Ad

اقتران عملية تجنيس ياسر الصبيح باسم الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله يجب أن يلجم الألسنة والأقلام كافة التي تخوض في موضوع تجنيسه إذا كنا نمتلك الحد الأدنى من احترام الذات، تقديراً لمقام الشيخ سعد، وبعيداً عن الخوض في جدلية أين كنا؟ وأين كنتم؟ وماذا فعلنا؟ وماذا فعلتم في 2/ 8؟

حالة الاحتقان الاجتماعي والسياسي التي تمر بها الكويت منذ فترة لم تكن بحاجة إلى مزيد من التطورات التي صبت الزيت على النار كما هي تداعيات ملف التجنيس ، على اعتبار أن الوضع لا يحتمل أكثر مما هو عليه ، حتى بات خطر الانقسام والتشرذم يتربص بوحدتنا الوطنيه أكثر من أي قت مضى.

من هنا.. فإن التعامل مع كشف التجنيس الأخير، لا سيما قضية تجنيس السيد ياسر الصبيح، كان مثالاً صارخاً على تغليب المصالح «الضيقة» على المصلحة العامة من قبل بعضهم، وخصوصاً وسائل الإعلام التي، للأسف الشديد، ضرب بعضها بمبادئ المهنية عرض الحائط.

في البداية لابد من التأكيد على مسألة شديدة الأهمية، وهي أنه إذا كان السيد ياسر يستحق الجنسية الكويتية، فهو ليس الأول الذي يحصل عليها، والعكس صحيح، أي أنه إذا لم يكن يستحقها فهو ليس الأول أو الأخير الذي سيحصل عليها والشواهد كثيرة، لذلك فإن الضجة المفتعلة حول هذه القضية ليست مبررة ولا تتلاءم من حيث الحجم مع أهمية الموضوع.

في اعتقادي الشخصي وبعيداً عن الروايه الرسميه للمسؤولين الأمنيين، أو حتى الشخصية للسيد ياسر، فإن اقتران عملية تجنسيه باسم الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله يجب أن يلجم الألسنة والأقلام كافة التي تخوض في موضوع تجنيسه إذا كنا نمتلك الحد الأدنى من احترام الذات، تقديراً لمقام الشيخ سعد، وبعيداً عن الخوض في جدلية أين كنا؟ وأين كنتم؟ وماذا فعلنا؟ وماذا فعلتم في 2/ 8؟

إن تسخير كوادر وطاقم ووقت ومساحة مؤسستين إعلاميتين كبيرتين، بأجهزتها المرئية والمقروءة للخوض في أحقية أن يصبح ياسر الصبيح كويتياً من عدمه في حرب إعلامية مفتوحة، وجعل هذا الموضوع القضية الرئيسية بالنسبة إليهما، كشف لنا مدى النظرة الضيقة التي يتعامل بها بعضنا مع القضايا الحساسة التي تتداخل فيها الجوانب الوطنية والأمنية والاجتماعية، وهي الطريقة والأسلوب اللذان أوحتا للقراء أو المشاهدين أن موضوع تجنيس «ياسر» تحول من قضية فنية إلى سياسية، اقحم فيها الشيخ جابر الخالد والشيخ أحمد النواف، وهو ما نتمنى أن ينتبه إليه «الشيخان» ويفوَّتا الفرصة على مَن يتصيد في المياه العكرة.

تُرى ماذا كان سيحدث لو أن قناة «الجزيرة» أو «الحرة» أو «العربية» أو «BBC» هي التي أثارت تلك القضية؟... وقتها سينعق الناعقون من كتابنا ومثقفينا وبعض ساستنا، وستنصب المشانق، وسيعلو العويل، وستعاد مجدداً ترديد الأسطوانة المشروخة عن الدور المشبوه لبعض القنوات في ضرب الوحدة الوطنية وتعمد الإساءة إلى الكويت وأهلها؟! أما اختراق بعض القنوات المحلية حواجز السرية وحصولها على وثائق أمنيه مهمة وعرضها على الشاشة، والسعي للنيل من النسيج الاجتماعي، فهو في نظرهم عمل احترافي مهني، وهنا تتجسد حالة «ازدواجية المعايير» لدى الكثيرين.

على كل ليعلم ياسر الصبيح وغيره من الكويتيين بالتأسيس أو التجنيس، أن المواطنة الحقة ليست أوراق وثبوتيات مختومة ومعترف بها رسمياً، فالمواطنة، ممارسة على أرض الواقع، عمادها حب الكويت والتضيحة من أجلها، وهو ما نعتقد أن السيد ياسر قد قام به باعتراف أصحاب الشأن، أما أولئك الباحثون عن المنغصات والراقصون على آهات المصائب وتجار الأزمات، فنقول لهم «كفوا عن الخوض في هذا الحديث إكراماً لتاريخ ومقام سعد العبدالله».