من قصص الشاعر بصري الوضيحي الطريفة، انه سمع ذات مرة ان هناك امرأة جميلة جدا، زوجة لرجل يدعى ابن خلبوص، وقد تناقل الناس الحديث عن جمالها، حتى وصل الى الوضيحي، فقرر ان يراها مهما كان الثمن، فركب راحلته وقصد زوجها، وحينما وصل اليه اكرمه كثيرا بحكم الضيافة، ثم سأله ان كان له حاجة فيقضيها له، فأخبره الوضيحي انه يرغب في مصاحبته في احدى غزواته لعله يحصل على ما يبعد عنه الفقر، فرحب به ابن خلبوص وطلب منه ان يظل عنده الى وقت الغزو.

Ad

وعندما غزا اصطحب ضيفه معه، وفي الطريق ضرب الوضيحي خف راحلته بمخيط حتى لا تقدر على المشي، وحينما شاهدها ابن خلبوص على هذه الحال، طلب منه ان يعود الى البيت ويجلس فيه مخدوما ومحترما على ان يعطيه نصيبه من الكسب، وكان هذا ما يريده الوضيحي.

وحينما عاد إلى البيت سمعته المرأة ينشد وهو يغني:

ما تنشدن وش عوقن عن طريقي

اللي منعني عن مرافق هل العوص

عنق الغزال اللي بهاك الفريقي

كامل وصوف الزين والوسط ممهوص

طرفه علي مع النضايد يويقي

لونه يشادي بيضة له ببرخوص

فعرفت قصده من العودة وأخذت حذرها منه، الى ان قدم زوجها، وحينما كبر المجلس من رجال القبيلة، خرجت اليهم وقالت لزوجها: «انشد ضيفك يا بن خلبوص وش قال بأهلك وانت غايب؟» فقال الزوج للوضيحي: «وش رايك في هاللي هي تقول؟» فاستدار وقال: صحيح، اسمع اللي قلت ثم اورد الابيات السابقة، ولكنه اكمل:

حليلة اللي حاجبه ما يضيقي

لا هجت القطعان والزمل مرصوص

حليلته ما تلتفت للعشيقي

ما له بغيرك رادةٍ يا ابن خلبوص

وبذلك استطاع الوضيحي ان يتخلص من ورطته التي اوقع نفسه فيها.