يحظى صالح جاهين بمكانة كبيرة لدى أعضاء تنظيم «الجهاد» في مصر بسبب دوره القيادي منذ انضم إليه على يد محمد عبد السلام فرج أمير التنظيم وأخطر مؤسسيه، وهو الدور الذي وضعه في السجن 26 عاماً متصلة منها 11 سنة بقرارات اعتقال صدرت عقب نهاية فترة عقوبته التي قضت فيها المحكمة بسجنه 15 عاماً في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات، التي كان المتهم رقم 12 فيها.

Ad

في هذا الحوار مع «الجريدة» وهو الأول معه منذ أطلق سراحه يروي جاهين أسرار الأيام التي سبقت اغتيال السادات والطريقة التي صدر بها هذا القرار والذي كان هو واحداً من أربعة أشخاص اتخذوه، مؤكداً أن الدكتور فضل هو الشخص الوحيد المؤهل للحصول على ثقة جميع أعضاء «الجهاد» الذين توصل معظمهم إلى خطأ أفكارهم السابقة من دون أن يمتلك أي منهم القدرة على كتابة المراجعات بأدلة شرعية، مطالباً آيمن الظواهري الذي تزامل معه في زنزانة واحدة نحو ثلاث سنوات بأن يستجيب لهذه المراجعات ويتبنى الأفكار الواردة في وثيقة «ترشيد العمل الجهادي» وفي ما يلي نص الحوار:

• متى وكيف انضممت إلى تنظيم «الجهاد»؟ ولمن كنت تتبع قيادياً؟

أنا أنتمي إلى الرافد الرئيسي في تنظيم «الجهاد» وهي مجموعة الشيخ محمد عبد السلام فرج الذي يعتبر مفكر أو أمير تنظيم «الجهاد» وانضممت إلى مجموعته سنة 1979م وتعرفت عليه في حي بولاق الدكرور، وكنت أنا ومجموعة من الإخوة ندعو الناس في المساجد ونعقد ندوات ومحاضرات لدعوة الناس إلى العمل الصالح وكنا نجوب القرى والمدن المجاورة لنا، وبعث إليَّ فطلب مقابلتي وبالفعل فقد قابلته وكان هو يعمل في الإدارة الهندسية لجامعة القاهرة، وتحدثنا سوياً في مسألة الخروج على الحاكم وأن مصر يجب أن تحكم بشريعة الله، ولذلك يجب البدء في التغيير، وأن أقرب طريق إلى الجنة هو الشهادة وعلينا أن نبذل أنفسنا قرباناً لله عز وجل.

• وماذا طلب منكم الشيخ محمد عبد السلام فرج؟

طلب منا أن نعمل سوياً وننتظم في اللقاءات للتخطيط لمستقبل الجماعة، وطلب منا إعداد الإخوة للتدريب على القتال وكشف المراقبة الأمنية والهروب منها وتدريس فقه الجهاد وقتال العدو وانخرطنا بعدها في التنظيم والعمل المنظم.

• وهل تم الاتحاد بين «الجهاد» و«الجماعة الإسلامية» في ذلك الوقت؟

نعم في هذا التوقيت تم الاتحاد بين الجماعتين والتقيت بالإخوة من مجموعة الصعيد عند الشيخ عبد السلام فرج، وهم الشيخ كرم زهدي والشيخ فؤاد الدواليبي والشيخ طلعت فؤاد، والشيخ علي الشريف والشيخ رفاعي طه، وكان الناس يعتقدون بسهولة أمر الخروج على الحاكم، ونحن كنا كشباب نستسهل المسألة ولدينا حماس واستعداد كلي للشهادة بعدما كرهنا الدنيا، وما فيها من منكرات وتبرج وزحام وظروف صعبة.

• وما الذي تغير في الأمور بعد لقائك الشيخ عبد السلام فرج؟

هو أقنعني بأن الدعوة يمكن لأي أحد أن يقوم بها على عكس الجهاد الذي يتطلب أشخاصاً بأعينهم لهم القدرة على القيام به، وكان يقول: إن أي أحد يستطيع أن يتحمل عبء الدعوة، ولكن الجهاد يختلف فالعبء فيه أكبر من الدعوة ثم بدأت أنشغل بالأعمال الحركية عن الأعمال الدعوية وبدأت في تدريب الناس وتعليمهم القتال.

