Ad

يدرك نواب «حشد» قبل غيرهم أن مسلم البراك لم يخذلهم يوماً ما، كما لم يخذل أهل الكويت بمختلف شرائحهم ومشاربهم، وليتذكر سيد عدنان وأحمد لاري وحسن جوهر الحرب الإسرائيلية على لبنان عندما حضر البراك إلى ساحة الإرادة مجلجلاً بصوته العالي بالحق دائماً أمام آلاف المتظاهرين، ليحلّق بحسن نصرالله والمقاومة اللبنانية إلى عباب السماء.

المتعاطون مع الشأن السياسي وفق مبدأ «لا تقربوا الصلاة»، قالوا إن موقف النائب مسلم البراك من استجواب وزيرة التربية، ثم طرح الثقة عنها، موقف تحركه المصلحة الانتخابية للنائب البراك، وإنه لا علاقة له بمادة الاستجواب ومحاوره، متذرعين بتركيز «أبو حمود» على حادثة العارضية.

في البدايه لابد من التأكيد أن موقف النائب والتكتل الشعبي ككل من الاستجواب دار في فلك محور قضية العارضية فقط، وكلنا نتذكر البيان الصادر من الكتلة بهذا الشأن والذي طالب الوزيرة بالاستقالة أو الإقالة من قبل رئيس الحكومة، وبحسب معلوماتي فإن كل أعضاء الكتلة قد اطّلعوا على البيان ووافقوا على ما جاء فيه قبل توزيعه على الصحف، وبالتالي ومن وجهة نظري الشخصية على الأقل وفي لغة السياسة فإن منح الثقة إلى الوزيرة بعد أن تمت المطالبة باستقالتها، هو كارثة «سياسية» على بعض نواب «الشعبي» الذين قرروا التصويت لمصلحتها إثر الاجتماع التوافقي الذي عقد في ديوانية النائب الجري أخيراً، وهنا يتضّح الأمر في ما يتعلق بمن سيصوت بناء على مواقفه وقناعته السابقة، ومن أراد أن يمسك العصا من «النص» من أجل مصالحه الانتخابية.

يدرك نواب «حشد» قبل غيرهم أن مسلم البراك لم يخذلهم يوماً ما، كما لم يخذل أهل الكويت بمختلف شرائحهم ومشاربهم، وليتذكر سيد عدنان وأحمد لاري وحسن جوهر الحرب الإسرائيلية على لبنان عندما حضر مسلم البراك إلى ساحة الإرادة مجلجلاً بصوته العالي بالحق دائماً أمام آلاف المتظاهرين، ليحلق بحسن نصرالله والمقاومة اللبنانية إلى عباب السماء، من أجل زملائه في التكتل، وليتذكروا أيضاً عندما هبّ «أبو حمود» و«طق بشته» وذهب معهم إلى سمو رئيس مجلس الوزراء للمطالبة بوقف مسلسل «للخطايا ثمن» لأنه يمسّهم بسوء على حد قولهم. ترى هل كانت هذه مواقف للتكسّب الانتخابي من قبل مسلم البراك؟ وهو في دائرة يملك فيها التيار الديني بسلفه وإخوانه القدرة على التأثير؟!

مسلم البراك يا ساده شارك في استجواب علي الجرّاح من أجل تصريح صحفي للوزير، قدم بعده أربعة اعتذارات لم يستجب لها من قبل الكتل المشاركة في الاستجواب، فثبت على موقفه وقدم قناعته على ما سواها، وهو ما فعله في استجواب الصبيح، فمن يا ترى الذي يبحث عن مصالحه الانتخابية؟

«لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم» قاعدة لا وجود لها في قاموس «أبو حمود» السياسي، لأنها قاعدة الضعفاء والمتذبذبين في مواقفهم، لذلك «يابوحمود» دعك من «نائحات المآتم» ومزوري الحقائق، وكتّاب الغفلة، فما يزعجهم هو أن هذا الخط السياسي الذي عاهدت ناخبيك عليه أمام الله، بات كالشوكة في خاصرتهم، وما يزعجهم أكثر وأكثر هو أنك من دائرة «جليب الشيوخ» وليس من دائرة أخرى... أما صوتك العالي بالحق، الذي دائماً ما يتحدثون عنه، فهم يمدحونك به من دون أن يدركوا ذلك، على اعتبار أن « الحصان» وحده هو الذي يصهل في قطعان الخيل.