Ad

أحسب أن الوفد الكويتي الذي يزور مصر، في سبيله إلى زيارة العواصم والمدن العربية والأجنبية، ولا شك أن الوفد يعي بأن رحلته ليست نزهة، بل هي مهمة محفوفة بالمشقة والمتاعب وحبلى بالمفاجآت والمفارقات التي تعري سوءة الفحول النفطية الشبقية «الثورية»، وتفضح ممارساتهم اللامسؤولة المفتقرة إلى كل مقومات الزواج السوي!

رئيس الوفد الكويتي إلى مصر المكلف بدراسة مشاكل أبناء المواطنين من أمهات غير كويتيات الدكتور «فهد الوردان» ذكر لصحيفة «كويتية» 13 مارس الجاري بأن ثمة لجنة حكومية (لم يوضح ما إذا كانت اللجنة عليا أم مربوعة!) معنية بدراسة مشاكل هذه الفئة، وسيقوم الوفد ببحث 43 حالة قدمت بياناتها إلى السفارة، مشيراً إلى أنه في حالة إنكار ولي الأمر، أو طعنه في المستندات ستعتمد اللجنة تقنية البصمة الوراثية لإثبات النسب أو نفيه ويفهم من هذا التوضيح بأن اللجنة ستُعنى بالحالات الواردة إلى السفارة فقط لا غير. ولعلي لا أغالي إذا ذكرت بأن الكويتيين البدون في مصر يتجاوزون العدد الذي ستلتقيه اللجنة! ذلك أن العديد من الأمهات ليس بحوزتهن بيانات صحيحة بشأن موطن واسم وهوية أزواجهن! ولذا لن يكون في مقدورهن إثبات النسب وفق نظام البصمة الوراثية لسوء حظهن.

* أعرف سلفاً، أن بعض القراء وغيرهم، يعتبرون إثارتي لقضية الزيجات السياحية، تعد تدخلاً سافراً في حقوقهم وحريتهم الشخصية، مثل ذلك القارئ الذي طفق يلعلع صوته، عبر الموبايل بمواعظ تحذرني من مغبة الاعتراض على رخصة تعدد الزوجات، على الرغم من أن مقالتي لم تقترب أبداً من هذه المسألة لا سلباً ولا إيجاباً. ذلك أن الاحتجاج يتمحور حول سوق النخاسة البشرية التي ترتكب بأسماء سميتموها، وما أنزل الله بها من سلطان، أتحدث عن سلطان المال الأعمى البصر والبصيرة التاجر الحصري، والزبون الدائم لنخاسة الزيجات السياحية الموثقة على ورق البنكنوت! نعم ثمة «وثيقة» زواج، ولكنها لذر الرماد في عيون العروس وذويها ليس إلا! وهو ما سيتضح لهم لاحقا... في اللحظة التي يلوذون بها بأي سفارة عربية نفطية خليجية، سائلين عن العريس «الذهبي» الذي خرج ولن يعود! وهنا مربط الفرس كما يقولون.

* وأحسب أن الوفد الكويتي الذي يزور مصر، في سبيله إلى زيارة العواصم والمدن العربية والأجنبية التي توجد فيها الجاليات الكويتية المولودة من رحم الزوجات الغافلات اللواتي اضطرهن فقرهن الشديد إلى الوقوع في شرك الزواج المضمر بالطلاق، حالما يشعر البعل بأن العمر الافتراضي للزيجة العابرة قد انتهى! حيث تبدأ مكابدة العروس وطفلها، خصوصاً حين يتلاشى مقدم الصداق الذي لا مؤخر له، وتعود الأسرة المغرر بها إلى حياة العوز الأولى! ومن هنا تأتي أهمية زيارة الوفد الكويتي المعني بهذه الظاهرة المأساوية، صحيح أن زيارته تأخرت كثيراً، لكن حدوثها أخيراً «أخْير» من ألّا تحدث أبداً، ولا شك أن الوفد يعي بأن رحلته ليست نزهة، بل هي مهمة محفوفة بالمشقة والمتاعب وحبلى بالمفاجآت والمفارقات التي تعري سوءة الفحول النفطية الشبقية «الثورية»، وتفضح ممارساتهم اللامسؤولة المفتقرة إلى كل مقومات الزواج السوي! وفي هذا السباق: أتذكر كاريكاتيراً اجتماعياً شديد البلاغة أبدعه الفنان الفذ «ناجي العلي» ونشر في صحيفة «السياسة» في عقد السبعينيات، وقوامه: ثلاثة مشاهد كاريكاتيرية لسائح عربي خليجي، يبدو في المشهد الأول يبحلق بشبق في تمثال عار بروما، وفي المشهد الثاني يلتصق بالتمثال، وفي الثالث يتبدى لنا تمثال المرأة العارية حاملا في الشهر الأخير! ورسام الكاريكاتير -عادة- ينحو صوب المبالغة لتأكيد مسألة ما، لكن واقع الحال الآن تجاوز خيال الفنان وحدسه!