وثيقة ترشيد العمل الجهادي التي انفردت «الجريدة» بنشرها، ليست نصاً خارجاً من أطر الواقع، لكنها تقدم عدداً من الدروس في السياسة والفكر فيما يتعلق بالمنهج وجرأة الطرح، ونظراً الى خطورة الوثيقة ومؤلفها الدكتور سيد إمام المعروف حركيا باسم «الدكتور فضل» أو «عبد القادر بن عبد العزيز»، وما اثارته من جدل واسئلة لدى اطراف مختلفة، نظمت «الجريدة» ندوة في القاهرة لمناقشة ثلاثة محاور أساسية تمثلت في أبعاد التحول الفكري الذي عكسته المراجعات، والتأثير المتوقع للوثيقة ولا سيما في تنظيم القاعدة، وأخيرا المسكوت عنه في مراجعات الدكتور فضل.

Ad

لم نقصد من الندوة إغلاق باب المناقشة أو حسم القضية بضربة رأي متعسفة، لكننا قصدنا أن نضع القضية في حجمها الصحيح ونفتح حولها نوافذ الحوار بموضوعية تمد فكرة المراجعات إلى تيارات وأنظمة، ربما تكون بحاجة أكثر إلى مراجعة أفكارها..

وهنا أهم ما دار في الندوة:

الجريدة: نرحب بالمشاركين في هذه الندوة بشأن وثيقة «ترشيد الجهاد» للدكتور سيد إمام والتي أثارت -ولا تزال- جدلا كبيرا بين كل المهتمين بمستقبل هذا الوطن، ليس فقط لأنها تمثل تطورا دراماتيكيا في مسيرة تنظيم وصل إلى ذروة ممارسات العنف السياسي والميداني، وإنما للتوقعات التي أتاحتها هذه المراجعات باحتمال تأثر تنظيم «القاعدة» نفسه بالنظر إلى المكانة التي يحتلها صاحب الوثيقة سيد إمام الشريف (أو الدكتور فضل) لدى عناصره سواء في المستويات القيادية التي زاملته وتتلمذت عليه مباشرة أو في المستويات الوسيطة والقواعد التي تم تثقيفها باستخدام كتبه ودراساته السابقة.

وهنا لابد أن نتساءل عن أبعاد التحول الفكري الذي عكسته هذه المراجعات في ضوء الانتقادات التي تم توجيهها إلى الوثيقة من كتاب ليبراليين أشاروا إلى أن الدكتور فضل ما زال في جوهره داخل إطار نفس المنظومة الفكرية المتشددة، وأن أفكار التكفير تطل برأسها من داخل سطور الوثيقة، وأن التطور الحقيقي الوحيد هو فقط إرجاء الصدام واستخدام العنف بسبب عدم المقدرة على تحمل نتائجه؟

التحول واضح

د. كمال حبيب: أعتقد أن التحول في الوثيقة واضح سواء كان في المنهج أو في القضايا التي تثيرها، فمثلاً داخل المنهج نفسه الرجل يتبنى تأسيساً يعتمد على أصول الفقه، وأورد من 30 إلى 40 قاعدة أصولية تمثل معمارا فكريا لهذه الوثيقة، ومنهج أصول الفقه في الواقع لم يكن مطروحاً على العقل السلفي الجهادي من قبل، ما كان مطروحاً عليه، هو مسألة العقيدة والخوض فيها أو ما نسميه نحن بـ «الايديولوجيا»، كان هناك كلام في العقيدة يستند على معرفة علل الأحكام وأنواعها وتخريج الأحكام، أي يبدأ من النص وينتهي إليه من دون خضوع للواقع. لذا أقول نحن الآن أمام منهج جديد هو استخدام أصول الفقه في فهم الأحكام الشرعية وتخريجها ومعرفة أوضاعها، والنقطة الثانية هي الاستراتيجية التي كان يتبناها العقل السلفي الجهادي -ولا يزال- وهي استراتيجية «وراء الممكن» وليست في حدود الممكن، باعتبارها ايديولوجيا ثورية حتى نرى أن الكلام عن الممكن وحدود القوة أو حدود القدرة لم يكن مطروحاً على هذا العقل ودائماً ما يستند إلى رؤية عاطفية، ولا تدخل مسألة الممكن في حسبانهم.

