بس... تكفون
اليوم نحتاج إلى العمل أكثر من الكلام... وبالعمل لن يظل هناك فساد ورشاوى وواسطة وفرعيات وسرقات... لنعمل ونقلب المثل الشعبي ليصبح «الروس قامت والعصاعص نامت»!! لم يبذل المختصون الاجتماعيون والنفسيون في الكويت جهداً يذكر لكشف شخصية الكويتي... التي تبدو لي مبعثرة غير قادرة على التركيز حتى في الأحاديث العامة، وأتكلم هنا عن ظاهره شبه عامة، فما إن تبدأ الحديث عن موضوع زحام السيارات، حتى تجد نفسك قد وقعت في موضوع مسجد البهرة! الكويتي مدعـو - بجد - لبناء علاقة إيجابية مع العيادات النفسية... لأنه من غير المعقول أن يعيش مواطـن في بلد رواتب وظائفه عالية، ويسافر «صيف وترك»، وأموره بشكل عام جميلة... أقول من غير المعقول على هذا الإنسان أن «يتحلطم على طول»! في بعض الأحيان يحاول من تُجالسه أن يبدأ بحديث فيه تذمر من الوضع العام، وتجد نفسك من باب المجاملة تسايره في التهويل، برغم عدم اقتناعك بما يقول... ألاحظ كثيرا الشكوى من الواسطة، وهنا التناقض بعينه، يشتكي أحدهم من أن الواسطة مرض مستشر ٍفي البلد، وفي الوقت نفسه تراه يؤكد حصول ابنه على واسطة وتم تعيينه في كلية الشرطة، برغم عدم انطباق شرط (الطول) عليه! مبالغات لا تنتهي... أعود إلى الوضع العام... البلد فيه فساد، هذا صحيح، وسمو الأمير أعلن هذا، وكل الدول فيها فساد، لكن الفرق في محاربته، بدءاً من البيت إلى المجتمع. أنا أرى نصف الكوب مملوءاً... في البلد شباب واعد، نذكر منهم من خيَّم في ساحة الإرادة، حتى جاءت الدوائر الخمس... عندنا كتّاب مؤثرون مثل؛ الصالح والديين والجاسم والدعيج... وصحافيون نشطون مثل؛ جاسم الشمري وعبدالمحسن جمعة... وناشطات في السياسة مثل رولا دشتي وفاطمة العبدلي. عندنا شباب نقابات واعون لما يحدث في الساحة... والمجلس يضم نواباً جديرين بالاحترام مثل الصرعاوي والراشد... المجتمع المدني يضم 80 جمعية نفع عام تشتغل في أكثر من 60 موضوعا، آخرها الشفافية والدفاع عن المال العام... القضاء لدينا يحاكم الشيوخ... ويحكم لوافد ضد مواطن. عندنا كفاءات جريئة وناشطة بصمت... عبدالرحمن السميط وغانم النجار وأوراد الجابر .. وشخصيات كثيرة لها دورها وعملها. اليوم نحتاج إلى العمل أكثر من الكلام... وبالعمل لن يظل هناك فساد ورشاوى وواسطة وفرعيات وسرقات... لنعمل ونقلب المثل الشعبي ليصبح «الروس قامت والعصاعص نامت»!