أم فالح والعام السياسي الجديد... لا يطوفك!!

نشر في 02-01-2008
آخر تحديث 02-01-2008 | 00:00
 سعد العجمي

ما يدهشني هو إلمام أم فالح «المرجلانية» بكل تفاصيل المشهد السياسي الداخلي وحجم ومقدار الثقافة السياسية التي تمتلكها، وكأنها من حملة الشهادات العليا رغم أن تحصيلها العلمي لا يتجاوز مجرد القراءة والكتابة فقط، ودعاني ذلك إلى الاستعانة بها لمحاولة التعرف على طالع وتوقعات العام الجديد.

أم فالح سيدة كويتية في العقد السادس من العمر، تتميز ببنيه جسمانية قويه تجعلها تبدوا أصغر من سنها الحقيقي بعشرين سنة على الأقل، تصرفتها وحركاتها وطريقة مشيها تجعلنا في عرفنا الاجتماعي نطلق عليها وصف «مرجلانيه» أي أنها أقرب إلى الرجولة منها للأنوثة، التقيتها للمرة الأولى قبل أكثر من عام خلال تغطيتي لاعتصام أقامه مؤيدو إسقاط القروض– وهي منهم بالطبع- أمام مجلس الأمة، ومن يومها استمرت اتصالاتها بي بين فترة وأخرى وبشكل شبه أسبوعي. ما أدهشني خلال هذه الفترة هو إلمام «السيدة الرجل» بكل تفاصيل المشهد السياسي الداخلي وحجم ومقدار الثقافة السياسية التي تمتلكها، وكأنها من حملة الشهادات العليا رغم أن تحصيلها العلمي لا يتجاوز مجرد القراءة والكتابة فقط، لكن على حد قولها، فإن رفيق دربها المذياع، الذي استبدلته بالستلايت في منتصف تسعينيات القرن الماضي، ومتابعتها اليومية للصحف، ولَّدا لديها مخزوناً هائلاً من المعرفة.

وكون الصحف قد طالعتنا خلال الأيام القليلة الماضية بأخبار عن أبرز توقعات المنجمين والعرافين للأحداث في العام الجديد 2008، وبما أن أم فالح لها عينان جاحظتان، تجعلانها بالإضافة إلى بنيتها الجسمانية، في خانة «ضرابات الودع وقارئات الكف»، كما هو الحال في حارات دمشق أو أزقة القاهرة، اتصلت بها لأعرف توقعاتها للعام الجديد بعد أن كشفت لها بطريقه ساخرة عن شكي في كونها «عرافة».

كانت أم فالح على قدر السخريه ذاتها، قالت لي: حاضر ياسيدي، أنا الآن «أوشوش» الودع انتظر قليلاً... شهيق وزفير وتمتمات وأصوات غريبة .. نعم نعم اسمع: هناك طلبا لطرح الثقة سيقدم بعد مناقشة استجواب الصبيح، لكنها ستتجاوز حجب الثقه عند التصويت، إلا أن مستوى النقاش بين المتحدثين، مع وضد الوزيرة، سيكون أقرب إلى الحديث العنصري منه إلى الحديث السياسي الراقي... شهر فبراير ياولدي سيحمل أخباراً سارة للبدون، كما أنني أرى في الودع خروفاً سميناً يدخل بيت كل كويتي في الشهر نفسه، وهذا معناه أشياء حلوى في فبراير...

وتابعت أم فالح حديثها: الودع يقول أيضا إن هناك استجواباً فاشلاً سيقدم ضد وزير طويل حل مكان امرأة غير معصومة من الأخطاء، لكنه سينتهي بتوصيات ولجنة تحقيق ومتابعه فقط... ومنتصف العام سيشهد انقساماً وتفككاً لكتلة العمل الوطني على خلفية استجواب سيقدم لوزير يحمل اسمه– كما في الودع– إحدى الجهات الأصلية، سيكون محوره مسؤول في هيئه ماليه مهمه، وسيؤيده نائبان هم الأكبر سناً في الكتلة، ويعارضه الآخرون ...

وتستمر أم فالح في تقليب ودعها، وتضيف: هذه السنة ستشهد فضيحة كبيرة بطلها أحد النواب الذين اشتهروا بالدفاع عن المال العام سيثبت تورطه في قضية تنفيع لأحد الأطراف... كما ستحمل تعينات جديدة في ديوان المحاسبة مشروع أزمة عاصفة بين السلطتين ستتدخل القياده العليا لحسمها بعد حالة صراع بين الحكومة من جهة، وكتلة العمل الشعبي وخمسة من نواب العمل الوطني بينهم نواب التحالف الثلاثة من جهة أخرى... عام 2008 سيكون فالاً سيئاً على نائب يترأس لجنة برلمانية حساسة، أراه في الودع يسقط في بئر وهناك مجموعة من البدون وضحايا الديون يمنعون رجال الأمن من إنقاذه... الودع يابني يقول إن شخصية مهمه جداً جداً لن تترشح للانتخابات المقبلة إذا اكتمل الفصل التشريعي الحالي، لكنها ستترشح إذا حُلَّ المجلس هذا العام وجرت انتخابات جديدة... كما يتضح لي من الودع أن هناك مناصب سياسية على مستوى عالي سيعاد....... فجأه تصرخ أم فالح وينقطع الخط، بعدها بخمس دقائق بعثت لي بالرسالة التالية «حسبي الله عليك... احترق غدا العيال».

back to top