وجهة نظر : كامب... عودة إلى اللعبة في دراما الرعب!

نشر في 26-04-2008 | 00:00
آخر تحديث 26-04-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين ينطلق فيلم «كامب» من دراما الرعب وهي «تيمة» اشتهرت بها الدراما لدى أغاتا كريستي، حيث الـ{ظرفية» والـ{ملابسات» تجمع أبطال العمل في مكان واحد، ويشهد الجمع والمكان توتراً وحوادث غامضة ومخيفة، يمكن أن تصل إلى حد قتل بعضهم، فيطرح السؤال: من الذي يرتكب كل هذا ولماذا؟! وعادة ما ينتهي العمل بمفاجأة يكتشف معها الجميع أن الفاعل هو أبعدهم عن التخمين والتوقع، فضلاً عن إدراك الدافع.

«كامب» هو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه عبد العزيز حشاد، والثاني لكاتبه هيثم وحيد بعد «بحبك وأموت فيك»، وتميزت فيه عناصر التصوير لمحسن نصر، المونتاج لغادة عز الدين، الديكور لصلاح الشاذلي، الموسيقى التصويرية لشريف بدوي.

يندرج الفيلم ضمن مجموعة أفلام مصرية ظهرت اخيراً، تعتمد في تمثيل أدوارها الرئيسة على مجموعة من الشباب الجدد، بعضهم يمثل للمرة الأولى من دون موهبة حقيقية أو واعدة، والقليل النادر من بينهم موهوب، ويستعان بمعظمهم لتوفير أجور النجوم المرتفعة.

في هذا الفيلم، نحن أمام ممثلين جدد هم أبطال العمل، يجسدون أفراد شلة مكونة من أربعة شباب وثلاث فتيات، يقررون الترفيه في فندق يبدو مهجوراً بل غريباً يطل على البحر، في أحد الأمكنة النائية.

نلاحظ علاقات عاطفية بين بعض الشباب والفتيات وتصرفات منحرفة. في الفندق أشخاص لا يقلون غموضاً وغرابة عن المبنى وردهاته وغرفه وممراته، وهم: صاحب الفندق عم حسنين (لطفي لبيب) وزوجته الشابة (جيهان سلامة) وابنته الشابة من زوجة سابقة وأخيراً الفرّاش.

ندرك على مدار الفيلم جوانب من علاقات معقدة يشوبها الشك ويكاد لا يستثنى منها أحد من الشخصيات، كتلك العلاقة التي نراها بين صاحب الفندق المسن وزوجته المدللة التي تخونه.

في النهاية، تكتشف أكثر الفتيات براءة، تؤديها بإقناع أميرة هاني، وأختها الفتاة الصغيرة والشاب (يجسده المغني الجديد أيمن رفاعي)، أن القاتل هو أحد أفراد الشلة، انتقاماً مما اعتبره أذى فادحاً له من كل أفرادها باستثناء هؤلاء الثلاثة، وأن ذلك يستوجب الانتقام ويستدعي القتل... نحن أمام قصة انتقام ونموذج سفاح أو مريض نفسي، لكن هذه المعاني في الواقع هي مجرد ذرائع لخلق أجواء الرعب. يحوي الفيلم، بإضاءته الخافتة وموسيقاه المتوترة وغرابة ديكوره ولهاث إيقاعه، إزعاجاً متكرراً للمشاهد طوال الوقت أو يرمي إلى إفزاع و{خض» مستمرين!

هل هكذا يكون فيلم الرعب التقليدي ومكوناته ولوازمه؟!

ليس المهم هنا الأفكار أو التعبير عن الملاحظات ووجهة النظر والمعنى بل «الجو» والطابع العام. وفي هذه الحدود التقليدية حقق الفيلم غايته إلى حد يمكن ملاحظته، وخصوصا بالنظر إلى ظرفية أفلامنا وتجاربها السابقة في هذا المجال.

back to top