Ad

سألنا الإعلامي السعودي يوسف الكويليت ككويتيين عن الخطر الذي قد يهدد الوحدة الوطنية لبلادنا، أغلب الزملاء قال إن الفتنة الطائفية هي الخطر القادم... الرجل خالف آراء الموجودين بقوله «إن الصراع الطبقي الاجتماعي هو مشكلتكم في المستقبل القريب».

لأن أسلوبه في العمل السياسي، وقبل ذلك خلقه الرفيع الذي يتمتع به، يمنعانه من استخدام الألفاظ الجارحة، فإن ما نشرته إحدى الصحف من أن الشيخ ناصر طالب الوزراء «بفضح وتعرية النواب» كان مثار استغراب الجميع، حتى جاء تصريح الأخ نايف الركيبي ليضع الأمور في نصابها الصحيح عبر نفيه الخبر جملة وتفصيلاً مع التأكيد على أن سمو الرئيس حريص على الدستور واللائحة، إلا إذا كان طلب الرد على الملاحظات النيابية هو في عرف تلك الصحيفة بمنزلة التشهير والفضيحة فهذه مشكلتها.

على كل، فإن التصريح التوضيحي هذا، والتصريح الذي سبقه كشف ملابسات علاقة الشيخ ناصر وأبنائه بمشروع المساهمة في شركة «أمانة» الصادرين من وكيل الشؤون المحلية في ديوان رئيس مجلس الوزراء، يمثلان منهج عمل حكومي جديدا للتعاطي مع الآخر، فبعد القفزة النوعية في أداء الوزراء من خلال ردهم على ملاحظات النواب داخل القاعة عبر قرع الحجة بالحجة، شمل هذا الأسلوب الجديد تلك الأمور التي تخص شخص رئيس الحكومة والمتعلقة بالنواب، بل حتى الإعلام ، وهي معطيات تشير إلى بداية حركة تصحيحية شاملة لمفهوم عمل السلطه التنفيذية.

من هنا فإن التعامل مع وسائل الإعلام بمبدأ الشفافية والصراحة، وصولاً إلى مرحلة الحصول على أي معلومة، هو مبدأ يجب تعزيزه لأنه سينعكس إيجاباً على الأداء الحكومي تحديداً، فمشكلتنا كإعلاميين هي وجود «إسهال» نيابي في التصريحات مقابل «جفاف» حكومي، وهو ما يضعف صورة وموقف الحكومة من القضايا الخلافية مع المجلس الذي يكون دائماً صاحب الصوت الأعلى، وهو وضع يلمسه جميع المتابعين لتغطية القنوات الفضائية لأخبار مجلس الأمة، إذ اننا كمراسلين لقنوات إخبارية كثيراً ما نُسأل من قبل محطاتنا عن عدم تضمين تقاريرنا وجهة النظر الحكومية عن الموضوع، وتكون الإجابة دائماً «الوزراء رفضوا الحديث».

عليه فإن القاعة الإعلامية الموجودة في الدور الأرضي في مبنى مجلس الوزراء يجب أن تدب فيها الحياة من جديد، عبر السماح لوسائل الإعلام والفضائيات بالوجود هناك عند كل جلسة وزارية يخرج بعدها متحدث رسمي باسم الحكومة للرد على أسئلة الصحافيين، وهو ما يجب أن يتم أيضا بعد كل جلسة برلمانية، شريطة ألا يكون المتحدث الذي يتم تعيينه وزيراً، لان الوزير في الكويت ينام وهو يحمل هذا المسمى «ويصبح» وهو مواطن عادي!

* * *

قبل فترة ليست بالقصيرة زار الكويت يوسف الكويليت، وهو إعلامي سعودي مخضرم يكتب الافتتاحية اليومية لجريدة الرياض السعودية منذ أكثر من عشر سنوات، وخلال مأدبة عشاء معه جمعت بعض الزملاء الإعلاميين، سألنا الكويليت ككويتيين عن الخطر الذي قد يهدد الوحدة الوطنية لبلادنا، أغلب الزملاء قال إن الفتنة الطائفية هي الخطر القادم... الرجل خالف آراء الموجودين بقوله «إن الصراع الطبقي الاجتماعي هو مشكلتكم في المستقبل القريب»... لا أدري لماذا تذكرت هذه الحادثة بعد تصريحات وزير الصحة السابق عبدالرحمن العوضي الأخيرة، وربما أنني لم اقتنع حينها بما طرحه الكاتب السعودي، لكنني بت أكثر اقتناعاً الآن بأن المنصب الوزاري الذي يلجم الوزراء عن إطلاق العنان لتصريحاتهم خلال وجودهم على كرسي الوزارة، هو في الواقع رحمة لهم وللكويت، فشكرا «لبشت» أو بدلة الوزير... لا فرق!