الخير السياسي!
نشر
في 10-10-2007
آخر
تحديث 10-10-2007 | 00:00
الأموال الكويتية تساعد وتدعم مؤسسات خيرية كثيرة على مستوى العالم، وتتوزع على فقراء العالم، ومعظمها يذهب لبناء مدارس ومستشفيات وشوارع، بينما نعاني نحن هنا سوء التعليم والخدمة الصحية ورداءة الطرق.مع اقتراب نهاية شهر رمضان، أخذت المنافسة تشتد بين جمعيات الخير والبر على تحصيل ما تبقى من خيرات المواطنين والمقيمين، لتوزيعها على محتاجي ومعوزي دول العالم عدا الكويت.ولا أبالغ إذا قلت إن الجمعيات الخيرية ومعظم القائمين عليها يتعاملون مع شهر رمضان تعامل أي تجار مع موسم اقتصادي، له آلياته واستراتيجياته، بدليل تكثيف حضورهم الإعلامي والإعلاني في العشر الأواخر مقارنة ببداية الشهر. وفي بداية الأسبوع صرح وكيل المراجع الشيعية في الكويت السيد محمد المهري لـ«الوطن» بشأن عدم جواز إخراج زكاة الفطر من الكويت إلى بلد آخر بداعي وجود مستحقين لها في الكويت، ورغم أن تصريح السيد المهري تناول جزئية زكاة الفطر من دون غيرها، إلا أن تساؤلاً مشروعاً يطرح هنا عن أموال الخير بعمومها، والتي نراها تجمع في الكويت وتنقل إلى الخارج، في حين يعيش بيننا فقراء ومعوزون ومتعففون.الأموال الكويتية تساعد وتدعم مؤسسات خيرية كثيرة على مستوى العالم، وتتوزع على فقراء العالم شريطة ألا يكونوا كويتيين أو يعيشوا على أ رض الكويت، ومعظمها يذهب لبناء مدارس ومستشفيات وشوارع، بينما نعاني نحن هنا سوء التعليم والخدمة الصحية ورداءة الطرق.منذ أحداث 11 سبتمبر والعمل الخيري الكويتي تحت المجهر، ومذاك تطالعنا الصحف بين فترة وأخرى بأخبار عن علاقة جمعية كويتية من هنا أو هناك، بتنظيم إرهابي أو تمويل نشاط غير مشروع، فيفتح النقاش ونخلص إلى وجود سوء فهم وتعمد لتشويه العمل الخيري، لكننا بالمقابل لا نتساءل عن حصة الداخل من أموال الخير.العمل الخيري في الكويت جرى تسييسه ويتم التعامل معه على هذا الأساس، ولهذا نجده محل صراع بين السلف والإخوان المسلمين، القوتين الأكثر نفوذاً في الشارع، وكلا المؤسسات التي تتبع هاتين الجهتين تخضع «ورقيا» لوزارة الشؤون، إلا أنها، فعلياً، تعمل على الأرض كيفما شاءت، بدليل تجاوزاتها المتكررة سنوياً من دون مساءلة.ينتهي رمضان هذا العام والكل عينه على نصيبه من غلته، ولكن بالمقابل نجد أن تصريحات مسؤولي الشؤون في بداية الشهر وآخره متشابهة، ولا يتعدى تأثيرها مساحة الصفحات التي تنشرها!