أن يأتي سيد إمام ويتحدث عن «القدرة» فهذا تحول مهم في المنهج والفتوى لأن ما كان يتداوله التيار الجهادي في فترة ما قبل الثمانينيات وطوال الثمانينيات كان نقلاً أميناً لما قاله ابن تيمية في الجزء الـ28 والجزء الـ35 من مجموعة الفتاوى، أي أنها كانت نصوصا لأجوبة حيال واقع قديم نقلها مباشرة إلى واقعنا الآن، ثم استدعاء نصوص قديمة على واقع مختلف وهو ما نسميه «الفروق الاجتماعية»، والفكر الجهادي كان يعمم القواعد ولا ينظر إلى مسألة الفروق، وكان الإخوة يتحدثون عن أن الثورة الإسلامية نجحت في إيران وقد تنجح في مصر من دون إدراك لهذه الفروق الاجتماعية، لكن الرجل أكد أن هذا الاستدعاء خاطئ وليس صحيحاً من ناحية المنهج، لأننا أمام منهج مختلف وكل شغله كان على العقيدة، والآن ينتقل إلى الفقه، وينتقل من فقه الضرورة، وأن الإنسان يحيا مجاهداً طوال حياته إلى الفقه العادي أو فقه الواقع.

الجريدة: برغم هذا التطور فإن المثقفين والقوى المدنية ما زالت على مخاوفها من احتمال عدم جدية المراجعات والسؤال للدكتور عبد المنعم سعيد هل لديك كمثقف مخاوف من هذا التيار المتشدد رغم تخليه عن العنف؟

تخوف من منظومة دينية

د. عبد المنعم سعيد: بشكل شخصي عندي تخوف من كل من يأتي من منظومة أو ايديولوجيا دينية خصوصا عندما يتم تحول الأمر السياسي من بشري إلى عقَدي، لكنني كباحث مهتم بالتحليل الاجتماعي يهمني ما قاله الدكتور كمال، وهناك أسئلة لابد منها أهمها: كيف يتحول الناس من موقف إلى موقف؟ وكيف تحدث المراجعة؟

في اعتقادي أن هذا شيء ليس بجديد على العالم فمعظم العقائد التي تتحكم في البشر وتحركهم حتى إلى التضحية بالنفس، حدثت بها مراجعات، وهذا يحدث في عقائد كثيرة دينية أو دنيوية، فمثلا في العقيدة الشيوعية نجد ستالين غير لينين غير ماو وهؤلاء بنوا دولا، ولدينا «الألوية الحمراء» الذين يقوموا بعمليات انتحارية في سبيل أفكارهم.

وإذا اتفقنا أن ظاهرة المراجعة موجودة تاريخيا، فينبغي السؤال متى تحدث هذه المراجعة وما تأثيرها على الحياة السياسية بشكل عام؟

وأتصور أن المراجعة تبدأ عادة عندما يحدث إدراك للظروف المتغيرة، وقد رأينا الحزب الشيوعي الإيطالي في الستينيات كيف قلب الحركة الشيوعية في العالم وأحدث فيها انقلابا فكريا، لأنه اكتشف أن ما قاله ماركس أصبح غير صالح، مع التطور الذي حدث.

أيضا تحدث المراجعة بسبب تغير الظروف في الإطار الاقتصادي والاجتماعي والهزيمة السياسية من الأشياء التي تدفع الناس إلى القيام بمراجعات، وتعمل على فرز المجموعات، الأكثر تشدداً أو الأكثر تفريطاً.

الآن يمكنني القول بأن هناك قطبين كبيرين في المراجعات الإسلامية الدكتور فضل والأتراك، والاثنان خرجوا من ينبوع الشريعة والتجربة الإسلامية... الأتراك يقاتلون دبلوماسيا من أجل الالتحاق بالاتحاد الأوروبي وبالمعني الإسلامي العادي لا نجد تفريطا أكثر من هذا، وفي المقابل لدينا «القاعدة» التي تريد تدمير العالم.

الجريدة: يقول الدكتور سعيد إن الهزيمة السياسية سبب من أسباب المراجعات، فهل تقصد أنها هزيمة سياسية أم أمنية؟، وإذا كانت سياسية كما تقول فكيف تفسر انتشار أفكار الإسلام السياسي التي تملأ الفضاء العربي وتمثل عند الشارع ما كانت تمثله القومية العربية في الخمسينيات والستينيات؟

ما الذي جعل نظام طالبان ينهار؟

د. عبدالمنعم سعيد: لا أختلف في أن الإسلام السياسي أيديولوجيا شائعة وتملأ الفضاء العربي كما ذكرت، لكن هناك أسئلة تفرض نفسها هنا، ومنها: ما الذي جعل نظام «طالبان» ينهار مع أنه أسس دولة؟ وما الذي حدث في السودان وجعله اليوم مهددا بالتقسيم؟ وأيضاً لدينا نصر يحسب لحركة حماس سياسيا ولسنا متأكدين من أنه نصر، فـ«حماس» التي وصلت إلى السلطة بالانتخابات نتيجة انتشار الأيديولوجيا، تسيطر على غزة المحاصرة الآن بقوة السلاح.

