قال رئيس الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان الدكتور خالد الصالح، إن السرطان هو عبارة عن تكاثر لخلايا متمردة لا تخضع لسيطرة الجسم تنمو موضعياً فتؤدي إلى تكسير ما حولها، كما أنها قد تنتقل إلى أماكن أخرى وتعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها الورم الأولي، وإذا لم يتم علاج السرطان فإن هذا الورم يقضي على الإنسان، مضيفا أن السرطانات أمراض كثيرة وقد تغير تعريفها على مستوى منظمة الصحة العالمية، حيث أصبح السرطان مرضا مزمنا يمكن التعامل معه، وذلك بسبب الاكتشافات والطرق المتقدمة لعلاج هذا الورم، ويمكن القول إن السرطان يمكن شفاؤه بنسبة %50، كما أن الـ %50 الباقية يمكن السيطرة فيها على الورم لسنوات طويلة.

Ad

وأشار إلى أن أهم طرق علاج السرطان هي العلاج الجراحي والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي، ويمكن أن تستخدم مفردة أو متضافرة، وعن أعراض السرطان قال الصالح إن له أعراضا متعددة تعتمد على موقع هذا الورم، ولهذا لا يمكن تحديد شكل معين للسرطان، إلا الأعراض العامة من الإحساس بالمرض كالهزال وفقر الدم، ثم تأتي الأعراض الموضعية المصاحبة للورم وهي الورم والألم والنزيف وضيق التنفس وتغيير في عادات البول أو البراز، مؤكدا أن أعراض الورم أحياناً تتشابه مع أعراض أمراض حميدة، ولهذا يقوم الطبيب المختص بالتفرقة بين الأعراض والوصول إلى التشخيص.

ولفت الصالح إلى وجود بعض الوسائل التي تتيح اكتشاف المرض مبكراً، حيث هناك بعض الأمراض يمكن تقصّيها، مثل صورة الثدي للنساء التي يمكن أن تكتشف الورم، وهو اكتشاف الورم قبل المرحلة السريرية أو علامة الورم البروستاتي لأورام البروستاتا عند الرجال ومسحة باب بالنسبة لسرطان الرحم، حيث يمكن بهذه التحاليل على سبيل المثال اكتشاف المرض وهو في مرحلة السكون، وفي هذه الأمور يصبح العلاج بسيطاً ونسبة الشفاء عالية جداً، مبينا أن الاكتشاف المبكر لا يقصد به فقط التقصّي، لكن أيضاً الوصول إلى الورم في بداية أعراضه، فالفحص الذاتي للثدي على سبيل المثال يمكن أن يساعد المرأة بإحساسها بالورم في مراحله الأولى، وهي مرحلة تأتي بعد التقصي، لكن أيضاً هذه المرحلة يمكن أن تؤدي إلى الشفاء بنسبة تزيد على الـ %80، كذلك يمكن الانتباه إلى اعراض أخرى مثل بحة الصوت المزمنة التي قد تكون بسبب مرض مبكر بالأحبال الصوتية، لهذا تعتبر معرفة أعراض السرطان مهمة في مسائل الاكتشاف المبكر التي هي أيضاً تساعد على زيادة نسبة الشفاء.

وقال الصالح إن للسرطان أربع مراحل أساسية، وكلما تقدمت مرحلة قلت نسبة الشفاء، وهي مراحل يعرفها الأطباء المختصصون، لذلك يلجأون إلى فحص المريض وعمل اشعاعات له لتحديد هذه المراحل.

وأكد أن نسبة الشفاء من السرطان تعتمد على المرض نفسه وعلى مرحلته، فهناك أمراض نسبة شفائها تزيد على الـ %95، وهناك أمراض نسبة شفائها تكاد تكون معدومة، متمنيا على المرضى وأقاربهم ألا يفزعوا بإصابتهم بالسرطان، وهناك الكثير من الأمراض السرطانية قابلة للشفاء، كما أن المريض يعود الى حياته الطبيعية من دون إعاقة.

