البرادعي حذّر من «مجانين جدد» يريدون حرباً مع إيران
رايس: لقاء سولانا ولاريجاني لم يحرز تقدما يذكر
لم يفلح لقاء فيينا الأخير بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ومبعوثي أميركا وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى اليابان في إقناع البرادعي بالعودة عن مواقفه الداعية إلى السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على نطاق محدود.حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس، من «مجانين جدد» يؤيدون اللجوء الى عمل عسكري لوقف برنامج إيران النووي، موضحا أنه لا يريد أن يرى حربا اخرى على غرار حرب العراق، وقال «أستيقظ كل صباح لأجد مئة من المدنيين العراقيين الأبرياء يلقون حتفهم».
كلام البرادعي جاء في حديث الى هيئة الإذاعة البريطانية حيث أشار الى أن رسالته الوحيدة «هي التأكد من أننا لن نخوض حربا جديدة، وألا نفقد صوابنا فيقتل بعضنا بعضا. لا نريد أن تعطى ذريعة أخرى للمجانين الجدد الذين يقولون دعنا نقصف إيران»، معتبرا ان «وجود إيران مسلحة نوويا سيكون أمرا مروّعا»، مؤكدا أنه لم يتحدد بعد إن كانت طهران تريد أسلحة نووية.اضاف «لا يمكن للمرء أن يقصف المعرفة».وعمن يقصد بقوله المجانين الجدد قال «أصحاب الأفكار المتطرفة الذي يقولون إن الحل الوحيد هو أن تفرض إرادتك بالقوة»، نافيا ان يكون المقصود من قوله الرئيس الاميركي جورج بوش.وكان البرادعي دعا الشهر الفائت الدول الكبرى الى درس فكرة السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على نطاق محدود، معتبرا ان ذلك لا ينطوي على خطر انتشار قنابل نووية ويحول دون الانزلاق إلى صراع دولي. الى ذلك ذكر تقرير للبرادعي صدر الأسبوع الماضي أن إيران تسعى إلى تركيب ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي بحلول منتصف الصيف المقبل لتضع بذلك حجر الأساس لإنتاج الوقود النووي على «نطاق صناعي». وأثارت تصريحات البرادعي الأخيرة غضب الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا، خصوصا دعوته إلى حل وسط يحفظ ماء الوجه، يتم من خلاله الحد من أنشطة التخصيب في إيران عند نطاقها الحالي المتواضع.وبعثت الدول الثلاث المذكورة آنفا إضافة إلى اليابان الاسبوع الماضي مبعوثين الى البرادعي، ليؤكدوا له أن قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف فوري لأنشطة إيران النووية هو بمنزلة قانون تمت الموافقة عليه بالاجماع ويجب أن يحظى بتأييده.كما انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس البرادعي بشكل غير مباشر في ألمانيا في وقت سابق هذا الاسبوع قائلة «الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست وكالة تتفاوض مع الإيرانيين. هذا يتم بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي ومن قبل ست دول». رايس وفي سياق متصل بالملف الإيراني اعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس، عن شكوكها في ان يكون لقاء الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني في مدريد امس الاول، احرز تقدما يذكر. وقالت إثر وصولها الى مدريد، حيث ستجري مباحثات مع المسؤولين الاسبان «ان القضية الوحيدة المهمة هي معرفة ما اذا توصلنا الى مرحلة اصبح فيها الايرانيون على استعداد لتعليق تخصيب اليورانيوم». واضافت «لست ارى اي مؤشر إلى ذلك»، مشيرة الى انها لم تتصل بسولانا الذي لا يزال موجودا في مدريد.بيد ان رايس «لاحظت» ان سولانا ولاريجاني سيلتقيان مجددا بعد اسبوعين، لكنها اشارت الى ان التصريحات المختلفة اثر اجتماع الخميس بدت لها «مبهمة ومحيرة».وكان سولانا اشار اثر اجتماع الخميس الى احراز «تقدم في بعض المواضيع المهمة»، معلنا تكثيف اللقاءات في الاسابيع المقبلة مع لاريجاني.وبينما أوضحت متحدثة باسم سولانا ان ايران «مستعدة لمناقشة» مسائل متعلقة بـ«الوصول الى المعلومات» و«التعاون» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، جددت طهران التأكيد على انها لن تقبل اي تعليق لعمليات تخصيب اليورانيوم، وقال محمد علي حسيني المتحدث باسم الخارجية الايرانية «طهران ستلجأ إلى كل الوسائل القانونية والشرعية لممارسة حقوقها المشروعة ولن توقف انشطتها النووية».