بوابة: وجود الصليب الأحمر في الكويت جاء نتيجة حرب الخليج الثانية وبناء على اتفاقية مقر 20 موظفاً من مختلف الجنسيات يعملون في مكتب الكويت الإقليمي

نشر في 28-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 28-03-2008 | 00:00
No Image Caption

توجد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الكويت كمكتب إقليمي لمنطقة الخليج، بناء على اتفاقية مقر تم توقيعها بين اللجنة وحكومة دولة الكويت، عقب اندلاع حرب الخليج الثانية، لكن هناك أنشطة أخرى تقوم بها اللجنة تعتبر من نتائج الحرب.

قال المدير الإقليمي للإعلام والنشر في مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الكويت فؤاد بوابة إن وجود اللجنة في الكويت جاء بناء على اتفاقية مقر تم توقيعها بين حكومة دولة الكويت واللجنة الدولية للصليب الاحمر في بداية التسعينيات من القرن الماضي، مشيرا إلى أن اللجنة ليس لديها مكاتب أخرى في منطقة الخليج غير المكتب الموجود في دولة الكويت، «مما يتطلب منا سفرا دائما الى دول الخليج الاخرى».

وقال بوابة في حديثه لـ«الجريدة»: «قبل مرحلة الغزو العراقي على دولة الكويت لم يكن لدينا مقر، لان اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل في حالات النزاعات المسلحة بموجب التفويض الممنوح لها من المجتمع الدولي وفقا لاتفاقيات جنيف الاربع، مضيفا أن 194 دولة مصادقة على هذه الاتفاقيات من ضمنها دولة الكويت».

واشار إلى أن مكتب اللجنة في الكويت يعمل به 20 موظفا من مختلف الجنسيات، وأوضح أن عمل اللجنة لا يقتصر على حالة الحرب فقط، «لكننا نعمل على معالجة بعض الملفات حتى بعد انتهاء الملفات التي تمخضت عنها الحرب من قبل مؤسسات انسانية محايدة، مثل ملف المفقودين بين الكويت والعراق للتوصل الى معرفة الاشخاص، كما أننا نزور السجون في الكويت وقطر، وكنا نزور السجون سابقا في مملكة البحرين، ونعمل على تبادل الرسائل بين المحتجزين في غوانتانامو وأهاليهم الموجودين في دول الخليج».

مهام ما بعد الحرب

وفي سؤال عن الداعي من وجودهم في الكويت رغم انتهاء الحرب، قال بوابة: بالفعل ليس هناك حرب ولكن هناك داعيا لوجودنا في دولة الكويت لانهاء بعض الملفات التي تمخضت عنها الحرب مثل ملف المفقودين، واضاف «لدينا ملفات تتطلب وجودنا في الكويت بالاضافة الى ان من اهم ما نعمل عليه هو تعزيز علاقات العمل المشتركة بين اللجنة الدولية للصليب الاحمر وجمعيات الهلال الاحمر في دول الخليج العربي في عدة مجالات، منها التعاون في عمليات الاغاثة الدولية لمصلحة النزاعات المسلحة والتدريبات في مجال القانون الدولي الانساني، واعادة الروابط العائلية، ومنها تبادل الرسائل بين المحتجزين في العراق وغوانتانامو على سبيل المثال وذويهم الموجودين في دول الخليج».

الهلال الأحمر

وقال بوابة: تربطنا بمنظمات الهلال الأحمر في دول الخليج علاقات ممتازة، كما نتعاون في الكويت مع جمعية الهلال الاحمر الكويتي في مجال ارسال الإغاثات الى الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، وكان آخرها عملية إغاثة ضخمة استمرت عدة اشهر.

كما أن جمعية الهلال الاحمر الكويتي أرسلت منذ بضعة أشهر عبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر طرودا غذائية الى العراق.

وقال مدير الإعلام والنشر في مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الكويت إن اللجنة تقدم دورات تدريبية لموظفي الدولة المعنيين في القانون الدولي الإنساني مثل الجيش ومعهد الدراسات القضائية، مضيفا أنه في ديسمبر الماضي اجرينا دورة تدريبية مشتركة في جمعية الهلال الاحمر عن القانون الدولي الانساني وعمليات الاغاثة الدولية، وكيفية التعامل مع حالات النزاع المسلح وضحايا مثل هذه الحالات.

معرفة مصير المفقودين

وقال بوابة إن من بين اهتمامات اللجنة الدولية للصليب الاحمر في الكويت محاولة معرفة مصير الأشخاص المفقودين واماكن وجودهم منذ نهاية حرب الخليج (1990-1991) كقضية انسانية تشغل بال آلاف العائلات التي انقطع عنها اخبار احبائها منذ نهاية النزاع، تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وفي سياق الاطار القانوني لاتفاقيات جنيف وقعت الاطراف المتحاربة الرئيسية على اتفاقية في ابريل 1991 (اللجنة الثلاثية) تهدف الى تسوية القضايا الانسانية المعلقة والمرتبطة بالاشخاص المفقودين.

اللجنة الثلاثية

وأضاف أن اللجنة الدولية تعمل على هذا الملف منذ سنوات، وترأس بصفتها وسيطا محايدا كلا من اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية المنبثقة عنها، ولا تزال تواصل تنظيم اجتماعات كلا اللجنتين، وقد جرى تبادل معلومات جوهرية عن مصير عدد من الاشخاص المفقودين، ولا يزال العمل جاريا للتوصل الى معرفة مصير الباقين.