لذا أقول نحن لدينا مراجعة لم تحدث بسبب القبض على أناس، لأنهم يتميزون بالصلابة، وتاريخياً كل من دخل السجن من أجل فكرة لم ينكسر، لكن الفكرة تنكسر عادة عندما نشك أنها قد لا تكون صحيحة، ورغم أن كلام سيد إمام مغلق، ويمكن وصفه بأنه قابل للتطبيق على كل الحالات ولا يوجد أي درجة من التمييز، ولديه عمى ألوان، لكن المراجعة تطور إيجابي لو أخذناها بمفهوم سلامة مجتمعاتنا، ولابد أن ندرك التمايزات في المعسكرات المختلفة خصوصا مع استبعاد العنف ونقل الموضوع من الحرب والصدام إلى الحوار.

لا ينبغي التقليل من أي جماعة تريد التراجع عن القتل وهذا جزء إنساني لأنه لا يتحدث فقط عن قتل المسلم ولكن عن الجميع وهذا إدراك لقيمة الإنسان بغض النظر عن دينه وجنسه.

الجريدة: هل يوافق الأستاذ منتصر الزيات على مقولة الدكتور سعيد بهزيمة هذا التيار سياسيا؟

منتصر الزيات: هناك هزيمة عسكرية قد تؤدي بالضرورة إلى هزيمة سياسية ولكني لا أعتقد أن الهزيمة هي السبب الوحيد، فهناك عامل أهم وهو النضج والخبرة والتطور والعلم والتأمل لما يجري والتفكير داخل السجن فيما حدث. وأرجو ملاحظة اننا جميعا لم نكن على دراية كافية بالواقع او الفقه، وكما اقول دوما نحن كنا شيوخ انفسنا، وكنا للاسف نعتقد اننا نحتكر الصواب وكنا نضع النتائج ثم نبحث عن الدليل.

أما ما يجري الآن فلا يمكن فهمه بهذا الشكل ربما تكون الالتباسات لدى المثقفين جاءت من اختلافهم مع الفكرة وهي هواجس مشروعة، لكن المعرفة بمنهج الحركات الجهادية على وجه الخصوص تدفعنا إلى أن نثمن ما يجري الآن من تحولات، ووجود رموز من هذه الحركة حملت على نفسها عبء التنوير داخل حركتها وإلقاء بذرة المراجعة والتغيير مع التمسك بالثوابت العامة، علما بأن الدكتور كمال حبيب هو في مقدمة هذه الرموز التي لم تتبرأ من انتمائها ولكنها قامت بالدعوة إلى المراجعة.

والذي قرأ كتاب «العمدة في إعداد العدة» و«الجامع في طلب العلم» لسيد إمام يجد تطورا كبيرا لديه، وهو الذي كفّر الجميع من قبل، حتى من المحامين ودارسي القانون والقضاة ورجال الشرطة وغيرهم، وقال إن الصدام هو أصل العلاقة بين الحركة الجهادية والسلطة، الآن يقول لا تندفع ولا تصطدم ولا تخرج على الحاكم حتى لو لم يطبق الشريعة، ويتحول من مسألة الاعتقاد والعقيدة إلى مسألة أصول الفقه.

أنا أصف هذا التحول بأنه «ولا في الأحلام» والمشككون في هذه المراجعات لم يقفوا بعد على البنية الفكرية التي تكون منهج الجهاد القائم على الصدام مع المجتمع.

الجريدة: كيف نستطيع أن نصف هذا التحول يا دكتور ضياء؟

خلط في المفاهيم

د. ضياء رشوان: بداية لابد أن نقوم بتوصيف جماعة الجهاد، لأن هناك خلطا في المفاهيم عند استخدام مصطلحات من خارج الظاهرة مثل تعبير جماعات معتدلة واخرى متشددة، واظن ان التقسيم الافضل هو الذي يفرق بين جماعات عقائدية تبدأ في البحث عن صحة اسلام المجتمع والدولة، واخرى لا تبدأ من العقيدة بل من الشريعة لتطلب تطبيق الاسلام الصحيح من وجهة نظرها، والدكتور فضل الآن ينتقل من معسكر إلى آخر.

ولا نتلمس لدى الدكتور فضل شيئا يتعلق بالشك في عقيدة آخر، لا فرد ولا مؤسسات، لذلك هو الآن في معسكر الإسلام المعتدل الذي يبدأ بالعدالة والتنمية في تركيا وينتهي بالإخوان في مصر.

والتاريخ الإسلامي على مدى 14 قرنا أثبت أن الغالب فيه هو التيار الذي اهتم بالشريعة، أما الذي اهتم بالعقيدة وبدأ بظهور فرقة الخوارج لا يعيش كثيراً، فالخوارج لم تستمر لهم دولة أكثر من فترة تتراوح بين 50 إلى60 عاما فقط في شمال إفريقيا.