• وأين كان يتم ذلك التدريب؟

كنا نتدرب في منطقة «أبو رواش» وفي نادي «الشمس» وفي الخلاء، وبذلك قل مجهودنا في الدعوة.

• وهل تأثرتم بالفعل بالثورة الإيرانية؟

لا لم نتأثر ولم نخطط لانقلاب شعبي بسبب قلة المؤيدين، وهناك فرق بين الفكر الشيعي والسني، وكنا نخطط لانقلاب مماثل لثورة 1952م والتي قادها ضباط الجيش وأيدها بعد نجاحها الشعب وخططنا للانقلاب من خلال السيطرة على المواقع الحيوية في مصر.

• ومن الذي كان يخطط ويعد الخطط العسكرية؟

كان يقوم بهذا التخطيط الجناح العسكري للتنظيم ويمثله قائده الشيخ عبود الزمر.

ولم نكن حينها نخطط لقتل شخص معين أو اغتيال شخص معين، وكان المهم هو إزاحة هذا النظام القائم لوضع نظام إسلامي بديل، ولو أمكن بدون قتال فسيكون وإن تطلب القتال فلا مفر وكان لدينا مقاتلون قمنا بتدريبهم، وكان عددهم كبيراً حيث كانوا موزعين على مستوى الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان، وكلهم تم إلقاء القبض عليهم، وواقعة الاغتيال هي التي عجلت بالقبض عليهم ومعظمهم لم يوجه إليه أي اتهام.

• ومتى بدأت فكرة اغتيال السادات في ذلك الوقت؟

فكرة الاغتيال تولدت بعد أن انكشف التنظيم عن طريق الأخ نبيل مغربي وذلك بعد أن طلب من سائق مجهول أن يدله على أحد تجار السلاح لكي يشتري منه كمية من السلاح فقام السائق على الفوز بالذهاب إلى وزارة الداخلية وطلب مقابلة الوزير وأحدث ضجة بالوزارة وأحسوا بصدق كلامه وبالفعل قابل الوزير وأخبره بالأمر، وقال له إنه يعرف هذا الشخص الذي يريد شراء الأسلحة، وأمر الوزير بالتحري من السائق عن الأمور، وتم إحالة الأمر إلى ضباط أمن الدولة وبدأوا يراقبون نبيل مغربي ورصد تحركاته وفي ليلة 25 سبتمبر تم اقتحام بعض مراكز التنظيم المهمة، وتم إلقاء القبض على نبيل المغربي وكانوا خلال مدة مراقبته قد تعرفوا على بعض المراكز التنظيمية والأماكن التي نلتقي بها ومنازل الأعضاء المهمين أمثال الشيخ عبود والشيخ طارق وكذلك أماكن تجمعنا مثل بعض المساجد والزوايا وتم الهجوم على هذه الأماكن كلها في وقت واحد، وقبضوا على عدد من الإخوة القليلين صغار السن، ولكن في نفس الليلة تم إلقاء القبض على الشيخ عباس شنن والأخ حسن عاطف.

وشعرنا حينها بأن أمر التنظيم قد انكشف، ولذلك فكرنا في تنفيذ ضربة كبيرة لكي تلهي الحكومة وتشغلها عن متابعة أفراد التنظيم.