وتشدد اللجنة الدولية على التزامها ببذل اقصى ما في وسعها من أجل تيسير حل كل حالات الاشخاص المفقودين في اطار تحقيق مهمتها الانسانية، وحثت الاطراف باللجنة الثلاثية على بذل اقصى ما باستطاعتهم للتمكن من تقديم اجابات للعائلات المعنية على الجانبين للتخفيف من معاناة اسر المفقودين منذ سنوات عدة.

كما تواصل اللجنة الدولية زياراتها المنتظمة لعدد من المحتجزين كهؤلاء الذين ليس لديهم تمثيل دبلوماسي في الكويت نتيجة لحرب الخليج (1990 - 1991)، وذلك لمراقبة ظروف الاحتجاز والمعاملة، كما تقوم اللجنة الدولية بزيارة اماكن الاحتجاز في قطر.

وعلى صعيد الروابط العائلية، تعمل اللجنة الدولية على تأمين التواصل الاسري بين العائلات في دول الخليج واقربائهم المحتجزين بصورة خاصة في العراق وغوانتانامو عبر رسائل الصليب الاحمر، كما تصدر اللجنة الدولية شهادات احتجاز لمحتجزين سابقين في العراق والكويت والمملكة العربية السعودية.

الجمعيات الوطنية

وأوضح بوابة أن اللجنة الدولية تبذل المزيد من الجهود مع جمعيات الهلال الاحمر في دول الخليج لكفالة تنسيق اوجه الاستجابة الطارئة لاحتياجات ضحايا النزاعات المسلحة في مختلف الدول خصوصا في العراق وفلسطين والسودان وغيرها، وقد ارسلت جمعية الهلال الاحمر الكويتي أخيرا 5000 طرد غذائي للمتضررين من العنف الجاري في العراق عبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي قامت بايصالها وتوزيعها عليهم داخل العراق، وبالتنسيق مع جمعيات الهلال الاحمر في الخليج استمرت اللجنة الدولية في توصيل وجمع رسائل الصليب الاحمر في ما بين العائلات في دول الخليج واقربائهم المحتجزين خصوصا في غوانتانامو والعراق، كما تشترك اللجنة الدولية مع الجمعيات الوطنية في برامج نشر القانون الدولي الانساني لمتطوعي وموظفي هذه الجمعيات، وقد تم في ديسمبر 2007 اجراء دورة تدريبية مشتركة عن القانون الدولي الانساني وعمليات الاغاثة وغيرها من المواضيع بين اللجنة الدولية وجمعية الهلال الاحمر الكويتية.

دورات تدريبية

وقال بوابة إنه وبالتعاون مع القوات المسلحة في مختلف دول الخليج تم اجراء دورات لتدريب المتدربين على قانون النزاعات المسلحة، اضافة الى ورش عمل ومحاضرات عن التعريف بهذا القانون لكبار الضباط بهدف ادراجه في مناهج التدريب والتدريس الخاصة بالقوات المسلحة في بلدان الخليج، كما اجرت اللجنة الدولية ورش عمل تدريبية عن القواعد الاساسية للقانون الدولي الانساني لمختلف وسائل الاعلام في عدد من دول الخليج، وعقدت العديد من المقابلات للتعريف بمهمة اللجنة الدولية وانشطتها المتواصلة في جميع انحاء العالم، اضافة الى ذلك عملت اللجنة الدولية على نشر القانون الدولي الانساني في مختلف الاوساط الاكاديمية وخصوصا كليات القانون والعلاقات الدولية في مختلف دول الخليج، كما شارك اساتذة في الجامعات وخبراء في القانون الدولي الانساني من مختلف هذه الدول في ندوات اقليمية متعددة عن القانون الدولي الانساني.

وأشار بوابة إلى انه جرى توقيع مذكرة تفاهم بين معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية واللجنة الدولية للصليب الاحمر يتم بمقتضاها عمل المعهد كمركز اقليمي على تدريب القضاة ووكلاء النيابة من البلدان العربية على القانون الدولي الانساني، كما شارك ممثلون عن وزارات التربية والتعليم في مختلف دول الخليج في دورات واجتماعات اقليمية عن برنامج استكشاف القانون الدولي الانساني للشباب.

مقر البعثة

يقع مقر البعثة الاقليمية للجنة لشبة الجزيرة العربية في دولة الكويت، وتغطي أنشطتها البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة.

ويتصل وجود اللجنة الدولية بالقضايا الانسانية، التي لا تزال معلقة منذ حرب الخليج (1990 - 1991)، والقضايا المنبثقة عن النزاع المسلح الدولي في العراق 2003، بالإضافة الى تنفيذ اللجنة الدولية للعديد من انشطة الحماية والبحث عن المفقودين في جميع ارجاء الجزيرة العربية.

القانون الإنساني

قال فؤاد بوابة إن اللجنة الدولية للصليب الاحمر مستمرة في اتصالاتها المنتظمة مع السلطات في دول الخليج، من اجل شرح مهمة اللجنة الدولية والدور الذي تلعبه في المنطقة، بالإضافة إلى التعريف بالقانون الدولي الانساني بغرض تشجيع دول الخليج على ادراجه في تشريعاتها الوطنية، كذلك عملت اللجنة الدولية على تعزيز فهم المعاهدات والاتفاقات الدولية، وتشجيع الدول غير الاطراف فيها على الانضمام اليها. وقد نظمت اللجنة الدولية ندوات عن محاور متعلقة بالقانون الدولي الانساني في جميع انحاء المنطقة، وذلك بالتعاون مع جمعيات الهلال الاحمر الوطنية، كما شجعت السلطات في دول الخليج على دعم مشاركة الخبراء العرب في المؤتمرات المنعقدة حول القانون الدولي الانساني واحكام القانون الدولي العرفي.

back to top