«خليج نعمة» للمخرج والمنتج مجدي الهواري، أحد الأفلام التي اختتمت بها سينما 2007 عروضها في مصر، هو فيلم بسيط خفيف خال من الأفكار العميقة، يقدم أعمالاً لأربعة مغنيين شباب جدد هم أحمد فهمي، محمود العسيلي، مي كساب وإدوارد. يؤدي هؤلاء الأدوار الرئيسة إلى جانب البطلة النجمة غادة عادل ومجموعة من الممثلين المخضرمين أمثال: أحمد راتب وعايدة رياض والممثل السوري المعروف باسم ياخور.

Ad

صحيح أن هؤلاء جميعاً لم يؤدوا أدوارًا تعلق في الذاكرة أو تكون علامة في السينما، لكنهم قدموا، إجمالا، أداءً معقولاً وحضورًا في حدود المطلوب، ناهيك عن لحظات تمثيل حقيقي مرهف وممتع تميّزت بها مشاهد غادة عادل.

غير أنّ الفيلم لا يخلو بالفعل من «سذاجة» أو «سطحية»، وهو ليس أكثر من تجربةٍ خفيفة ومسلّية تحاول جذب الانتباه وتحقيق التشويق من دون ضعف واستسهال من الناحية الحرفية.

لم يدّع الفيلم أكثر من ذلك، وهو ما يحققه بالفعل، خصوصًا أن هذا هو شأن الأفلام الغنائية عادةً، حيث يتم التركيز على الأصوات والألحان والمواقف التي تعبّر بالغناء، أكثر مما يُركّز على الأفكار أو التعمّق في مسألة مطروحة، أو موضوع معين!

الموضوع البسيط الذي يطرحه «خليج نعمة»، من دون التعمق فيه، هو العلاقة بين شخصٍ يمثل الشر والسطوة وآخر يمثل الخير والبراءة، هذان الشخصان هما الزوجين جينا (غادة عادل) وشاهر (باسم ياخور). يصل التبسيط إلى ذروته في أنّ جينا هي الخير الكامل والبراءة كلها فيما يلخّص شاهر في شخصيته منتهى الشرّ. وهو يحبها، لكنه ليس حبًا حقيقيًا، أو بالأحرى ليس سوياً، بقدر ما هو رغبة عارمة في الامتلاك والاستحواذ، وفي السيطرة عليها وتحريكها كما يشاء كـ«دمية»، على حد تعبيرها في مذكراتها.

يغرق شاهر خلال رحلة في البحر فتتنفس زوجته الشابة أخيرًا الصعداء وتبدأ حياة جديدة، تفتح صالة لعرض اللوحات والمنحوتات في شرم الشيخ وينبض قلبها من جديد بالحب وبمشاعر رقيقة تتبادلها مع مغنٍ جديد (يؤدي دوره أحمد فهمي) معقول في إحساسه وحضوره. إلا أنها في ذروة شعورها بالحرية تفاجأ بظهور الزوج العنيف القاسي الذي تم إنقاذه من الغرق!

يحقّق الفيلم، في الجزء الأخير منه، تشويقًا حقيقيًا وجذبًا للانتباه، خصوصًا عند التوازي بين لحظات ظهور الزوج وتهديده لحياتها ولحظات الإعداد مع أصحابها، للمعرض وللمهرجان والإحساس بالنجاح وتحقيق الآمال! لا يتم «الإنقاذ» إلا في النهاية، بعد إلقاء القبض على الزوج نظراً إلى وجود أحكامٍ قضائية عدّة ضده.

هذه النهاية السعيدة التي كانت محلّ نقد وهجوم أيضًا على الفيلم، نراها بدورها ملائمة لهذا النوع البسيط من الأعمال، فلا يعقل أن يقدّم فيلم للتسلية والترفيه وتكون نهايته صادمة مثلاً، فلكلّ لون ما يناسبه.

يتناول الفيلم موضوع الإرهاب كخلفيةٍ عامة، ولا نقول سياسية، يتم تضفيرها مع الأحداث الشخصية الخاصة. يربط الفيلم بين الإرهاب والحياة العامة وبين الإرهاب والقمع والتخويف والعنف وكلّ هذه العناصر يمثلها الزوج (شاهر) ولا بأس أيضًا في مثل هذا الربط.

نعم قد لا «يعمّق» كثيرًا لكنه أيضًا غير ضار. كان بالإمكان أن يكون ضارًا، لو بدا أنه يتناول، بالأساس، قضية كبرى مثل «الإرهاب»، بكل أبعادها لكنه لم يدّع سوى أنه يمسها مسًا.

الادعاء مشكلة فيلم «جوبا» وقد بدا ادعاؤه واضحاً في تطرّقه إلى قضية كبرى هي فلسطين، لانّ المعالجة تمّت بسطحيةٍ كاملة وتبسيط مخلٍ يشوّش ويضلّل ويساهم في تزييف الوعي بالفعل!