وجهة نظر : لحظات أنوثة....فيلم بالغ الشحوب من إنتاج عشوب!

نشر في 14-03-2008
آخر تحديث 14-03-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين الفيلم المصري «لحظات أنوثة» هو أحدث نموذج لسينما بلا سيناريو حقيقي وبلا حد معقول من الكفاءة في التمثيل وغيرهما من عناصر الفيلم الفنية وبلا إخراج.

على الرغم من ذلك نقرأ أن الإخراج لـ مؤنس الشوربجي، السيناريو لهاني عيسى، البطولة لجمانة مراد وعلا غانم وإبراهيم يسري وحسين الإمام بالاشتراك مع مجموعة من الوجوه الجديدة مثل اللبنانية ميرا ومحمد سليمان وعادل عشوب (نجل منتج الفيلم المعروف في مجال الماكياج محمد عشوب) وغيرهم. جاء «لحظات أنوثة»على عكس ما أراده صانعوه عنصر جذب من خلال العنوان، فهو مجرد فيلم تجاري يهدف إلى الربح ولا يتضمن لحظات أنوثة يمكن تلمسها عبر حكايات نسائية بل لحظات ملل وهدراً للمال الذي أنفق عليه ووقتاً ضائعاً لمشاهده!

وحتى الذين اجتهدوا فيه مثل جمانة مراد وإبراهيم يسري وحسين الإمام أخفقوا في سعيهم، فكيف يتقن الممثل الأداء في مشهد ـ مهما حاول ـ إذا كان الحوار الذي ينطق به ساذجاً ومفتعلاً وإذا كان المشهد نفسه مضطرباً في إطار سيناريو مفكك ومعالجة بلا نضج وبلا روح!

مثلاً تعاني منى (جمانة مراد) مؤلفة كتب عن الحب وعلاقة المرأة والرجل، من إهمال زوجها (إبراهيم يسري) الذي يؤكد لها باستمرار قوة مشاعره تجاهها وأنه لا يقصد إهمالها وإنما طبيعة عمله تفرض عليه أن يكون كثير الانشغال، إلا أنها لا تصدقه ويستمر الحال هكذا، ثم يتطور خط هذه الحكاية على نحو مفتعل لا يصدقه المشاهد عندما تطلب إجازة زوجية على غرار ما يفعل «الخواجات»، فيبادرها إلى القول: «لكن أنا مش خواجة»، مع ذلك يوافق!

لم يكد يمضي وقت قصير حتى تصادفه، في أحد الملاهي، يرقص مع امرأة، فيقسم لها صادقاً ـ على ما تؤكد أحداث الفيلم ـ أن لا علاقة تربطه مع هذه المرأة خلافاً لما تصورت، بالطبع لا تصدق وتغادر البيت، وإذ به يرسل طالباً إياها في بيت الطاعة، ثم لا يمر وقت بعد استجابتها وعودتها إلى المنزل حتى ترفع قضية خلع، إلا أنه يأبى على نفسه هذه الحال فيمنحها الطلاق، وسط ذهولها.

يترك الفيلم في النهاية هذه الحكاية على حالها، بينما يبحث عن نهايات سعيدة لحكايات أخرى، مثل الخطيبين اللذين لم يكفا طوال الفيلم عن التقارب والتباعد عن السير في إتمام خطوات الزواج والمشاكل التي تكاد تلغيه أكثر من مرة ، كل ذلك وسط افتعال أحداث من دون منطق.

كذلك مثل حكاية أرملة وأم لطفل، تعمل في أستوديو تصوير زوجها الراحل، يطمع أقارب هذا الزوج تارة في الأستوديو وتارة فيها، بينما ترتبط في قصة حب مع شاب أبدى إعجابه بها وتودد إليها، لكن في اللحظة التي أصبحا فيها على مشارف الزواج يكتشف خالها (نبيل الهجرسي) مصادفة خلال جلوسه في كافتيريا وعبر حديث بعض الأشخاص على المائدة المجاورة، أن الحبيب لم يكن سوى شاب راهن أصدقاءه ذات يوم، على إقامة علاقة معها.

وبالطبع يخبرها الخال فتصدم وتتوتر العلاقة بين الحبيبين فيظل الشاب يقسم لها إلى نهاية الفيلم أن القصة بدأت بالرهان، إلا أنه أحبها منذ اللحظة الأولى للقائهما، ترفض الاستماع إليه مرات ومرات الى ان تصدق ويسجل الفيلم نهاية سعيدة.

وهكذا... حكايات مفككة، إيقاع مترهل، لحظات ملل كثيرة خالية من الأنوثة خلافاً لما يقوله العنوان.

back to top