• قيل إن هذه الفترة شهدت حديثاً متكرراً عن عزم الجماعة على اغتيال السادات؟

هذه المسألة أنا عشتها لحظة بلحظة، ومن الألف إلى الياء، فإن ناجح إبراهيم وغيره من الكثيرين لم يكونوا يعرفون قرار الاغتيال والقرار صدر من محمد عبد السلام وحده حينما أتى إليه خالد الإسلامبولي وأخبره أنه سيشارك في العرض العسكري أمام الرئيس السادات، ونحن كنا منهمكين في التفكير في أمر إشغال أمن الدولة عن متابعتنا، وزيارة خالد الإسلامبولي لمحمد عبد السلام فرج كانت بالمصادفة لأنه أتى للاطمئنان على صحته بعد أن كسرت رجله في حادث سيارة، وحينما أخبره بأمر العرض العسكري أمره على الفور بتنفيذ العملية، وكان ذلك بعد يوم 25 سبتمبر سنة 1981 واستمر التخطيط من يوم 29 إلى 6 أكتوبر، وبدأنا نجمع أعضاء من التنظيم قد سبق لهم دخول الجيش، وهم عطا طايل حميدة وحسين عباس وعبد الحميد عبد السلام الذي كان يسكن في نفس العقار الذي تسكنه اخت خالد الإسلامبولي، وكان خالد يقضي إجازته عندها، ومن هنا بدأت صداقته بعبد الحميد عبد السلام الذي كان ضابطاً عاملاً بالجيش، ولكنه فصل لانه كان يربي لحيته.

• وهل كنت معهم أثناء حوارهم في عملية الاغتيال؟

نعم كنت أنا ومحمد عبد السلام فرج وعبد الحميد عبد السلام وخالد الإسلامبولي وأخذ القرار محمد عبد السلام وتم عرض الأمر على الجناح العسكري المتمثل في الشيخ عبود الذي رفض، وقال لا يمكن تنفيذه ولن يستطيع أحد منهم أن يصل إلى الرئيس وإنما سنقدمهم قربانا لأمن الدولة بدلاً من إبعاد الناس عنهم، وسيمسكونهم قبل أي شيء ولكن أصر محمد عبد السلام على رأيه وأمام إصراره وافق الشيخ عبود وبدأنا في الإعداد للعملية، بأنه يجب أن نجهز بدائل الأسلحة التي تسلم ومنها إبر ضرب النار والذخيرة وغيرها وتم تجهيز هذه الأدوات ودخلوا بها العرض وتم اغتيال السادات، والقدر كان له دور كبير جداً، فالعربة التي بها الإخوة كان أمرها عجيب فالمفروض أن كل السيارات يتم تفتيشها من أربع جهات، وجاءت عربة الإخوة أمام جهتين من جهات التفتيش وكانت منهم المخابرات والشرطة العسكرية والمخابرات الحربية، وللقدر كانت السيارة بين اثنتين من هذه الجهات مرة واحدة، فظنت كل منهما أنه تم تفتيش هذه السيارة فتركت من دون تفتيش وشاركت في العرض بمن عليها.

• وأين كنت أنت وقت وقوع عملية الاغتيال؟

كنت في مكان قريب من مكان العرض لمراقبة الأمور ومعرفة: هل ستنجح العملية أم لا؟ وكنت حينها بجوار مستشفى العباسية وكان معي مجموعة من الإخوة وكنا نمسك براديو لمتابعة الأحداث، ولم نكن نتوقع أن يتم الأمر بهذا الشكل، وكانت تدور بذهننا توقعات كثيرة منها أنهم ربما يتم القبض عليهم من دون أن يفعلوا شيئاً ولم نعرف بموت الرئيس إلا بعد المغرب من ذلك اليوم.

• وماذا فعلتم بعد عملية الاغتيال؟

بعدها هربنا مجموعات، وكل من كان يقابل مجموعة من التنظيم من إخوانه يهرب معهم، وهربت أنا مع احمد سلامة ومحمد الأسواني وكان معنا الشيخ عبود وكنا نقضي الليل معه في شقته بالهرم وكنا أحياناً نتوارى عند أحد أصدقائنا القدامى من آيام الدراسة، ولم يقبض عليّ إلا بعد 22 يوماً وحوكمت في قضية اغتيال السادات وصدر عليّ حكم بالسجن 15 سنة.

