جوانا المقيمة في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في ضبية، أخبرتني في رسالة عبر الانترنت، قصة أرواح جينفر. أرادت أن تثبت قصتها مع الأرواح النائمة في خيالاتها البعيدة. لا أعرف جوانا. لم توافق على موعد اقترحته لمقابلتها. قالت لي ان والدتها لا تسمح لها بذلك. تحب أغاني جورج وسوف، تقرأ كتب ادوارد سعيد وتعتبره اسطورة. تتابع دروسا في الهندسة المعمارية في الجامعة الاميركية- اللبنانية. تتعرف بالناس عبر{الانترنت». تنتقد الذكورية في التربية العربية. ترد اعتقادها بظهور الأرواح إلى الحاسة السادسة. قالت لي كلاماً كثيراً عن الأرواح، ظننت أنها تمازحني. قلت لها: «لا روح بلا جسد، وهناك اشباح لا أرواح». أصرت جوانا على أرواحها، قائلة إنها تشاهد الارواح والجن في بعض مداخل المباني وأحدها انتحر في منزل خالها.
ضحكت في قرارة نفسي. تخيلت كيف ينتحر الروح. حسبت نفسي أكتب رواية وأخلق ابطالها. قلت هل للروح دم يسيل؟ كيف ينتحر الروح؟ هل يستعمل المسدس على الطريقة الهتلرية ام السيف على طريقة الساموراي؟ هل ينتحر مثل النساء بجرعة حبوب كبيرة؟ حرت في تخيل طريقة انتحار الروح. خشيت أن تظن جوانا أنني أسخر منها. عاودت السؤال: ما الأسباب التي جعلت الروح ينتحر؟ هل يختلف مع عشيقته في ليلة حب طويلة؟ أم أنه ينتمي الى تنظيم سياسي وينتحر احتجاجاً؟ ام انه يئس من الشياطين؟ تخيلت الجن يطلق الرصاص على رأسه ويصبح أنساناً. تركت الكلمات تعبر عني فهي أدرى مني بالأوهام وبحبك الروايات. تذكرت هذا المقطع من كتاب «المخلوقات الوهمية» لبورخيس، «بحسب التقليد الإسلامي، خلق الله الملائكة من نور والجن من نار والانسان من طين. يؤكد البعض ان مادة الجن نار كابية بلا دخان. خلقوا قبل آدم بألفي عام غير ان نسلهم لن يبلغ يوم الحشر. يعرفهم القزويني بأنهم حيوانات هوائية الأحجام، شفّافة، قادرة على التشكل بأشكال متنوعة. يظهرون اولا على هيئة سحب أو كأعمدة شاهقة بلا منتهى، ثم، بحسب امزجتهم، يتخذون هيئة الإنسان او الثعلب أو الذئب او الأسد أو السرطان او الحية. بعضهم مؤمن، وبعضهم كافر. قبل قتل الحية ينبغي الطلب منها باسم النبي أن تخلي المكان، ويحلل قتلها إذا ابتِ الانصياع. الجن قادرون على اختراق جدارٍ حصين وعلى التحليق في الفضاء او حجب أنفسهم فجأة عن العيون. كثيراً ما يبلغون السماء الدنيا حيث ينصتون إلى احاديث الملائكة عن الحوادث المقبلة. بعض اهل العلم ينسب إليهم تشييد الأهرامات وتشييد هيكل أورشليم بإيعاز من سليمان بن داود الذي كان يعرف اسم الربّ الكلّي القدرة. من على السطوح والشرفات يرجمون الناس مثلما اعتادوا خطف الحسناوات. لاجتناب شرورهم، ينبغي ذكر الله الرحمن الرحيم. اعتادوا الاقامة بين الخرائب والمنازل المهجورة والآبار والأنهر والصحارى. ويؤكد المصريون أنهم مسبّبو العواصف الرمليّة. يعتقدون أن الشهب السموية إنما هي حراب يقذفها الله على أشرار الجنّ».
توابل - ثقافات
أرواح جوانا
13-08-2007