العالم بحاجة إلى إعادة صياغة كاملة تبدأ بإذعان سيد الغابة «المتوحش» للحقيقة المرة، التي تقول إنه خسر الحرب، ولابد له من التخلي عن «قانون الغاب» الذي اتبعه حتى الآن، وما عليه إلا الجلوس بشكل متكافئ مع الجميع، وإلا فإنه سيحرك كل الأسود النائمة والهادئة مرة واحدة!.
قبل حكاية أحمدي نجاد مع ذيل الأسد، كما نقلت عنه وكالات الأنباء في الأيام الأخيرة في تحذير منه للأميركيين بعدم التحرش بما سمّاه بـ «الأسد الإيراني الهادئ المنزوي جانباً»، ثمة حكاية معروفة تُروى في إيران عادة حول نصيحة مفادها؛ أن أحد العقلاء أراد إسداءها لأحدهم من «المتهورين» بأن قال له: «لا تلعب بذيل الأسد أحسن لك، فإنك لست كفؤا له» ... فأجاب الرجل: «أنا لست بصدد اللعب بذيل الأسد، لكنني أينما أضع قدمي أجد ذيل الأسد تحته»! والسبب هو تمدد الأسد في كل مكان، كما يقصد من القول المذكور.
أعرف أن هذا الأمر ينطبق على«الأسد» الأميركي المتمدد في كل مكان قبل أن ينطبق على إيران أو أي قوة أخرى تحاول التفلت من«الأسد» المتوحش، الذي لا يقبل بأقل من تقديم فروض الطاعة الكاملة له من قبل جميع «الحيوانات» بما فيها «الأسود الهادئة»!
لكن الوضع الدولي الراهن الشديد الاستقطاب، فضلا عن التوتر المتأجج والمتشابك في ملفاته، يصعب على أي مراقب التوقع فيه بما سيكون الفعل ورد الفعل سواء من أميركا بالذات، ومن إيران بالمقابل أيضاً، بينما يحاول كثيرون من العقلاء إسداء النصح لهما بأن يطبقا مثل هذه النصيحة، وبرأيي ان النصحية الأهم في هذا السياق أن يتخليا عن «أسوديتهما»!.
فالأسد الأميركي «المتوحش» والجريح في العراق والمتعثر في أكثر من ميدان، بينما يحاول التعويض عمّا جرى له في العراق، فإنه يبحث بجد عن فريسة سهلة ينهش جسدها، خصوصاً إذا كانت من نوع «الأسد الهادئ»!
وإيران في المقابل لن تستطيع هدوءاً، برأيي، قبل أن تنقض على«الأسد الجريح»، إذ إن هناك مشروعين متناقضين تماماً للمنطقة: أولهما، يقوده «الأسد المتوحش»، ويقضي بضرورة إخضاع الجميع لإرادته وعلى رأسهم «الأسد الهادئ» في إطار ما يسميه بـ«الشرق الأوسط الجديد»! وثانيهما، يتصدره «الأسد الهادئ»، الذي ينادي بضرورة تحرر الجميع من سلطة «الأسد المتوحش» لأجل بناء ما يسميه بـ«الشرق الأوسط الإسلامي»!
السؤال الآن ... هل يستطيع فعلاً أحد الأسدين أن ينفذ نصيحة الآخر بعدم اللعب بذيله؟! وذيل كل منهما ممتد من تخوم روسيا والصين وبحر الخزر إلى شواطئ المتوسط وجبال الأطلس في شمال أفريقيا.
إنها المفارقة التي يجب البحث عن حل لها خارج دائرة النصيحة المحضة. وبرأيي، ان العالم بحاجة إلى إعادة صياغة كاملة تبدأ بإذعان سيد الغابة «المتوحش» للحقيقة المرة، التي تقول إنه خسر الحرب، ولابد له من التخلي عن «قانون الغاب» الذي اتبعه حتى الآن، وما عليه إلا الجلوس بشكل متكافئ مع الجميع، وإلا فإنه سيحرك كل الأسود النائمة والهادئة مرة واحدة! فها هو الدُب الروسي قد تحول الى أسد «هائج»، وها هي أوروبا تتململ، وغداً الصين على الطريق، هذا،فضلاً عن خروج الأسد السوري من عرينه، وهلُم جرّا مما ينذر بتقطيع أذيال الأسد المتوحش على أشلاء الشعوب المقهورة.
كاتب إيراني