي يراه مستشارو اولمرت صعبا في ظل الموقف الاميركي الواضح تجاه النظام السوري الحالي وعزم الادارة الأميركية على المضي في المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، اولمرت سيحاول كما يؤكد أحد مستشاريه لكن احتمالات النجاح ضئيلة كما يؤكد مراقبون كثر.وكان اعلن مصدر رسمي اسرائيلي امس ان الحكومة الامنية الاسرائيلية ستجتمع اليوم لدراسة فرص استئناف المفاوضات مع سورية. وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لوكالة فرانس برس ان «الحكومة الامنية ستجتمع (الاربعاء) لاستعراض النقاط المتعلقة بسورية».وقال وزير المتقاعدين رافي ايتان للاذاعة الاسرائيلية العامة امس «اذا كانت سورية تسعى فعلا لبدء مفاوضات، فعلينا اعتبار هضبة الجولان مقابلا يجب تحديد ثمنه»، في وقت كان فيه اولمرت الذي سيتوجه قريبا الى الولايات المتحدة، استبعد بدء مفاوضات سلام مع سورية في المرحلة الحالية، حسبما ذكر مكتبه.لكن مصدرا حكوميا صرح لصحيفة «هآرتس» ان «بحثا جديا للوضع جار حاليا» بين اسرائيل وسورية مع انهما لا تقيمان اتصالات مباشرة. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية أمس أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية سيناقش في اجتماعه اليوم مسألة النظر في إمكان استئناف المفاوضات مع سورية وسط تباين آراء الوزراء بين مؤيد ومعارض.وفي السياق ذاته، أفاد تقرير صحفي امس بأن إسرائيل تعتقد أنه في حال لم تبدأ العملية السياسية مع سورية فإن السوريين سيبدأون بشن عمليات «إرهابية» في هضبة الجولان بهدف جر إسرائيل إلى المواجهة. وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية إلى أن الجيش الاسرائيلي يواصل تدريباته في إطار الاستعدادات لامكان وقوع مواجهات مع سورية في الشهور المقبلة، مؤكدة في تقريرها أن الجيش السوري أجرى اخيرا سلسلة من المناورات الشاملة في ظل التقديرات السورية التي تشير إلى احتمال اندلاع مواجهات عسكرية مع إسرائيل.وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الاسرائيلي يواصل في المقابل تدريباته في هضبة الجولان السوري المحتلة، في إطار الاستعدادات العسكرية لامكان وقوع مواجهات في الشمال قريبا.ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن المناورات العسكرية السورية الاخيرة تشير إلى أن الجيش السوري يتدرب على عمليات دفاعية وليست هجومية. وأفادت بأن التقديرات الاسرائيلية تشير إلى أنه في حال عدم إحراز أي تقدم في العملية السياسية مع سورية فإن السوريين سيبدأون بشن عمليات في منطقة هضبة الجولان بهدف جر إسرائيل إلى المواجهات. (القدس - رويترز - أ ف ب)
دوليات
إسرائيل تتحضر لحرب مع سورية إذا فشل مسار السلام
06-06-2007