الأفكار تتطور وتتحول والاعتدال في الإسلام هو الذي أدى إلى انتشاره، وما حدث من مراجعات كان سببه النضج، والمقارنة بين ما جاء في كتبهم قبل المراجعة وما جاء بعدها يؤكد أن هناك تغييرا حدث، أولى مراحله ما يسمي بدائرة «الإحالات المغلقة» فلان يحيل إلى فلان، وكلهم من نفس المدرسة، لكن الانفتاح والخروج من دائرة الإحالات المغلقة يستلزم نضجاً ووقتاً للقراءة، والسجن أعطى فرصة مهمة للتدارس ورؤية ما حدث من قتل، والقتل عند الإسلاميين بقدر ما هو مسألة سهلة بقدر ما هو معضلة، إذ بعد الفتوى تبدأ الأسئلة، والفارق بين مراجعات الجماعة الإسلامية و«الجهاد» في تقديري أن الجماعة الإسلامية كانت في حال هزيمة لكن «الجهاد» لم يكن في هذه الحال... الجماعة الإسلامية بدأت بفقدان قياداتها نتيجة القتل أو دخول السجون، ودخلت في دوامة عنف شديدة لكن «الجهاد» رغم أن بعضهم قبض عليه، لكنهم لو ظلوا داخل السجون لفاخروا الناس بإخوانهم في الخارج الذين دوّخوا العالم كله.

نحن أمام وثيقة مكونة من 107 صفحات، هل يتصور عاقل أن ينجز مفكر تحوله الكامل في 107 صفحات بدلا من 1500 صفحة هي مجموع كتابي «العمدة» و«الجامع»؟، خصوصا أن الجماعة الإسلامية بدأت بسطرين وانتهت بـ 25 كتابا... في تقديري إن الدكتور فضل الآن يتعامل مع الواقع ويتناول القضايا المطروحة من منظور واقعي.

ملاحظة أخيرة، الحركة الجهادية في العصر الحديث كله تراجعت لكنها لم تقدم على مراجعات ما عدا في مصر، أما في الجزائر والسعودية فيمكن القول بأن هناك تراجعا عن العنف، لكنهم لم يراجعوا أفكارهم، «الجهاد» المصري فقط هو الذي قدم مراجعة مكتملة الأركان.

الجريدة: من المفترض أن نصدّر من مصر فكرة المراجعة بعدما صدّرنا فكرة العنف؟

استكمال القدرة

د. كمال حبيب: أشير أولا إلى أن سيد إمام من قبل كان بالفعل يقول لابد من القدرة، ولكن إذا لم تكن لديك، فلابد أن ُتحصل أسبابها، وبالتالي فأنت دائماً في حالة سعي إلى استكمال هذه القدرة، أما الآن فهو يقول إن القدرة شرط لو لم تمتلكها يسقط عنك الفرض، لأنه لا تكليف مع العجز.

واوافق د. ضياء في أننا أمام مدرسة واحدة فنحن أمام فكر يتراكم داخل ذاته وليس خارجه، ومدرسة تبدأ من النص وتنتهي إليه منفصلة تماماً عن الواقع، وعند سيد إمام إحاطة كبيرة جدا بنصوص السلف، لكن عندما قدم كتابه «الجامع» بدا كأن لديه فقرا شديدا في فهم الواقع الحالي وطريقة التعامل مع هذا التراث.

والنقطة الثانية التي اشير اليها هي ان التيار السلفي رغم انه يبدو احيانا مستسهلا ارتكاب جرائم القتل لكنه ايضا -وهذا تناقض يعرفه كل من اندمج بهذه التنظيمات- يقدس حرمة الدم وهذا أساس في التكوين الفكري وعندما حدث القتل حدث تناقض داخل العقل الجهادي وهذا حدث حين تم قتل الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، وكنا وقتها داخل السجون ومن ثم فهنا مسؤولية أخلاقية وأدبية تجاه هذا الدم المراق.

الجريدة: وهذا كما نعلم حدث ايضا حين امر ايمن الظواهري بقتل صبي صغير، نجل لأحد قادة التنظيم، لانه اعتقد انه كان يتجسس عليهم وهم في السودان لحساب المخابرات المصرية.

غموض في التفكير

د. كمال حبيب: صحيح ، وأنا أرى أن سيد إمام لم يقل كل ما لديه وأنه لا يزال يتحسس طريقه، وربما كان غامضاً في مسألة التكفير، وأن القواعد القديمة للتكفير عند سيد إمام خالفت القواعد العامة لإجماع السنة والإحالة على قواعده القديمة في كتاب «الجامع» تحتاج إلى إعادة نظر، فالبنية السياسية الآن مختلفة عن البنية القديمة ذات المرجعية الدينية الإسلامية، وبالتالي نحن أمام أحكام جديدة فالأحكام القديمة مرتبطة بواقع تغير، ولابد أن تتغير الأحكام معه.

