الثوب البحريني... إصلاحي

نشر في 18-09-2007
آخر تحديث 18-09-2007 | 00:00
 د. ندى سليمان المطوع مع إطلالة دول الخليج على عصر جديد من العولمة والانفتاح، وإدراكها لما يتطلبه ذلك من تطوير للبرامج السياسية والاقتصادية معاً لترفد بنظم سياسية مستقرة، برزت مفاهيم الإصلاح السياسي وارتبطت بآليات التحديث وبرز دور مملكة البحرين ليضفي عليها ذلك نكهة خليجية مميزة، ويرسم للمسيرة الديموقراطية الخليجية ملامح فتية وعزيمة ذاتية للتطوير.

اللافت للنظر هو اعتبار العديد من راصدي مؤشرات الإصلاح السياسي الخليجي، أن «البحرين» نموذج لتحديث النظام السياسي والاقتصادي، فتطور عملية الإصلاحات التي مرت بها مملكة البحرين وتجسيدها للتطوير في مؤسساتها وهيئاتها الإدارية والشعبية معا، ألبساها ثوب الإصلاح. لو بدأنا «تشريعياً» من مرحلة المجلس النيابي البحريني الواحد، والذي عُلقت أعماله في منتصف السبعينيات، وانتقلنا إلى مرحلة مجلس الشورى في بداية التسعينيات والذي كان مثل هيئة استشارية ضمت ألواناً متنوعة من أطياف الشخصيات البحرينية القيادية منها والسياسية.

بعد ذلك، دخلت مملكة البحرين مرحلة الاستفتاء العام بشأن الميثاق الوطني الجديد، وهو عبارة عن وثيقة جمعت رؤى مختلفة بشأن أسس العمل الوطني، وأفكاراً لتعديل الدستور البحريني واستحداث نظام المجلسين؛ مجلس منتخب للنواب، وآخر معين للشورى كان سبباً لاعتراض بعض الجمعيات السياسية. وشارك في الاستفتاء رجال ونساء، حتى بلغت نسبة من صوت بالموافقة على مشروع الميثاق الوطني %90.4.

لا شك أن الإمارة الخليجية الشابة نضجت، فأصبحت «مملكة»، وشعرت بالحاجة إلى تعديل دستورها فدمجت التغييرات التي أقرها الميثاق في الدستور المعدل في عام 2002، وأرادت إنصاف المرأة فأقرت الحقوق السياسية للنساء، وبدأ البحرينيون والبحرينيات مرحلة الاستعداد لخوض انتخابات المجالس المنتخبة، البلدية منها والنيابية، وأصبح تطوير النظم التشريعية والممارسات السياسية وتنظيم الجمعيات السياسية الشغل الشاغل للأكاديميين والباحثين، وانتقلت «دلمون» من مرحلة الأحلام إلى الواقع في مزاج من «الانتعاش السياسي» والاجتماعي وفصول من «الربيع الديموقراطي»، وهي حالة طبيعية بعد انطلاق المشاريع الإصلاحية وبلا شك فالمتابع لمشروع الملك حمد بن عيسى الإصلاحي يشعر بمردود سياسته لدى الرعية بالداخل واكتسابه قدرا من الثقة بالخارج... وللحديث بقية.

كلمة أخيرة: «يمه... أنا مو رايح المدرسة اليوم... أنا رايح المقبرة»... ذلك نص الرسالة الهاتفية التي وصلتني من ابني ناصر، في مستهل هذا العام الدراسي الجديد... والذي استقبله وزملاؤه بالحزن والأسى بعد ان حصدت شوارع الكويت أرواح الشبان الثلاثة الأسبوع الماضي... خاص، العزاء لأسر الشباب «حمود ويوسف وعبدالله»... تغمدهم الله بواسع رحمته و ألهم ذويهم الصبر والسلوان.

back to top