وجهة نظر:2008
انتهى عام 2007 بارتفاع قدره %34 بالنسبة للمؤشر الوزني الرئيسي، و%30 لمؤشر غلوبال والساحل، وهذه ارباح تعتبر ممتازة قياساً بأداء 2006، كما أن 2007 اوصل مؤشر السوق السعري الى مستوى قياسي تعدى 13 الف نقطة، الى مستوى 13.157، وحقق تداولات قياسية لم نعهدها بلغت 37 مليار دينار كويتي، واحجام تداول بلغت اكثر من 70 مليار سهم، من خلال اكثر من مليوني صفقة، وتم ادراج 16 شركة جديدة ساعدت على وصول قيمة السوق الى مستوى يفوق 58 مليار دينار كويتي، كل ذلك أرقام تتحدث عن نفسها وتشترك في ميزة واحدة، هي انها حدثت في عام 2007 ولم تحدث قبله. ماذا عن 2008؟ سيرتفع السوق أم سينخفض؟ السوق لديه فرصتان، وهذا يعتمد على عوامل عديدة أهمها أرباح الشركات، التوسعات الخارجية، حصص السيطرة، سعر الفائدة، سعر النفط، وضع الحكومة، وضع المجلس، ايران، العراق، هيئة سوق المال، فضائح الشركات المدرجة، المشاريع الكبيرة المجمدة، الاسواق العالمية، سعر الصرف مقابل الدينار، التوزيعات، شهية المضاربة... كلها عوامل ستحدد اتجاه السوق، لكن اذا كنا نتحدث عن عوامل فنية متعلقة بالسوق، فهناك فرص كثيرة للارتفاع، اهمها أنه سيتم تخفيض الفائدة، لان «المركزي» في مأزق كبير أمام ما يحدث، مع استمرار حجم السيولة المرتفعة، كما ان أزمة الرهن العقاري الأميركي ستجعل من الخليجيين الأفراد أكثر حيطة وابقاء لسيولتهم داخل المنطقة، كما حدث بعد سبتمبر 2001، وكذلك سعر النفط الذي من المتوقع أن يبقى مرتفعاً ما فوق الـ 80 دولارا طوال العام.
أما العوامل الاخرى المحيطة بالسوق التي قد تؤثر سلباً على ادائه وتجعله ينخفض بقوة، فهي بقاء الحكومة الحالية والمجلس الحالي، وتجميد المشاريع التنموية الكبرى، كذلك أزمة ايران اذا ما طلت علينا مرة اخرى، كما ان انشاء هيئة سوق المال سيحد من المضاربة واللعب، وبالتالي قد ينخفض السوق فور تنفيذ قانون انشاء السوق، اذا ما تم اقراره مع بداية العام الجاري. أما العامل الذي سيقلب الموازين ويغير من خريطة السوق، فهو اذا تم حل مجلس الأمه حلاً غير دستوري، ففي هذه الحال سيرتفع السوق وستضخ الحكومة أموال الهيئة، كما فعلت قبل عامين، وعند كل حل، بل ستقوم الحكومة بتنفيذ كل المشاريع العالقة والمجمدة، وستعمل على انجاز كل القوانين بسرعة لا مثيل لها، وستوظف الجميع وستزيد الرواتب لدرجة انها ستجعل المواطن يلعن اليوم الذي ظهر به مجلس الأمة، والكل سيصفق لمؤشر السوق، هذه هي حال السوق عام 2008. عموماً، كلها توقعات قابلة للخطأ والصواب، وما هو أهم من التوقعات، واقع الاقتصاد الكويتي الضعيف، مقارنة مع اقتصادات المنطقة المتألقة. وواقع الفكر الضيق، بل أكثر ما هو أهم دونية النفس على حساب الوطن. كل عام وانتم بخير.