الجريدة: لدى إمام تطور مهم بدا مثلا في استخدامه كلمة المواطنة ولكن الغريب انه يراها خطوة للخلف وليست للأمام، بمعنى انه يقول ان انتهاء عقد الذمة لا يعني انتقاص حقوق المسيحيين، لأنهم ليسوا مسؤولين عن حلول مفهوم المواطنة، وكان هذا المفهوم نقيصة، وهنا نجد التباسا في المفاهيم يستدعي قراءة متعمقة لفهم مدلولات الافكار الجديدة التي تطرحها الوثيقة.

د. عبد المنعم سعيد: في مصر اجتهاد متعدد الأشكال ويبدو لي أن ما يجري من حوارات لا يغير في النهاية له أي نتيجة، أما الحوار مع أهل الاعتداء الذين يبحثون عن كلمة سواء بالنسبة للذي يحدث في مصر فله نتيجة.

والمصريون لديهم مشكلة مع إراقة الدم، فعندما يقع هذا، يحدث للناس نوع من الارتجاج النفسي، والحركات الوطنية في مصر لم تكن دموية، سواء ثورة 19، أو ثورة يوليو 52 برغم أنها كانت تغيرات عنيفة، حتى في طريقة مقاومة النظام... الكل يفضل وحدة الأمة واستقرارها، بما في ذلك «الإخوان» الذين يريدون السلطة لكن من دون شق الصف وإراقة دماء، وهناك مساحة كبيرة للحوار في مصر، خصوصا مع الحراك السياسي وتطور فكرة العولمة، وهذا معناه أن وجود أحكام جديدة يعني أنه جزئيا ليس هناك شيء صالح لكل زمان ومكان. و بالنسبة إلى سيد إمام وبالنسبة إلينا فهناك اجتهادات أخرى وما حدث من مراجعات ليست بشارة خير للجماعة فقط، ولكن للمجتمع ككل.

وأؤيد ما قاله د. ضياء رشوان بأن هناك تفاسير أخرى قادمة، وهي نقلة لن تنتهي، وأعتبرها مؤشرا إيجابيا للجماعة السياسية ككل.

«العمدة في إعداد العدة»

منتصر الزيات: اختلاف المناخ الذي تصدر فيه الوثيقة الآن يختلف عن الأمس فقد كتب سيد إمام «العمدة في إعداد العدة» عام 1989 أثناء الاحتلال الروسي لأفغانستان، لكنه اليوم يقدم تحولاً أعتقد أنه بدأه، وهو في اليمن وليس بعد وصوله إلى مصر، وأيضا معايشته للمدنية، ثم إن مبادرة الجماعة الإسلامية تركت أثراً بالغاً لا يمكن إغفاله.

د. ضياء رشوان: أولا: هناك حلقة وسيطة في مسألتي «القدرة» و«المناورة»، ولدينا جدال قديم داخل الحركات الإسلامية بشأن مراحل الجهاد، والدكتور فضل منذ البداية يقول إن الجهاد يجوز فيه «التمرحل».

ثانيا: يتحدث عن الواقع ويقول إن الانتقال من هذا الواقع إلى الجهاد يستلزم «حلقة وسيطة» وأعتقد أن هذه الحلقة، والتي هي «الطليعة المؤمنة» بتعبير سيد قطب قد سقطت.

الجريدة: نحن إذن أمام الفارق بين لينين وتروتسكي إذا جاز هذا التشبيه.

د. ضياء رشوان: نعم ولكن تروتسكي الحركة الاسلامية هو في الحقيقة بن لادن لتبنيه فكرة الثورة الدائمة، وأعتقد أن سيد امام الآن اصبح سلفيا وليس جهاديا، فهو أقرب إلى سلفي محافظ فارق العمل الجهادي.

النقطة الأخيرة، أن سيد إمام في «الجامع» أفرد قسما خاصا لأهل الكتاب، وكان أمام مشكلة عملية وفكرية، لأن عقد الذمة سقط ولا توجد دولة مسلمة، ولذلك فإن كل من يوافق عليها فهو خارج من الملة، ومنكر لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهؤلاء كافرون كفرا بواحا، وأعتقد أن هذا تناقض يعبر عن درجة من الانتهازية تحول عنها واعترف بها، وتوصل الى نتيجة مختلفة تماما ، كما يعبر عن درجة من الانتقالية التي لديه فهو انتقل من حالة التكفير إلى الاعتراف بالمواطنة.

يبقي سؤال هل هناك في الحالة الإسلامية في العالم المعاصر من ينكر وجود حكم أو مفهوم «جهاد الطلب»؟ وهل هناك واحد عاقل يقول إن هناك إمكان الآن لتطبيق هذا؟، أعتقد أن «جهاد الطلب» سقط في الواقع لكنه في الحكم موجود، وتنظيم «القاعدة» لم يزعم أبداً في أحداث 11 سبتمبر أنها «جهاد طلب» لذا المفهوم لن يطبق بحكم الواقع حيث لا توجد دولة إسلامية.

