هيفاء وهبي: أنا مقاتلة وأرفض الهزيمة
كانت ولا تزال المرأة الاشهر والأجمل في الوسط الفني العربي على الاطلاق. قيل فيها الكثير وعنها الأكثر، لكن يمكن اختصارها بكلمة واحدة (الهيفا) أو فينوس القرن الحادي والعشرين. لها راهناً فيديو كليب «مش قادرة استنى» الذي احدث ضجة وفتح الباب على مصراعيه أمام جدال عقيم حول استغلالها بعض الرموز الدينية. تردّ الهيفا على الأسئلة كافة، كعادتها بوضوح ومصالحة مع النفس، واضعة حداً للقيل والقال إذ وحدها تثير الضجة حولها أينما حلت.
كنت على مألوفك حديث الساعة بعد الكليب الجديد «مش قادرة استنى» وما أثير حوله من استغلالك لرموز دينية لدى الطائفة المسيحية الكريمة؟
هذه الاساليب مرفوضة على الصعيدين الانساني والفني. احترم الناس جميعاً بغض النظر عن انتمائهم الديني أو العقائدي وأبتعد عمّا يمكن أن يثير أيّ نوع من العصبية. أقدم فناً لا اكثر ولا اقلّ وأرفض تحقير احد. يساهم الفن في تهذيب النفس ورفع شأنها لا العكس. كيف يستقبلك الجمهور في الخارج، خاصة ان جولاتك في أستراليا وماليزيا كانت حديث الوسط الفني؟ في ماليزيا حضر الحفل الذي احييته ملك ماليزيا سلطان حجي احمد شاه باهامغ وعقيلته ملكة ماليزيا سلطانة حاجة كلثوم. لم اكن اعلم ان الملك والملكة سيحضران الحفل إلى ان علّمتني احدى خبيرات البروتوكول الملكي الماليزي طريقة تحية الشخصيات الرسمية الماليزية وما لبثت أن فوجئت بحضورهما. أما في استراليا فإن الجمهور استقبلني بحفاوة بالغة وبترحيب كبير. استغرب انني في وقت أُستقبل بحرارة في الخارج كفنانة لبنانية أُفاجأ ببعض أهل بلدي يحاول التجريح بي. أنتِ راهناً على عتبة جديدة في حياتك الفنية وتستعدين لأول بطولة سينمائية، الا تخشين هذه الخطوة ؟ أنا مؤمنة، اتكل على الله وفي الوقت نفسه أخطط لحياتي الفنية. لم اصل بسهولة الى ما وصلت اليه، بل عانيت كثيرا ولا أزال، لكنني صامدة بوجود كثر بحبونني ويساندونني وفي الطليعة جمهوري والعائلة والاصدقاء وأهل الصحافة. تهيأت لهذه الخطوة وما زلت، من خلال متابعة الفن السينمائي والمواظبة على بعض التدريبات حول كيفية الاداء وما هو متعارف عليه في ورشة الممثل. ما زلت في بداية طريقي في عالم التمثيل. اتمنى أن يوفقني الله. في خضم السفر المستمر والنجاح والشهرة، أين هيفاء الانسانة؟ في داخلي، لا تنفصل عن هيفاء الفنانة. خارج ضغوط العمل اجلس وحدي أحياناً. أفكر في الاشياء بعيدا عن أي تاثيرات خارجية. انت من عشاق البحر؟ انا من مواليد برج الحوت، أي انني مخلوق مائي. أحب البحر كثيرا وأهوى القراءة على شاطىء البحر. أعتقد أن اللجوء إليه وسيلة فضلى للهرب من ضغوط الحياة اليومية. هل لديك وقت للقراءة؟ أخلق الوقت للقراءة وممارسة الرياضة التي تشكل جزءاً من الحياة الصحيّة للانسان. القراءة غذاء الروح والرياضة غذاء الجسد. هل ما زالت دموعك سخيّة ام صرت أكثر صلابة مع الايام والخبرة؟ أحاول أن اكون صلبة لكنني افشل باستمرار. أي شيء يبكيني: الظلم والقهر والحروب المستمرة. بما انك مدمنة قراءة ماذا تقرأين في هذه الفترة؟ لن ادعي إدمان القراءة بسبب كثرة اعمالي واسفاري لكنني احرص على القراءة خاصة حين اكون في الطائرة. تتنوّع قراءاتي وتتعدد. قد اقرأ اليوم رواية طويلة ثم ألجأ الى مجموعة قصص قصيرة او إلى قصائد. آخر ما قرأت كتاب «دع القلق وابدأ الحياة» عن تعليم الانسان كيفية مواجهة صعوبات الحياة. تعلمت منه؟ انا في حالة تعلّم مستمر. أيّ انسان يهمه التقدم على الصعيدين الانساني والعملي . التعلمّ من كل شيء ومن أيّ شيء. تخافين من المستقبل؟ المستقبل بيد رب العالمين والمؤمن لا يخاف. اتكل على ربي ودعوات والدتي. اسير إلى الامام من دون الالتفات إلى الوراء. لا اريد ان يعطل أحد مسيرتي . هل أنت قوية الشخصية؟ أنا مقاتلة. أكره الهزيمة والروح الانهزامية . مقاتلة من ناحية وسريعة البكاء من ناحية ثانية كيف تفسرين هذا التناقض؟ انا قوية حين تدعو الحاجة. لا يمكن ان اسكت في حال اعتدى عليّ احد لكن في الوقت نفسه املك كما كبيراً من الحنان الذي يترجم بالبكاء حين اعجز عن مساعدة الآخرين . لكن معروف عنك مساعدتك للاخرين باستمرار؟ (بحدة) لا احب التحدّث في هذا الوضوع . ليس فعل الخير او المساعدة برسم الاعلان والاعلام . ماذا علمك الحادث الذي تعرضت له وانت تقومين بتصوير عملك الاخير؟ علمني أشياء كثيرة، أولها ان ايماني العميق بالله هو الذي انقذني. كما احسست بكمّ الحب الكبير الذي يحيط بي سواء من الجمهور أو من اهل الصحافة. الجميع اهتم بي وأحاط بي. احمد الله على هذه النعمة الكبيرة، نعمة الحياة وحب الناس . ونعمة الجمال؟ الجمال هو جمال الروح والله هو جمال الروح الذي ينعكس على الجمال الخارجي. لو انعم الله علينا بهذا الجمال لوجب علينا المحافظة عليه بالوسائل كافة. كيف تحافظين عليه؟ بالنوم جيدا وشرب الماء والمواظبة على الرياضة.كذلك باستعمال الكريمات للعناية بالبشرة وعدم الاكثار من المساحيق الا عند الضرورة. لا الجأ إلى الماكياج الا لمناسبة حفلة او ظهور تلفزيوني أو تصوير. اناقتك محط انظار الجميع، كيف تختارين ملابسك؟ أختار ما يناسبني من الملابس من دون التمعّن بالماركات. اميل الى «السبور» و{السبور شيك». اما بالنسبة إلى ملابس السهرة فثمة مصممون كبار يحرصون على اظهاري بأبهى حلة . كان الثوب الذي ارتديته في الحفل الملكي في ماليزيا رائعا. إنه من تصميم المصمم اللبناني العالمي ايلي صعب خصيصاً كي أظهر فيه في «برنامج الوادي» لكنني لم اتمكن من ارتدائه. حين سافرت الى ماليزيا وجدته أكثر ملاءمة لتلك المناسبة. سألتني ملكة ماليزيا هامسة عن ذلك الثوب حين حييتها فقلت لها إنه من ابتكار ايلي صعب، مصمم عالمي من بلادي. كيف تصفين علاقتك بالصحافة؟ جيدة جدا ومعظم الصحافيين اصدقائي. هذا لا يعني اننا نلتقي ليل نهار، لكن يكفي ان المودة والاحترام هما اللذان يحكمان علاقتنا بعضنا مع البعض الآخر، وهذا كافٍ لبناء علاقة صحية وصحيحة بيننا. نجوميتك نابعة من الذكاء أو من الجمال أو من الحظ أو من الموهبة؟ خليط من كل شيء، ناهيك بالمثابرة والاجتهاد والرغبة في اثبات الوجود. راهن كثر على قصر حياتي الفنية قائلين إنني لن اعمّر طويلا وها انا حاضرة ومستمرة بفضل الذي ذكرتِه. تكلمنا عن اشياء كثيرة إلاّ عن القلب؟ (ضاحكة) ينبض باستمرار. هذا أمر طبيعي؟ بنبض بحب الناس، بالامل، بالمستقبل. لا اكثر ولا أقل. أطلق على هذه الفترة فترة البناء . ما أحلامك؟ كبيرة وكثيرة. ما زلت في البداية. اتمنى تقديم كل ما يسعد الناس من فن جيد وراقٍ يحترم عقل الجمهور وذوقه.