بنات وموتوسيكلات يقدّم التسلية من دون ادّعاء

نشر في 22-04-2008 | 00:00
آخر تحديث 22-04-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين فيلم خفيف ومسلٍّ غير مسف، تدور أحداثه حول مجموعة من الشباب يذهبون في رحلة إلى منتجع شرم الشيخ، وهو من إخراج فخر الدين نجيدة، تأليف وإنتاج مي مسحال، تصوير شادي علي، الموسيقى التصويرية لإيهاب محي الدين.

يأتي «بنات وموتوسيكلات» ضمن مجموعة الأفلام المصرية الأخيرة التي تعتمد على الوجوه الجديدة، ولعل الممثل الوحيد المعروف فيه هو المخضرم المقتدر سعيد طرابيك، الذي يظهر في دور أب أحد الشابين، أما البطولة فيقتسمها شابان وفتاتان.

تشير أحداثه الى خلاف بين الأب وابنه كنوع من «صراع الأجيال»، والى صعوبة التفاهم بين الطرفين «والمنطقين»، إلى أن يتحقق الانفراج في النهاية.

وسط الأحداث، تولد قصتا حب بين هذا الشاب وإحدى الفتاتين، وبين صديقه، وهو شاب فلسطيني، والفتاة الثانية.

ولا ينغص حياة أحد هؤلاء الشاب سوى علاقته المتوترة بوالده ومحاولات بعضهم منافسته على حب فتاته بالطرق كافة، بما فيها من عنف ومؤامرات، وهو الخيط الذي استغله الفيلم في التأهب لسباق كبير للـ«موتوسيكلات»، يخسره الشاب العاشق في إحدى المراحل ثم يكسب بالعزيمة والدأب والتعلم في النهاية، بمساعدة شخص ذي خبرة، يعلمه ويساعده في تحقيق النجاح ومن ثم الفوز بحبيبته، على رغم مرارات متراكمة مرّ بها في حياته.

تمتزج في الفيلم «تيمتان» معروفتان في السينما السائدة هما، أجواء الرحلة أو الحياة البهيجة في منتجع أو مصيف والمنافسة والإصرار على الصعود والنجاح في مسابقة أو هدف ما.

ساعدت البساطة وسيناريو مي مسحال الفيلم في ألا يقع في أخطاء أو ثغرات درامية فادحة، بالاضافة الى أن خبرة المخرج بدت في تحكمه بالإيقاع وإدارته للممثلين الأربعة الجدد ، فتقبل المشاهد أداءهم وارتاح إلى حضورهم وإلى جدية تجسيدهم النماذج التي عهد لهم بها.

وكي نعرف مدى النجاح في هذا العنصر، علينا أن نتذكر مدى الفشل في معظم الأفلام الأخرى التي اعتمدت على وجوه جديدة في الآونة الأخيرة، أحدثها وربما أسوأها فيلم «ورقة شفرة» ومن قبله «لحظات أنوثة» وكذلك «عمليات خاصة»، جميعها من أفلام هذا الموسم (سينما 2008 )، وهو اتجاه بدأنا نتلمس ملامحه في السينما المصرية حديثا ربما لتقليل التكلفة وتوفير ما يمكن من أجور النجوم الآخذة في الارتفاع، وربما لأسباب أخرى مثلما رأينا عند المنتج محمد عشوب (منتج جديد و»ماكيير» قديم معروف في السينما المصرية) الذي دفع بابنه عادل الى بطولة فيلم «لحظات أنوثة»، مع أن هذا الأخير لا يملك الموهبة ويفتقر إلى المقدرة على التعبير أو الإحساس.

ربما بدأت تلك الظاهرة في فيلم «أوقات فراغ» (للمنتج حسين القلا والمخرج محمد مصطفى عام 2006) الذي نجح على نحو لافت وجذب الانتباه إلى حد أوحى إلى كثر بتكرارها، بل عاد المنتج والمخرج نفسيهما الى تلك المحاولة في فيلم «الماجيك» عام 2007، الذي لم يحقق الدرجة ذاتها من النجاح.

بدا واضحاً في «بنات وموتوسيكلات» أنه يقدم، في منتهى البساطة ومن دون ادعاء، عملا جاداً بخلاف عشرات الأفلام التي شاهدناها اخيرا والتي تدعي زيفاً، أنها أعمال جادة تمزج بين الرومانسية والحركة والطابع البوليسي أو النفسي.

back to top