Ad

«إن إسرائيل دخلت عصر الشيخوخة بعد انتصار المقاومة في لبنان عليها، وإن أميركا رغم رغبتها الجامحة في الحرب والعدوان على سورية أو إيران أو «حزب الله» فإن المعطيات التي بين يدينا تقول إنه لا حرب في الأفق القريب تستطيع أميركا شنها على أحد بعد ما غرقت في مستنقع العراق»!

رغم أنه حديث العهد بالزعامة و«طري العود» في معترك التزاحم على الإمساك بزمام المبادرة في ملعب القيادات، ولكن لأنه «كيس فطن» وهي صفة ورثها من أبيه الذي شهد له فيها الصديق والعدو، تراه يفرض حضوره في المنعطف من الأزمنة والأزمات!

هكذا هو بشار حافظ الأسد كلما أرادت اللحظة التأريخية اختباره! فقد فاجأ الذين ذهبوا إليه وهم ثلة متفاوتة الاتجاهات والأطياف من المثقفين العرب تنتمي أغلبيتهم إلى الرعيل الأول من تيار الفكر القومي العربي «المحبطين» من حالة النظام العربي الرسمي المستقيل من وظيفته الأساسية حسب تقديرهم، عندما قال لهم:

- «إن إسرائيل دخلت عصر الشيخوخة بعد انتصار المقاومة في لبنان عليها، وإن أميركا رغم رغبتها الجامحة في الحرب والعدوان على سورية أو إيران أو «حزب الله» فإن المعطيات التي بين يدينا تقول إنه لا حرب في الأفق القريب تستطيع أميركا شنها على أحد بعد ما غرقت في مستنقع العراق»!

- «وإن الأنظمة العربية لا تملك رؤية واضحة للمستقبل ولا مشروعا موحدا للأسف الشديد تجاه أي من القضايا الاستراتيجية في المنطقة وأغلبيتهم يفضلون تقطيع الوقت بانتظار الإدارة الأميركية الجديدة، ومع ذلك نأمل ونتمنى أن يواكبوننا في رؤيتنا المتفائلة حول المستقبل الواعد لهذه الأمة رغم قسوة الظروف وتعرجاتها!».

- «وإن سورية تحذر العرب الذين يعتبون على سورية لتحالفها مع إيران، بأن وراء الأكمة فتنة إسرائيلية للإيقاع بينهم وبين إيران التي تقف إلى جانبنا في المقاومة والممانعة!».

- «وإن سورية ليست على مسافة واحدة بين الفرقاء اللبنانيين لأنها لا يمكن إلا أن تقف إلى جانب المقاومين اللبنانيين الذين جددوا «شباب» العرب والعروبة والإسلام، وبالتالي فهي تنصح المترددين من العرب أن يواكبوا هذا التوجه ويساهموا مع سورية من أجل تدعيم الأمن والاستقرار اللبنانيين على قاعدة دعم ثقافة المقاومة ورفض التطبيع والمصافحات المجانية مع قادة العدو!».

- «وإن سورية تقف بقوة إلى جانب كل مبادرات الوفاق الفلسطيني رغم الفيتو الأميركي الفاضح، ولا يسعها إلا أن تقف إلى جانب مقاومته المشروعة ولن تفرط بعلاقتها التاريخية العجينة مع هذه القضية بذريعة السلام المطلوب لكنه قطعا ليس بمقايضته مع السيادة السورية الكاملة على أراضها أو الدفاع الثابت عن حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة ونيل الاستقلال وحق العودة!».

- «وإن سورية التي قرأت مبكراً انطلاق المقاومة العراقية للغزو والاحتلال لن تكون إلا إلى جانب عراق واحد حر مستقل ذي سيادة قائم على الهوية العربية والإسلامية الناصعة، ومحرر من الاحتلال، وبعيد عن حكم الميليشيات والفتن الطائفية والمذهبية».

كانت هذه أبرز ما تطرق إليها الرئيس السوري من الموضوعات في حديثه مع عدد كبير من المثقفين العرب الذين كانوا قد تداعوا إلى دمشق باعتبارها عاصمة للثقافة العربية، وذلك بمبادرة مبدعة كما عودتنا السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية السورية التي حضرت جلساتها كاملة، دون غياب أو انقطاع أو نفاد صبر أو تململ أو تكاسل أو إهمال، لافتة الأنظار إلى نمط مختلف من القيادات وشكل متفاوت من الأداء للمسؤولية والاهتمام والمتابعة للمهمات عندما تحمل من صاحبها على محمل الجد، كما فعلت هذه المسؤولة المتميزة والمتمايزة عن سائر نظيراتها ونظرائها من المسؤولين نساء ورجالاً!

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني