Ad

قضية التغير المناخي من القضايا العالمية المثيرة للجدل... واللافت للنظر غياب صوت المنظمات الخليجية الشعبية المختصة بالشأن البيئي وحماية الإنسان وغياب أعضاء المؤسسات التشريعية، وكأننا لسنا معنيين بالانبعاثات الغازية ولا بالوقود الأحفوري.

«خطف مشروع الإصلاح السياسي الأضواء لدى إعلانه... ولكن مايستحق الاهتمام اليوم هو الإصلاح الاقتصادي»... د. محمد الأنصاري في مقالة نشرتها صحيفة «الأيام» البحرينية.

• المحطة الأولى... البحرين

مقالة استوقفتني لكاتب في صحيفة «الأيام» البحرينية... سرد من خلالها قصة الإصلاح في البحرين وأهمية الإصلاح الاقتصادي كمرحلة مهمة بعد الإصلاح السياسي... والمشروع الذي دشنه الملك حمد بن عيسى آل خليفة والذي تناول الاصلاح السياسي والحاجة إليه آنذاك، ويظل الإصلاح الاقتصادي هو الاستحقاق المنتظر.

فالحرية السياسية ليست نهاية المطاف للمسيرة الوطنية البحرينية والحريات السياسية، حسب رأي الكاتب، لا تصنع خبزاً، وإن كانت تساعد على صنعه وتمهد الطريق لسلاسة توفيره.

وتناول الكاتب أيضا قضيه مهمة وهي المشروعات الاقتصادية... فليس المطلوب مشروعات ذات ربح عال ينفع القلة من الطبقة التجارية، وتلك هي سمة الدول النفطية قليلة السكان كثيرة الموارد والوافدين، إنما المطلوب إشاعة الرخاء ليشمل الأغلبية من أهل البلاد. فالطفرات المالية لا تزيد إلا قلة الإنتاجية... والرسالة التي وجهها ملك البحرين إلى شعبه، وهي قراره السامي بزيادة مسؤوليات المؤسسات الخيرية الملكية لتشمل المزيد من أبناء المملكة وزيادة رواتب العاملين، تدق جرس تنبيه لفعاليات المجتمع الاقتصادي بضرورة سد هذه الفجوات في البناء الاجتماعي وضرورة تحريك المجتمع لتحقيق حصانته الذاتية بنفسه.

ويدعو د.الأنصاري إلى تنشيط السجل التطوعي بقوة للحفاظ على السلم الاجتماعي ويطالب بما يسمى «شراكة الرخاء» لإعادة الحياة للطبقة الوسطى البحرينية، وذلك لأن الطبقة الوسطى في أي مجتمع حديث هي البيئة الحاضنة لآفاق التطور والتجديد. فالإصلاح بالنهاية مسؤولية مشتركة بين الدولة والبرلمان والقطاع الخاص أيضاً لمصلحة الجميع، ويجب ألا يتخلى طرف عن المسؤولية... شخصيا اتفق مع الكاتب، وأضيف إلى ذلك أننا وبعد إصلاح النظام الانتخابي الكويتي وتعديل الدوائر الانتخابية وحصول المرأة على حقوقها السياسية... يجب أن يكون الإصلاح الاقتصادي عنوان المرحلة القادمة.

• المحطة الثانية... نيويورك

«لقد انتهى زمن الشك... وتوصلت المجموعة الحكومية إلى أن أزمة المناخ تزداد سخونة... والسبب الرئيسي هو... الإنسان»

قد يبدو للقارئ أن التصريح لمسؤول كويتي في أثناء أزمة سوق المناخ بالثمانينيات، ولكن الكلمات لبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في القمة الاستثنائية التي عقدت في نيويورك قبل عدة أيام تحت مسمى «المستقبل بين أيدينا والتغييرات المناخية تحد يواجهه قادتنا».

ازدحمت أروقة الامم المتحدة برؤساء دول ووفود رسمية وشعبية عالمية للمشاركة في قمة تغيير المناخ، بهدف التوصل إلى اتفاق يحل محل «بروتوكول كيوتو»، الذي يُلزم الدول بخفض نسب انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وخصوصاً تلك الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، بعد أن أصبحت قضية التغير المناخي من القضايا العالمية المثيرة للجدل... واللافت للنظر غياب صوت المنظمات الخليجية الشعبية المختصة بالشأن البيئي وحماية الإنسان وغياب أعضاء المؤسسات التشريعية، وكأننا لسنا معنيين بالانبعاثات الغازية ولا بالوقود الأحفوري.

* كلمة أخيرة...

تمنينا أن تشكل لجان «لحصر الكفاءات»... وفوجئنا بتشكيل لجان لحصر «البويات»... ولم نستغرب، فالمسألة بكل بساطة ... اختلاف في الأولويات.