• وبماذا كنت تفكر وأنت في السجن مع نفسك؟

كنت في السجن الحربي في أول الأمر وأتى تساؤل إلى ذهني: ما جدوى ما فعلناه؟ وفكرت في الفشل المستمر لجماعتنا وأن فكر الانقلاب أو القتال لا ينجح وإنما يجلب المصائب وعرفت بعد ذلك أن عمليات القتال بالأسلحة والخروج على الحاكم أتت بالكوارث على الدعوة إلى الله، بل منعتها تماماً وفشلت في تحقيق آي شيء سوى ضياع الشباب الذي تحمس لهذه الأمور.

• كيف توالت الأفكار عليك من التشدد إلى الاعتدال؟

شعرت أننا بعد أن أحدثنا صداماً مع نظام الحكم وهو أكبر صدام منذ سقوط الخلافة الإسلامية وتعطلت الدعوة وقرأت لعلماء كثيرين يقولون إن هذا يعطل الدعوة الإسلامية وأضيرت الحركة الإسلامية بالتضييق على الدعاة وعلى المساجد.

• هل كنتم تتحاورون على أساس أن الوقت لم يكن مناسبا أم أن الموضوع ومسألة الخروج برمتها كانا خطأ؟

نحن كنا نتحدث بأننا نذرنا أنفسنا لله سبحانه وتعالى، فهل كان الأمر لو ظللنا على طريقنا في الدعوة إلى الله بالسلم أجدى، أم أن ما فعلناه من قتال هو الأجدى؟ طبعاً كان الأمر الأول أجدى لأن الدعوة أضيرت وعملنا تعطل وتم التضييق على الدعوة ولم يجد عملنا شيئاً، وهذا لأن فهمنا الشرعي كان بسيطاً وفهمنا للحياة لم ينضج بعد، وكنا شبابا يستسهل مسألة الخروج على الحاكم.

وفي هذا الوقت أعلنت موافقتي على مبادرة الجماعة الإسلامية بوقف العنف.

وكان الشيخ كرم زهي يقول لي: إننا لو مكثنا خارج السجون وعلمنا الناس سورة الفاتحة فقط، ألا يكون ذلك أفضل من هذا، ورددت عليه بنعم، سيكون أفضل وبعثنا إلى الأستاذ منتصر الزيات لإعلان موافقتنا.

• وماذا كان دوركم بعد ذلك؟

نحن توقفنا كمجموعات الجهاد عند تأييدنا للبيان لأن الجماعة لها كيان وتنظيمها هرمي ولهم أشخاص في السجون وخارج السجون، وهناك من يحمل السلاح منهم في مصر وخارج مصر، ولهم أتباع في كل مكان وبدأوا يفعّلون مبادرتهم، أما نحن قيادات الجهاد ففي السجن ولا صلة لنا بالخارج والجهاد معروف أنه عبارة عن مجموعات وكل مجموعة لا تعرف الأخرى...

• ولماذا عارضت مجموعات معينة مسألة المراجعات وهي تقر وقف العنف؟

تنظيم الجهاد في السجن كان يضم مجموعة من الأقران أو رؤوس متساوية أو متقاربة أو رؤوس عليا ومن دونهم لا يعرفون شيئاً عنهم ولم يكن لنا قيادات بالخارج أو بالداخل، تستطيع أن تؤثر في الجميع، ولم يستطع أحد أن يملي كلاما على نظير له في التنظيم وهذه إشكالية كبيرة في تنظيم الجهاد فهو يختلف عن الجماعة الإسلامية في ذلك.

فكان وجود الشيخ سيد إمام وطرح اسمه يمثل زلزالاً في أوساط الجهاديين وأنا أسمع عنه ومن معي، وقرأت كتابه «العمدة في إعداد العدة» وسمعت من بعض الإخوة عن كتابه «الجامع في طلب العلم الشريف» ورسائل كثيرة كانت تكتب باسم د. فضل وغيره من الألقاب أيضاً كانت تصل إلينا وقدره ومكانته معروفان، وهو ذو قدم راسخة وله باع طويل في العلوم الشرعية وعندما تحدث وكتب وافقت الناس وبدأت في الاستماع إليه وتقبل هذا الأمر.

