البطل الشهيد... عماد مغنية!!

نشر في 17-02-2008
آخر تحديث 17-02-2008 | 00:00
 سعد العجمي

أرى أن «مغنية» لا يختلف عن حسن المجيد وعزت إبراهيم أو صدام حسين ومن قرأ الفاتحة على روحه. وحادثة مقتله أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، عجز الكويت في استخدام آلتها الإعلامية الرسمية أو أجهزة الإعلام «الصديقة» في دعم قضاياها خارجياً، من خلال التعامل على استحياء مع الحادثة، وكأننا نخشى من إغضاب هذا الطرف أو ذاك.

كلنا في الكويت متفقون على أن عماد مغنية يقف خلف جميع الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها بلادنا ومصالحها في حقبة ثمانينيات القرن الماضي، وعلى رأسها المحاولة الجبانة لاغتيال رمزنا الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، وكذلك اختطاف طائرة الجابرية، من دون إغفالٍ لموجة التفجيرات الإرهابية التي ضربت في أكثر من موقع داخل الكويت خلال تلك الفترة.

ومادمنا متفقين على هذا فإنني لا أجد مبرراً منطقياً للصمت الرسمي المطبق (عدا تصريح غامض لوزير الخارجية) حيال نبأ مقتل «مغنية» من دولة لها سيادة كاملة في اتخاذ أي موقف تراه مناسباً، حيال حادثة معنية بها أكثر من غيرها، على اعتبار أن الكويت طالها من مخططات ذلك الإرهابي أضعاف ما تعرضت له دولة بحجم الولايات المتحدة مثلاً.

كنت أتوقع أن يصدر بيان رسمي من مجلس الوزراء أو وزارة الخارجية فور ورود نبأ مقتل «مغنية» يضع النقاط على الحروف، ويوضح من دون لبس نظرة الكويت إلى «مغنية» كإرهابي «مأجور» قتل أبناءها وزعزع أمنها، ويقطع الطريق على من حاول التشكيك في تورط «مغنية» في تلك الأحداث، وهي الجزئية التي استغلها محللو الغفلة في الفضائيات لإبخاس الكويت حقها، والتشكيك في ادعاءاتها على ذلك الصعلوك.

لا أدري عن حقيقة بيان التحالف الوطني الإسلامي الذي قيل إنه وصف فيه «مغنية» بالشيخ والمجاهد، ولا أدري مَن وراء الرسائل النصية التي أرسلت أمس تدعو إلى «الحشد الكثيف... في تأبين الشهيد عماد مغنية..»، ولكن لو سلمنا جدلاً أنه صحيح، فهل كان التحالف الإسلامي سيصدر ذلك البيان لو أن موقفاً حكومياً حاسماً قد صدر ووضع النقاط على الحروف تجاه ذلك الإرهابي بعد مقتله مباشرة؟ لا أعتقد أن «التحالف الإسلامي» يستطيع ذلك، ولو فعلها حينئذٍ فإنه يستحق هو وأنصاره أياً كانت مواقعهم ومراتبهم السياسية، حملة التشكيك الشعواء التي شنّت عليهم من قبل الكثيرين، مع التأكيد هنا أنني ممن يحسنون الظن في الآخر، ما لم يثبت العكس، لكنني في المقابل أرى أن «مغنية» لا يختلف عن حسن المجيد وعزت إبراهيم أو صدام حسين ومن قرأ الفاتحة على روحه.

حادثة مقتل «مغنية» أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، عجز الكويت في استخدام آلتها الإعلامية الرسمية أو أجهزة الإعلام «الصديقة» في دعم قضاياها خارجياً، من خلال التعامل على استحياء مع الحادثة، وكأننا نخشى من إغضاب هذا الطرف أو ذاك، في المقابل «حفيت» قدماي وأنا أبحث عن منزل الشهيد عبدالله الخالدي في منطقة الرابية، وانتهى شحن هاتفي النقال من كثرة الاتصالات التي أجريتها للبحث عن عائلة الشهيد الآخر خالد أيوب، أملاً في إعطاء الموضوع ما يستحق، من منطلق وطني من جهة، وكواجب مهني من جهة أخرى، وهو الدور الذي تكفّل به الزميل بـ«الجريدة» عبدالله العتيبي، والزميل الإعلامي الكبير محمد القحطاني، من خلال تعليقاتهم على الحادثة في قناة «العربية».

على كل، وحتى نقطع الطريق على مرضى نظرية «المؤامرة» خارجياً وداخلياً، فإننا نقول، إن من روّج لقيام إسرائيل أو أميركا بقتل «مغنية» لإلباسه ثياب المجاهد والبطل، عليه أن يدرك أن أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية لو كانت تعلم بمكانه لاختطفته، وهي غير عاجزة عن ذلك، كونه صيداً ثميناً وكنزاً من المعلومات، لكن مَن قتل «مغنيّة» هو من استخدمه طوال السنوات الماضية، وعندما بات «كرتاً محروقاً» قام بالتخلص منه. أما من قد يزعم أن إثارة هذا الموضوع قد تحدث مساساً بالوحدة الوطنية، فنقول له إن أسامة بن لادن السنّي إرهابيّ في نظرنا، وسليمان أبوغيث كذلك، ومن مس الكويت وأهلها بسوء سيوصم بالإرهاب والخيانة أياً كان... نعم يا سادة، لاشهيد في قاموسنا، في تلك الحالة، إلا مَن مات دفاعاً عن تراب الكويت، وعن أميرها الراحل، أما «مغنية» فهو بالنسبة لي إرهابي صعلوك مأجور حتى لو قتل ألف يهودي، لأن دماءهم كلهم لا تعادل عندي قطرة دم كويتي.

back to top