ولم ينف الصالح زيادة عدد المرضى بالسرطان في الكويت، قائلا: إذا أخذنا الكويت وتسجيل السرطان فيها منذ 30 سنة، فإن هناك زيادة لاشك فيها في مرضى السرطان، وهي زيادة ليست مقصورة على الكويت، بل إن المرض في ازدياد في كثير من دول العالم، وأسباب الزيادة في هذه الأمراض معروفة للكثيرين من التلوث البيئي وعادة التدخين والتعرض لأشعة الشمس بزيادة وتناول الدهونيات المفرطة، ناهيك عن انتشار المواد المشعة في العالم، كل هذا أدى إلى زيادة في نسبة وقوع أمراض السرطان، لافتا الى أن هذه الزيادة صاحبتها زيادة بنسب الشفاء واكتشاف الأدوية وطرق العلاج التي تسيطر على المرض.

ولفت الى أن مرض السرطان غير معد، أما بالنسبة للوراثة فإن هناك بعض الأورام لها علاقة بالوراثة، لكن أغلب أمراض السرطان غير مرتبطة بالوراثة.

وعن الدور الذي تقوم به الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان، قال ان الجمعية أبدت اهتماما كبيرا منذ نشأتها بمكافحة السرطان، فأسست لجنة الأورام في الجمعية عام 1994 التي من أهدافها التوعية، من خلال الاتصال بالجمهور عن طريق المحاضرات والندوات والمعارض باستخدام جميع الوسائل الممكنة، والعلاج الروحي والنفسي لمرضى السرطان من خلال وحدة الإرشاد الصحي، وإقامة المؤتمرات العلمية والمساعدة في البحث العلمي الخاص بمرضى السرطان، إلى جانب إنشاء صندوق مرضى السرطان الذي يهدف إلى مساعدة مرضى السرطان وإعانتهم مادياً واجتماعياً، عن طريق الزكوات والصدقات التي يجمعها للصندوق.

وتابع أن الصندوق قام بإنشاء العديد من المشاريع، من بينها إنشاء مستشفى الرعاية الصحية الذي يقوم على توفير الرعاية اللائقة للمرضى ذوي الأمراض المزمنة، وتقديم الرعاية لهم من الناحية الطبية والنفسية والاجتماعية، لرفع المعاناة عنهم وعن أسرهم، وقد قامت لجنة الأورام في الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، بتبني هذا المشروع الإنساني المهم، وقد أصبح هذا المشروع حقيقة واقعة ومن أهم سمات الكويت الحضارية، وقامت لجنة الأورام كذلك بالتعاون مع لجنة فلسطين الخيرية بالسعي الى إقامة مركز لمكافحة السرطان أطلق عليه اسم مركز الإسراء لعلاج السرطان في مدينة نابلس بالأراضي الفلسطينية لتوفير العلاج الإشعاعي، حيث إنهم يفتقرون إلى مثل هذا النوع من العلاج، كما أنشئت الحملة الوطنية التوعوية لمرض السرطان (كان) بمبادرة من صندوق مرضى السرطان التابع للجمعية، وتهدف هذه الحملة الى خدمة برنامج تعزيز الصحة في دولة الكويت، خاصة في مجال التوعية من مرض السرطان، وأقيمت الحملة برعاية سامية من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت المفدى، وترأستها الأستاذة الدكتورة فايزة الخرافي، وحققت هذه الحملة نجاحات رائعة في مجال التوعية الصحية حول مرض السرطان، ويقوم صندوق مرضى السرطان في الجمعية بتسيير رحلات عُمرة للمرضى، لما أثبتته الدراسات من أن الدعم النفسي والديني للمرضى يقوي مناعتهم ويدفعهم باتجاه تلقي العلاج بصورة طيبة مما يحقق نتائج أفضل، وقد بدأت الرحلات منذ عام 1998 وحتى الآن، ويزداد عدد المرضى المشاركين فيها عاما بعد عام.