الجريدة: ننتقل إلى المحور الثاني الذي يتناول حدود التوقعات عن تأثير وثيقة سيد إمام، وهل يمكن بالفعل أن تتأثر «القاعدة» بهذا التطور الفكري أم أن مكانة صاحبها انحسرت، ولم تعد تتجاوز بعض القيادات التاريخية؟، وبالتالي هل لنا أن نرسم سيناريوهات عن الطريقة التي سيتعامل بها تنظيم «القاعدة» مع هذا الأمر وخصوصا في ضوء ردود الأفعال الصادرة عنه حتى الآن؟

تكرار الظواهر

د. عبد المنعم سعيد: هناك نظرتان أولاهما أن هذه الظواهر تتكرر كثيراً لأن حالة الغلو جزء أصيل من الفكر العقَدي الذي يقوم على تصور محكم لتفسير العالم والتاريخ، كما أنها مرتبطة بأوقات الأزمة، والسؤال الذي يراودني الآن يتعلق باتجاه المنحنى الآن، وفي تقديري انه يهبط لأسباب كثيرة، وجزء منه يأخذ شكل التقدم للأمام ولذلك أسباب كثيرة، فـ«القاعدة» منذ فقدت قاعدتها في أفغانستان وبعد ما حدث في العراق خلال 2007 والتحالف مع السنة واجهوا الهزيمة ليس بسبب ضرب الأميركان لهم ولكن لأن المجتمع العراقي نفسه تغير رأيه فيهم، وبالتالي نضب الإمداد لهم بالبشر والمجندين وزادت عزلتهم.

والسؤال الآخر ماذا سيفعل التيار الجهادي الآن هل سينتقل إلى مواقع الجماعة الإسلامية أم إلى مواقع «الإخوان»؟، حكاية الاستجابة متوقفة على عوامل كثيرة متعلقة بالنظام في المرحلة المقبلة، وأعتقد أنهم في مرحلة اضمحلال، بعدما ثبتت قدرة نظام الدولة، والحركات الإسلامية الأخرى تأخذ مساحات منهم، هنا على الأقل في المدى القريب، المنحنى لن ينتهي تماماً ولكنه ينتقل تدريجياً إلى الهامش المجتمعي (هامش الجماعات الصغيرة) ومن يرد الدخول في العمل السياسي فعليه مخاطبة المجتمع كلل وأن تكون لديه صيغة لحل مشكلاته اليومية وبالتالي أعتقد أن كل هذه الجماعات مثل «القاعدة» ستدخل في الهامش وستترك المكان أمام جماعات مدنية أو إسلامية أخرى تؤدي إلى صيغ للتوافق مع التطور الحادث أكثر من الصيغة الجهادية.

منتصر الزيات: أقول إنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، الدكتور فضل منظّر وفقيه تناول الملفات الملحة، ويجب ان نتعامل مع هذا الملف ليس باعتباره ملفاً أمنياً، فالمؤسسة الأمنية قامت بأكثر من دورها في غياب مؤسسات مجتمعية أخرى، لكن كيف ستكون المعاملة أيضاً مع الإسلاميين فالدولة نفسها يجب أن تتعامل مع الموضوع تعاملا يشجع سيد إمام وأمثاله، ويجب أن يتجاوبوا معهم وأتصور أن الدولة يجب أن تقوم بعمل مراجعات هي الأخرى، وأنتظر من سيد إمام التعامل مع منظومة الدولة المدنية في المستقبل.

ضياء رشوان: أولا: في القضية الجهادية أسئلة لم يجب عليها سيد إمام لقد ذكر الجهاد الخاطئ ولم يتحدث عن الجهاد الصحيح، وذكر أخطاء الجهاد ولم يتحدث عن «جهاد الدفع» أبدا، فهذه النقطة غائبة ومسكوت عنها، وأظن أن هذه القضية في ذهنه لأنه ذكر في تنبيهاته داخل الوثيقة أنه لا يتحدث في المطلق، فلماذا إذن لم يتحدث عن قضايا مثل الحالة الفلسطينية وما يحدث من قتل النفس في العدو هل هو انتحار أم استشهاد؟ ولم يقل هل قتل المدنيين في إسرائيل بعينها حلال أم حرام؟ وما يحدث في العراق من المقاومة «غير القاعدية» مفروض أم غير مفروض؟، وأعتقد أنه إذا لم يتناول هذه القضايا سيقل أثر الوثيقة فيما بعد.

ثانياً: نحن لدينا الآن توجه نحو الوسطية والتيار الجهادي السلفي الدولي يفقد منظّرين وليس حركيين وختم بسيد إمام وبالتالي فقدانه الآن يعني أنه لم يبق لديهم من الكبار سوى الصف الثاني مثل أبو مصعب السوري وأبو محمد المقدسي ويضيفون على سبيل الإقحام اسم عبدالله عزام.

