إن فكرة أن أياً من الأميركيين من ذوي الأصول الإيرانية المحتجزين من قبل نظام طهران، كان في إيران لتجنيد شبكة تمرد تمولها الولايات المتحدة، هي فكرة سخيفة وسط شك وارتياب بأن شبكة من العلماء والمفكرين الأميركيين يعملون على إعداد ثورة مخملية، اتهمت إيران هذا الأسبوع ثلاثة أميركيين من أصول إيرانية بالتجسس. وإذا ما تمت إدانتهم، فإنهم سيواجهون عقوبة الإعدام.
والمتهمون هم هالة إزفاندياري، 67 عاماً، وتعمل مديرة لبرنامج الشرق الأوسط في مركز ويدرو ويلسون الدولي للعلماء، وكيان تاجباخش، 45 عاماً، وهو عالم اجتماع محترم في الكلية الجديدة في نيويورك ويعمل مستشارا في مؤسسة جورج سورس للمجتمع المفتوح وفي البنك الدولي، وبارناز أزيما، 59 عاماً، الذي يعمل صحافيا في إذاعة «فاردا». واتهمت الحكومة ووكالات أنباء رسمية عدة هؤلاء الأميركيين من أصول إيرانية والمنظمات التي يعملون فيها بتعريض أمن الدولة للخطر على أساس محاولاتهم «الخائنة» المفترضة لتعزيز الحوار والتبادل.هذه التهم سخيفة. فالسيدة إزفاندياري التي دعت علماء ورجال دولة من إيران للمشاركة في مؤتمرات وأحداث في الولايات المتحدة، أُنتقدت من قبل البعض في المجتمعين الأميركي والإيراني بأنها لينة جداً تجاه النظام الحالي. كما إن تاجباخش، الذي يدير منظمة «معهد المجتمع المفتوح» التي تزعم طهران أنها «صهيوينة»، لم يُدل بأي استشارة مباشرة تتعلق بالحكومة الإيرانية، فيما تكرس منظمته برامجها الصحية والإنسانية جميعها داخل إيران بتعاون كامل من حكومة طهران، وأحيانا بمبادرة من الأخيرة. فعلى سبيل المثال، دعت الحكومة الإيرانية تلك المنظمة في عام 2003، إلى تقديم مساعدات إغاثة في أعقاب زلزال بام.إن فكرة أن أياً من هؤلاء الأشخاص كان في إيران لتجنيد شبكة تمرد تمولها الولايات المتحدة، هي فكرة سخيفة، مع الأخذ في الاعتبار أن الثلاثة جميعم كانوا في زيارات خاصة، وتحديداً السيدة إزفاندياري والسيد أزيما اللذان يزور كل منهما أمه المريضة.ولا تقف قائمة المحتجزين الأجانب عند هذا الحد، فقد أُعتقل رجل الأعمال الأميركي من أصل إيراني علي شاكري، وهو عضو في مجلس جامعة كاليفورنيا، أثناء عودته إلى الولايات المتحدة في الثامن من مايو (أيضا عقب زيارة أمه المريضة التي توفيت أثناء ذلك). كما إن هناك أميركياً خامساً من أصل إيراني جرى احتجازه، ولم يتم الكشف عن هويته. وقد اختفى عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت ليفنسون في إيران في مارس، وربما يكون قيد الاعتقال، رغم نفي إيران معرفتها بمكان وجوده. وهناك أيضا طالب الصحافة الفرنسي من أصل إيراني مهرنوشي سولوكي الذي مُنع من مغادرة البلاد وفقا لما ذكرته منظمة «صحافيون بلا حدود».هؤلاء الأفراد قيد الارتهان، ويجب على الذين يهتمون باحترام العالم في إيران أن يمارسوا ضغوطا من أجل إطلاق سراحهم.خدمة خاصة لـ «الجريدة»افتتاحية «واشنطن بوست»
مقالات
قيد الإرتهان في إيران
04-06-2007