الحال والحل: ما الذي يحدث؟!
لا بد من وجود مرجعية برلمانية تمنع حدوث الانفجارات بتلك الخلافات، باحتوائها من خلال الاجتماعات المغلقة قبل حدوثها في العلن وقبل أن تكبر التداعيات، وأن تشكل هيئة من داخل المجلس يقبل النواب بمرجعيتهم للحد من أكبر قدر من الخلافات.
الخلافات بين البشر حدث طبيعي، يمكن تحمل أبعاده حين يكون كل منهم يملك من الخبرة والإحساس بالمسؤولية القدر الكبير، ولكنه يكون أصعب علينا في التحمّل عندما يتجه منحى ذلك الخلاف إلى طريق، وباتجاه واحد لا مجال فيه للعودة. لا يهمنا هنا من أخطأ، ولكن من النواب الأفاضل مسلم البراك وأحمد المليفي وهما ضمن كتل برلمانية، وجدت لتبني وتنظم علاقات سياسية، تتحدد درجة قوتها أو ضعفها بنجاح أو ضعف القرار داخل البرلمان، فكلما تعاون ممثلوها، ارتفع الأداء، وجاءت قراراتها لمصلحة البلد، والاختلاف وارد بين نواب الكتلتين، ولكن عملية الالتحام بعد ذلك الخلاف لخدمة البلد، تكمن صعوبتها في الشجاعة على التنازلات للوصول إلى هدف سامٍ، كما اننا لا نرغب في الوصول إلى المرحلة التي نشعر فيها بأن نواب كتل سياسية، نراهن من خلال أداء نوابها على تصحيح الممارسة الديموقراطية، قد خذلونا.بافتراض أن الخلاف سيحصل والخطأ أيضا سيحصل، فلا بد من وجود مرجعية برلمانية تمنع حدوث الانفجارات بتلك الخلافات، باحتوائها من خلال الاجتماعات المغلقة قبل حدوثها في العلن وقبل أن تكبر التداعيات. وأن تشكل هيئة من داخل المجلس يقبل النواب بمرجعيتهم للحد من أكبر قدر من الخلافات، فلا بأس بالخلافات الموضوعية الحادة، ولكنها تكون مؤذية إذا تحولت إلى شخصية، لأن الخلاف أمر طبيعي، ولكن الكفر به أمر غير مقبول تحديداً إذا جاء من كتل نعول عليهم كثيراً، ومن بشر نحترمهم جداً.ليس من الصعوبة على نواب الأمة أن يكونوا قدوة، فالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، ومشاهدتهم الحية لانتهاك القوانين والتشريعات، وتعارضها مع مهامهم الأصلية وضمائرهم الحية، ومعايشتهم اليومية لهموم وقضايا الوطن، كلها أمور تجبرهم على أن يكونوا القدوة، وعلى الرغم من أن بشريتهم لا تعصمهم من الخطأ، ولكن الكفر بذلك الخطأ هو ما يؤلمنا.