سمكة البغيلي... ضحية حديث السياسة!

نشر في 03-02-2008
آخر تحديث 03-02-2008 | 00:00
 سعد العجمي

كان موضوع زيادة الرواتب والاستفادة من الفوائض المالية أكثر المواضيع التي تعددت فيها وجهات نظر الحضور المشارك في وجبة غداء، وتأرجحت الآراء بين قائل إن الحكومة عاجزة عن ضخ تلك الفوائض بالشكل الصحيح لتطوير البنية التحتية، وبالتالي يجب أن يستفيد منها المواطنون، ومن رفض تلك الفكرة على اعتبار أن الدعوه إلى اقتسام الثروة والفوائض سيضر بمستقبل البلاد ويعزز ثقافة الهدر لدى المواطن.

على وجبة غداء بحري في ديوان الأخ حمود البغيلي الخميس الماضي دار حديث «عفوي» طويل، ومتشعب عن الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد في هذه المرحلة رغم أن عدد الحضور لم يتجاوز ستة أشخاص لكن وجود الدكتور سعد بن طفلة والأستاذ سامي النصف كان كفيلاً بإثراء النقاش.

أغلب الحضور كان مقتنعاً بأن استجواب وزيرة التربية نورية الصبيح قد أربك القوى السياسية كافة من خلال تعاطيها ومواقفها من الاستجواب، إلى درجة جعلت أغلب تلك القوى تتنازل عن ثوابت سياسية ودينية من أجل تبرير موقفها، لاسيما التيار المدني ونقيضه التيار الديني؛ فالأول، تغاضى عن قضية فرض منع الاختلاط من أجل إنقاذ الصبيح. والثاتي تنازل عن «ثابت» ديني هو الولاية العامة للمرأة من أجل تحقيق مكاسب سياسية ما. أما الكتل البرلمانية الأخرى والنواب المنتمون سياسياً، فقد كان تصويتهم بحسب المواقع الانتخابية والضغوط الاجتماعية، وليس وفق قناعتهم.

وخلال الحديث سادت قناعه لدى بعض الحضور بأن إجراء انتخابات وفق نظام الدوائر الخمس لن يغير كثيراً في المشهد السياسي ومخرجات العملية الانتخابية في الدورة المقبلة والتي تليها، وكان للدكتور سعد وجهة نظر مفادها أن انتخابات 2018 قد تحمل التغير المطلوب في اختيار ممثلي الأمة عندما يصوت مواليد عام 1995، وقتها قد تكون العقول والقناعات قد تغيرت.

وكان موضوع زيادة الرواتب والاستفادة من الفوائض المالية أكثر المواضيع التي تعددت فيها وجهات نظر الحضور، بين قائل إن الحكومة عاجزة عن ضخ تلك الفوائض بالشكل الصحيح لتطوير البنية التحتية، وبالتالي يجب أن يستفيد منها المواطنون، وبين من رفض تلك الفكرة على اعتبار أن الدعوه إلى اقتسام الثروة والفوائض سيضر بمستقبل البلاد ويعزز ثقافة الهدر لدى المواطن.

على أن استشراء الفساد في مؤسسات ووزارات الدولة كان الموضوع شبه الوحيد الذي اتفق عليه الحضور كافة، وكان للأستاذ سامي وجهة نظر مفادها أننا، كمواطنين، نساهم بشكل أو بآخر في استشراء تلك الظاهرة على اعتبار أننا نمارس بعض أوجه الفساد في الشارع، من خلال عدم الالتزام بأصول القيادة، ونمارسه في إنجاز معاملاتنا بتجاوز النظام والبحث عن معرفة أو واسطة لإنهاء هذه المعامله أو تلك . فيما أكد الدكتور سعد بن طفلة أن الدولة هي من ترعى الفساد بعدم تطبيقها للقانون على الكبير قبل الصغير، كون المواطن سيرتدع إذا ما رأى القانون يطبق على رئيس القسم ومدير الإداره وصولاً إلى الوزير.

لقد كان حديث ذلك اليوم شيقاً، واستمتعت بالاستماع إلى وجهات نظر مختلفة تعكس اختلافنا لا خلافنا، حتى إن الحضور واصلوا حديثهم الجميل على وجبة الغداء التي توسطتها سمكة كبيرة، لا أعرف نوعها، وخجلت أن أسال البغيلي عن اسمها، لكنها كانت لذيذة بلذة حديث الحضورالذين لم يبقوا منها سوى عظامها.

back to top