والواضح عند تماما الآن ان «القاعدة» تشعر بأنها في مأزق ولا سيما امام الكوادر التي تشعر بصدمة من مراجعات الدكتور فضل، لذا تراجعت «القاعدة» عن رد فعلها الأول الذي حاولت فيه ان تبدي عدم اكتراثها، وأن تحاصر انتشار الوثيقة حتى انه كانت لدي مخاوف من احتمال ان تسعى إلى الهجوم على الموقع الالكتروني لـ«الجريدة» اما الآن فهناك بيان صادر بالتأكيد عن ايمن الظواهري وبيان آخر باسم محمد الحكايمة وبالتالي أتوقع ردودا اخرى.

سيد إمام الآن خارج من عالم، ويصحح بداخل هذا العالم، وبالتالي حتى نخرجه إلى عالمنا لابد أن تتوافر له ظروف طبيعية ليس كفرد أو كشخص، ولكن كأسلوب يتعلق بكيفية دمج الخارجين من السجون اجتماعيا على الأقل، وأن نهيئ لهم لا أقول المشاركة التنظيمية بل الحياتية... وقد طرحت ذات مرة فكرة «المرحلة الوسيطة» ما بين الحالة الجهادية القديمة، والحالة التنظيمية السياسية خارج المدرسة الجهادية الأكثر طموحا لها، وهي حالة الاندماج الفردي، فلنترك هؤلاء الناس ليذهب كل منهم إلى حيث يريد.

الجريدة: عادة كان الباحثون الغربيون يصفون الجهاد بأنه تعبير عن حالة غضب مرتبط بشرائح دنيا من الفقراء والمسحوقين، لكننا لم نلحظ أي تأثير لهذا في الوثيقة... فمتى نرى أدبيات لها بعد اجتماعي واقتصادي لجماعة الجهاد؟ واظن ان هذا غاب عن الوثيقة، وهل يمكن أن نرى قريبا برنامجا سياسيا للجهاد يستخدم هذه الوثيقة مثلا، ليتحدث عن آليات للتغيير عن رؤية تجاه الاصلاحات الديموقراطية على سبيل المثال، ولدينا مثال «الإخوان المسلمين» الذين كانوا متهمين بأنهم بلا برنامج سياسي وعندما طرحوا مشروعا لبرنامج ظهرت الخلافات بينهم بشكل واضح؟

تحليل اقتصادي ذو طابع مادي

د. كمال حبيب: القول بأن الجهاد تعبير عن شرائح اجتماعية دنيا يعتبر تحليلا اقتصاديا ذا طابع مادي، لكن التحليلات الثقافية هى الاكثر قدرة على التفسير والتي تركز على الأفكار والقيم والمكانة والهيبة، وأحيانا يطلق عليها «الحركات الاجتماعية الجديدة» ويقع في قلبها الموضوع الثقافي وليس الاقتصادي أو غيره، ومن ثم التنظيم كان فيه تمثيل لشرائح مختلفة ليست محصورة في فئات معينة، ولم يكن الموضوع الطبقي عامل حاسم في أي وقت لانتماءات أفراده وإنما كانت مسألة الفكرة بشكل أساسي هي الموضوع الحاسم. الإسلاميون لديهم الجانب الثقافي والأخلاقي هو الجانب الرئيسي، ومن ثم تأخر وعيهم كثيرا بالجانب الاجتماعي والاقتصادي، حتى عند «الإخوان المسلمين» نجد الأمر نفسه.

نحن الآن لدينا نقلة ضخمة جداًً حيث الحركات الإسلامية التي نراها سواء في العالم العربي أو غيره، في تركيا مثلا لم تعد تهتم بالأسئلة الكبرى، وإنما أصبحت تهتم بالقضايا التفصيلية التي لها علاقة بحياة الناس مثل قضية العدالة والتنمية وبدأ الإسلاميون في مناطق مختلفة يهتمون بهذه القضايا وبفكرة وجود حزب سياسي والعمل في الفضاء العام وحتى القضايا التي تخص الطبقات والشرائح الدنيا من الفقراء والفلاحين بدأت تطرح حديثا على أفكار الإسلاميين. هذا الجانب من المبكر ومن الظلم لسيد إمام أن نطالبه به الآن، وأتفق مع د. ضياء رشوان بأن الرجل ما زال داخل مجموعته واعتقد أنه سيظل مشتبكا لفترة داخل الحالة الجهادية السلفية لمحاولة إعادة التأثير، وأطلق عليها أنا شخصيا محاولة إعادة «بناء تيار محلي» وهذا معناه في المستقبل وجود جانب اقتصادي اجتماعي يتصل بالحالة المصرية والاهتمام بأحوال الناس المعيشية لذا أرجو أن يكون عنده برنامج سياسي وهو أمر يحتاج إلى شوط طويل قادم ووقت كاف.

