رقية القطامي
شهدت أخيراً إحدى تلك الإشراقات التي تمثلت في العطاء الوافر الذي قدمته السيدة الفاضلة رقية القطامي وثلة من الكويتيات، وانتهى بإشهار مبرة رقية القطامي للأعمال الخيرية ومرضى السرطان، وهي تحمل بعداً إنسانيا مختلفاً فقد تخصصت في مساعدة مرضى السرطان من غير الكويتيين.
في ظل الاحباط السائد في البلاد، ومن وسط ما يكاد أن يكون ظلاماً لا نهاية له، ومن خلال الإحساس بالضياع الذي يكاد أن يسيطر على إحساس البشر، في ظل تلك الأجواء التي أوصلنا إليها السياسيون، وربما أشعرونا بأننا ندور في حلقة مفرغة، تبزغ علينا إضاءات وإشراقات ترفع من الروح المعنوية وتمنحنا الأمل مجدداً بوجود مَن يرسّخ قيم الإنسانية في هذا المجتمع، ويُعلي من شأن التسامح، ويرفض التمييز أياً كان مصدره.وفي ظني أن ما يميز المجتمع الكويتي هو قدرته في نهاية الأمر على التحرك في الاتجاه الصحيح، الذي عادة ما يحسم في الانتصار للإنسان وكرامته. وقد شهدت أخيراً إحدى تلك الإشراقات التي تمثلت في العطاء الوافر الذي قدمته السيدة الفاضلة رقية القطامي وثلة من الكويتيات، وانتهى بإشهار مبرة رقية القطامي للأعمال الخيرية ومرضى السرطان، وهي تأتي في إطار أعمال الخير التي جُبل عليها الكويتيون. إلا أن هذه المبرة تحمل بعداً إنسانيا مختلفاً فقد تخصصت في مساعدة مرضى السرطان من غير الكويتيين في تحمل أعباء التكاليف الدوائية العالية، حيث إن مرضى السرطان الكويتيين تتولى الحكومة مصاريفهم. وكانت المبرة قد دعمت خلال السنوات الخمس الماضية شراء أدوية لـ 34 مريضاً ومريضة من 15 جنسية مختلفة. وحيث إن المبرة قد تم إشهارها فليس لنا أن نبارك القائمين عليها ونحثهم على بذل المزيد في طريق الخير والإنسانية واحترام الإنسان المريض أيا كان، ومن أين أتى... فالمرض لا جنسية له.