سئمت من الشهرة وتبحث عمّا هو جديد وغير تقليدي شاكيرا تكرّم ماركيز بتلحينها وتأليفها أغنيات في فيلم مقتبس عن روايته

نشر في 29-11-2007 | 00:00
آخر تحديث 29-11-2007 | 00:00

سئمت شاكيرا من الشهرة. فقد أنهت الفنانة وكاتبة الأغاني الكولومبية الناجحة لتوّها جولتها السنة هذه في 140 مدينة في خمس قارات مؤديةً أغنياتها أمام مليوني ونصف مليون معجب. ولكن النجومية نفسها قد تعوق أحياناً ما يطمح اليه المشاهير.

لذا وضبت النجمة الكولومبية أغراضها وقصدت متخفية جامعة كاليفورنيا بصفتها طالبة في صف تاريخ الحضارة الغربية تحت إسم إيزابيل مبارك وأخبرت زملاءها في الصف بأنها عادت لتوها من كولومبيا.

وتقول شاكيرا بهذا الصدد: «شعرت بحاجة إلى إيقاف نشاطاتي كافة والهروب من حياة الشهرة وعيش حياة طبيعية لفترة من الوقت. وقد أفادني ذلك».

في المقابل، لم يكن تحوّلها من مغنية روك إلى طالبة عادية للاستراحة فحسب وإنما لتأليف أغان جديدة لفيلم «Love in the Time of Cholera». وتلك هي المرة الأولى التي تؤلف فيها شاكيرا الموسيقى لأحد الأفلام، وقد قبلت هذا التحدي تكريماً لكاتب الرواية التي يستند عليها الفيلم، الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز.

يشكل هذا العمل انطلاقة جذرية لشاكيرا من البوب والروك الصاخب إلى الفولكلور الأميركي اللاتيني اللطيف. وقد أعدت الأغنيتين بلحنٍ لاتيني لمحاكاة عصرٍ تاريخي تدور أحداثه في كارتاغينا في حوالي العام 1900.

لا شكّ في أنّ شاكيرا أنجح نجمة لاتينية منحدرة من ثقافتين. فهي تجيد التوفيق بين الإنكليزية والإسبانية بأسلوب غنائي ممتع مشبّع بجذورٍ شرق أوسطية. بيد أن هذه الأغاني تطلّبت منها الغوص في عمق الثقافات لإعادة التواصل مع الموسيقى التي نشأت عليها.

وتقول بهذا الشأن: «كان العمل حماسياً، لأنّه سمح لي بترك عالم البوب لفترة وعدم التفكير في برنامج Top 10 في الإذاعة، وعدم التفكير بأيّ أمرٍ بكل بساطة، بل إطلاق العنان للأحاسيس التي تتدفق من تلك القصص، والتواصل بعمق مع الرموز التي يستخدمها غارسيا ماركيز وانتاج الموسيقى من كل ذلك».

شاكيرا الآن في الثلاثين من العمر، وهي مع ذلك، تبدو أصغر سناً مما كانت عليه عند إطلاق ألبومها الأول باللغة الإنكليزية Laundry Service. ففي ذلك الوقت كانت تدرس خطواتها بعناية أكبر بدءاً من مظهرها وعروضها فثيابها وأجوبتها. أما اليوم، فليس أمامها الكثير لتثبته.

وفي بعض الأحيان تتحدّث شاكيرا، التي تكتب أغانيها الخاصة باللغتين الإسبانية والإنكليزية، تماماً مثل شخصية الفيلم الرئيسة، فلورنتينو أريزا وهو يخط أولى رسائل الحب الى المرأة التي انتظرها لنصف قرن، فرمينا أوربينو، فتجدها عفوية الى أقصى درجة منتقيةً كلماتها بعناية وتلقائية لا مثيل لها.

وحي تتحدّث عن كولومبيا، تجدها تنطق بالإسبانية مستفيضة في التعبير والصور تماماً كما هي حال الرواية التي تعتبرها «إحدى أعظم قصص الحب في عصرنا».

وجاء النقد المتناول للفيلم مؤيداً للفكرة القائلة بأنّ شغف شاكيرا به وسيلة لإعطائها صورة إيجابية عن بلدها، أي عن «لياليه المقمرة وامسياته الهادئة على شاطئ البحر»، وليس عن عصاباته وتجار المخدرات الناشطة فيه. وتعلّق حول الموضوع قائلة: «تلك هي كولومبيا التي أريدها إحياءها في عقول الآخرين. مشاركتي في عمل مماثل فرصة فريدة تثلج صدري».

ماركيز

توضح شاكيرا أنّ ماركيز نفسه طلب منها أداء دورٍ في الفيلم، إلا أن التزامها بأعمال أخرى جعلها ترفض العرض الذي كان ليمثل خطواتها الأولى في عالم التمثيل. مع ذلك، يوضح المنتج سكوت ستايندورف أنّ قرار شاكيرا بعدم المشاركة في الفيلم يعزا تطلّب الدور نوعاً من العري، وهو أمر رفضته النجمة الكولومبية. من جهتها، تقول شاكيرا أنّها تلقت عروض تمثيل عدة، ولكنها لم تجد ما يناسبها مؤكدةً أنّها لا تريد الخوض في عملٍ قد يفشل بسبب انهماكها في مسؤوليات أخرى في عالم الغناء.

من ناحية أخرى، لا تشك شاكيرا في قدرتها على كتابة الأغاني للفيلم. فقد وضعت اللحن أثناء مشاهدتها مقتطفات للفيلم في لندن. وما إن انتهى عرضه حتى راحت تدندن اللحن للمخرج مايك نيويل.

وقد تحولت الدندنة إلى أغنية Hay Amores من نوع البوليرو. واختارت هذا النوع الذي يرقى إلى القرن التاسع عشر لملاءمته العصر الذي تدور خلاله أحداث الفيلم، علماً أنّ البوليرو شاع في أميركا اللاتينية في الأربعينات والخمسينات.

كذلك ألّفت شاكيرا أغنية أخرى بعنوان Despedia على نمط الأنديز الفوركلوري استخدمت فيهها آلاتٍ موسيقية تقليدية. وأوضحت شاكيرا أن الاغنية المذكورة هي «أغنية أحلامها» لأنها طالما رغبت في كتابة أغنية تحاكي «حزن الأنديز».

وتوضح: «استمتعت بتأليف الاغنية رغم أنها أغنية حزينة تتحدّث عن الوداع والموت والخسارة».

يشارك شاكيرا في انتاج هذا العمل الأرجنتيني بيدر أزنار وفي التأليف البرازيلي أنطونيو بينتو. ويعود ريع أغنيات الفيلم إلى مؤسسة Barefoot لمساعدة ضحايا العنف من الأطفال في كولومبيا.

وواكب شاكيرا في العمل خطيبها المحامي وابن أحد رؤساء الأرجنتين السابقين، أنطونيو دي لا روا، الذي مرّت معه، وفق قولها، بكثير من التقلبات فتخطيا المصاعب كافةً.

وحول مدى إيمانها بالحب بمفهومه القديم الذي عكسه الفيلم وكيفية توفيقها بين الرومانسية وثقافة الروك تجيب شاكيرا: «طالما كان عنوان الحب الصبر، فهو ميزة العاشقين بامتياز. من الصعب أن نجد في أيامنا هذه رجلاً يحمل خصائص فلورنتينو أريزا، ولكنني متفائلة. أعتقد أنّ في داخل كلّ منا، وكلّ رجل وامرأة، فلورينتينو وفرمينا مستعدّان لتخطي حواجز الزمن والمكان في سبيل الحب!».

back to top