وفي رأيي: إن سيد إمام يحتاج إلى إعادة النظر في موضوع التكفير مرة ثانية لأنه موضوع يحتاج إلى ضوابط كثيرة كحكم شرعي لذا تحدث سيد إمام عنه كبند دفاعي ناتج عن توتر نفسي كذلك موضوعات «المواطنة» و«أهل الذمة» و«الموقف من الآخر الداخلي»، وكلها موضوعات بحاجة إلى تفصيل أكثر وضوحاً.

كذلك لم يتحدث عن موضوع اشتغلنا عليه كتيار اسلامي فترة كأداة تحليلية للتمييز بين الجزء المتصل بالواقع والجزء المتصل بالعقيدة، وهو «الثابت والمتغير»، مثلا... موضوع الانتخابات النيابية: هل هو متصل بالثابت أم المتغير؟ أيضاً المجالات التي يمكن أن نطبق فيها أصول الفقه طبقها في ناحية واحدة مثل ضوابط الجهاد، وتحتاج إلى أن تطبق في قضايا أخرى كثيرة ينتظرها المجتمع.

وأقول إن الرجل لا يزال يعمل داخل تنظيمه وهذا هو المستوى الأول ولا يزال أمامه مستويات أخرى عن المجتمع الذي يمثله، ولم يجب على أسئلة كثيرة بشأن تصوره له، هل ينظر إليه باعتبارات العزلة أم المشاركة التنظيمية؟ وما مجالاتها؟ وما الموقف السياسي من الدولة والعالم ككل؟.. هو الآن ينظر إلى الغرب على أنه ليس «دار حرب» وتلك نقطة تحول هائلة يجب أخذها في الاعتبار.

د. ضياء رشوان: سيد إمام الآن يرى أن الدعوة هي الطريق الأمثل واستبعد الكتمان والعزلة... إلخ.

الموقف من المرأة

د. كمال حبيب: يبقى الجانب السياسي والموقف من المرأة والعالم بحاجة إلى توضيح، وهو الآن في معركته الداخلية، وهي معركة ليست سهلة ويجب علينا تركه حتى ينتهي ثم نطرح عليه أسئلتنا بعد ذلك.

ما أقوله: اكتساب هذا التيار الجهادي شرعية أمر يجعلنا أمام إضافة حقيقية إلى المجتمع المصري عامة بشكل قد يؤدي إلى أن يعطي السياسة المصرية معني، ولا يزال مبكراً أن نطلب من الرجل الإجابة على كل شيء، فلنصبر عليه حتى ينتهي من معركته الأساسية.

د. ضياء رشوان: أعتقد أنه لا يجب أن ينزعج المجتمع من استخدام مصطلحات تبدو ملتبسة لأن عين الرجل الآن على الداخل وليس على المجتمع، نعم أحياناً يستخدم نفس الكلمات الملتبسة، لذا يخيل للبعض من غير الإسلاميين أنه ما زال داخل نفس منظومة المفاهيم، لكنه يستخدم وسائل غير التي استخدمها من قبل ويصل إلى نتائج مختلفة أيضاً.

الوثيقة هي خطاب مركز لفئة معينة موجهة إليها، ومن ثم فإن أولوياته الآن في هذه المنطقة، وستظل كذلك فترة، لكن مع الوقت لن يبقى الخطاب كما هو.

الجريدة: نشكركم على هذه الإيضاحات، ونواصل فتح الملف على صفحات «الجريدة» للمساهمة في بلورة فكرة المراجعة عموما، في إطار الرغبة الحقيقية في النهوض بمجتمعاتنا من عثرتها الحضارية إلى أفق أفضل.

تعليق

مراجعات الجهاد وليدة هزيمة سياسية ولم اتخيل هذه الجرأة في النقد الذاتي

عبد المنعم سعيد

أهمية الدكتور فضل أنه يتطور تدريجيا و«القاعدة» الآن في مأزق

ضياء رشوان

الدكتور فضل لا يزال يتحسس طريقه وموقفه من التكفير غامض

كمال حبيب

هذه المراجعات تفوق الأحلام والمشككون فيها لا يفهمون فكر الجهاد

منتصر الزيات

نتساءل عن التحول الفكري الذي عكسته هذه المراجعات في ضوء الانتقادات التي وجهت الى الوثيقة

رامي ابراهيم

شارك فى الندوة:

د – عبد المنعم سعيد: مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

د- ضياء رشوان: رئيس تحرير «دليل الحركات الإسلامية في العالم»

منتصر الزيات: رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين المصرية

د- كمال حبيب: الأمير السابق لتنظيم «الجهاد» والباحث في شؤون الحركات الإسلامية

أدار الندوة:

رامي إبراهيم مدير مكتب «الجريدة» في القاهرة

تصوير – أحمد رضا