حباً بالله دعوهم واتركونا نتفرج!
في كل المجالس النيابية والبرلمانات حول العالم، سواء الحقيقية أو حتى الشكلية التي توجدها بعض الأنظمة «لتزويق» صورتها السياسية أمام الآخرين، تحصل الاختلافات في وجهات النظر بين الأعضاء والقوى السياسية، ويصل الأمر أحيانا إلى نشوب نزاعات حادة قد تتطور إلى تبادل الشتائم والعراك بالأيدي وبغيرها!لا يحدث هذا في البلدان العربية فحسب، كما حصل في الأردن منذ سنوات قليلة حينما قضم نائب قطعة من أذن زميله وأتبعها بعضة لرقبته على غرار عضات الكونت دراكولا لضحاياه، أو في مصر قبلها بسنوات يوم كال نائب لزميله صفعة تردد لها دوي وصدى تحت قبة البرلمان، حتى في برلمانات أخرى مثل كوريا وتايوان واليابان وإندونيسيا حيث يلجأ النواب عندما يحمى الوطيس إلى استخدام اللكمات والضرب بالعصي والكراسي! لهذا فالأساليب البرلمانية غير المألوفة كثيرة، والتي ظهرت أخيرا عندنا وصار نوابنا يستخدمونها للتعبير عن اختلافاتهم الفكرية، ويلجؤون إليها على سبيل تصفية هذه الخلافات، ليست اختراعاً تسجل حقوقه باسم البرلمان الكويتي، إنما هو مجرد اقتفاء للأثر وتطبيق لممارسات برلمانية معروفة لعل نوابنا اطلعوا عليها أثناء «سياحتهم» في وفود الصداقة البرلمانية!
لهذا فأنا ضد دعوة نوابنا الذين يختلفون فكرياً بين حين وآخر ويلجؤون إلى نشر الغسيل المتسخ على صفحات الجرائد، بالامتناع عن ذلك، ولست في ذلك أسبح عكس تيار الزملاء الساعين إلى التهدئة، فأنا بالطبع لا أؤيد الانحدار إلى مستوى الشتائم أو العراك لأن هذا يكشف عن سوء تربية ويقدم نموذجاً سيئاً لأطفالنا الذين قد يطلعون على هذه الممارسات في التلفاز أو الجرائد، ولكنني في الوقت ذاته مواطن من آلاف المواطنين الذين يهمهم جداً أن يعرفوا حقائق الأمور، وأن يعرفوا من الصادق ومن الكاذب من النواب الأشاوس، ومن صاحب الكف النظيفة ومن صاحب الكف الملوثة منهم، ومن ذاك الذي استطاع أن يمتنع عن الشرب من كأس الإغراءت المادية التي قال عنها النائب وليد الطبطبائي وزميله أحمد الشحومي وطالبا بزيادة رواتب النواب إلى خمسة آلاف دينار للتحصين منها، ومن ذاك الذي شرب من كأسها أقداحاً إثر أقداح حتى ارتوى، وربما سكر!في تصوري أن من أوجب واجبات النائب الصادق الشريف، بل من أهم حقوقنا عليه كناخبين وقفوا في طوابير الانتخابات ليعطوه أصواتهم، أن يكشف رؤوس الزيف والفساد وأذنابه، ولا أحد أقرب منه ولا أقدر على كشف زملائه النواب الفاسدين، وتنبيهنا الى عدم التصويت لهم في الانتخابات المقبلة.حبا بالله، أيها الزملاء اتركوا نوابنا الفضلاء ينال بعضهم من بعض، ودعونا نتفرج ونتابع لعلنا نستطيع أن نميزهم على حقيقتهم فنعرف إلى من يجب أن تذهب أصواتنا، فالانتخابات المقبلة ليست عنا ببعيدة، ونحن بحاجة الى كل ما من شأنه أن يعيننا على اختيار ممثلي الشعب القادمين.