• وماذا فعل حينما أتى؟

هو كتب كتابه «الوثيقة» ولم يلتق بنا قبل الوثيقة لانه كان في سجن غير سجننا وحين أتى اجتماع ببعض القادة عرض عليهم فكره وطلب منهم إبداء الرأي وإعطاء تصوره وكانوا يأتون ليناقشوه، ويفهم وجهة نظرهم واجتمع بمعظم قيادات الجهاد، وبدأ يبلور فكره في وثيقته «ترشيد العمليات الجهادية في مصر والعالم».

• هل التقيت الشيخ سيد إمام؟

نعم التقينا أثناء كتابة الوثيقة، ولم يكن هناك وجه اعتراض لديّ، وكنت موافقاً على الوثيقة، وأنا لم أوافق إلا على كلام طبقاً لدلائل شرعية من الكتاب والسنة وكتب السلف ووجدنا الكلام كلاماً مضبوطاً، وقد قرأت الوثيقة وأبديت اقتناعي بكل ما جاء فيها.

وما جاء في الوثيقة كلام مؤصل شرعاً وفهم صحيح لكتاب الله وسنة رسوله «صلى الله عليه وسلم» فما المانع من قبوله؟!.

• ألا يعتبر هذا انقلابا فكرياً؟

نعم يعتبر هذا تحولاً تاماً في الفكر، وهناك مجموعات كانت على اقتناع تام بالتوجه السلمي ولم تلتف هذه المجموعات إلا حول سيد إمام لما له من قناعة ورؤية شرعية وثقل بوزن شرعي والشيخ سيد محكوم عليه بالمؤبد وكان كلامه نابعا من قناعة شخصية لديه.

• وماذا تقول للمعترضين على هذه الوثيقة؟

أقول لهؤلاء المعترضين اقرأوا الوثيقة جيداً ويجب علينا كإسلاميين أن نكون نموذجاً أمام العلمانيين وأمام العالم في خلافاتنا التي يجب أن تكون بعيدة عن التنابز والتشاتم بالألفاظ.

وأنا على استعداد تام بأن أناقش آي شخص وبمنتهى الحرية والمصداقية، فإن لدي فكرة أؤمن بأنها صحيحة، وهي أن النزال المسلح مع الحكام أدى إلى فتن.

• هل قابلت الدكتور آيمن الظواهري؟

نعم تقابلنا في زنزانة واحدة ولي فيه وجهة نظر طيبة وهو إنسان مهذب جداً وله أخلاق حميدة وهو ابن ناس في كل حاجة، ولديه تواضع كبير، ومكثنا معاً نحو سنتين ونصف، وكان معنا الشيخ كرم زهدي.

• ترى ما موقفه من الشيخ سيد إمام الآن؟

د. آيمن والشيخ إمام كانوا زميلين منذ بداية تكوين أول خلية لتنظيم الجهاد في مصر، وهم أصدقاء منذ الستينيات وأنشأوا أول خلية للتنظيم في المعادي، وأنا مع كل تقديري للدكتور أيمن أنصحه بقراءة الوثيقة جيداً قبل أن يرد هو، أو أي شخص مخالف أو معترض وأتمني أن يكون الاعتراض موضوعيا وأن يكون الرد بأدلة شرعية من دون تهجم، خصوصا أن كل كتب الجماعة الإسلامية وجميع الأدبيات التصويرية من كتب ومجلات أو شرائط مسجلة كلها كتبت في السجن وفي عنبر التأديب.

وأنا مع إجلالي واحترامي وتقديري للدكتور أيمن أطلب منه رداً شرعياً على كلام الشيخ سيد إمام، بمعنى أن يناطح الدليل بالدليل.

• وما هو مفهوم الجهاد لديك الآن؟

طبعاً رأيي يتفق مع وثيقة الشيخ سيد في التفكير، وهي تقول بترشيد الجهاد وليس بمنعه لأن هناك مفاهيم معينة دخلت في الجهاد، ووجب تصحيحها وهي مهمة في مواجهة العدو بالمقاومة المسلحة، سواء في فلسطين أو في أفغانستان أو في العراق، وهي تجب على أهل البلد ثم من يليهم، وهكذا ولو لم يكفِ المسلمون جميعاً، وهو أمر في حاجة إلى فتوى.