حينما نتحدث عن لجنة «تعزيز الوسطية» التي أنشئت في يوليو 2004، فإننا نتحدث عن وجود تطرف ديني راسخ في المجتمع الكويتي نما وترعرع في الربع قرن الماضي، وتحديد منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي الذي دشن بثوره راديكالية في ايران، قادها الخميني.
نقول بوجود التطرف لسبب بسيط نلخصه في سؤال وهو: إذاً لماذا شكلت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية هذه اللجنة؟ والجواب كما يشير وكيل الوزارة في حديث له لوكالة الانباء كونا، نشر في 18 ابريل من العام الحالي، هو تحديد واقع وحجم وخطورة مشكلة التطرف، إضافة الى البحث عن جذور المشكلة وحقيقتها، وحجمها لتتم معالجتها بعمق. هذا هو حديث د. فلاح، إذا نحن متفقون على وجود التطرف، الديني أو الفكري، لكن على الصعيد العملي، اذا فعلت هذه اللجنة التي رصد لها بضعة ملايين من الدنانير منذ تأسيسها.الاجابة: ان الذي تم دون مستوى الطموح، فهي لا تزال تدور في فلك الندوات والمناقشات والمؤتمرات وطباعة الكتب والبوسترات.بالطبع الكل يدرك ان المركز العالمي للوسطية جاءت بعد أحداث دامية، قادها متطرفون كويتيون في المجتمع، وكانت النتائج، اصطدامها مع قوات الأمن وقتل ضحايا من الطرفين... وارتبط فكر هذه الخلايا بعدد من الأفكار المناهضة للوجود الأميركي في المنطقة، والتي يمتد خيطها الى المملكة العربية السعودية، حيث قادت الحكومة هناك حملات أمنية واسعة وشرسة ضد متطرفين.لجنة الوسطية لم تقم - ولا ندري إن كانت تنوي فعل ذلك - بالالتقاء أو فتح حوار علني مع اصحاب هذا الفكر في الكويت، يعني هي تتحدث عن تطرف من دون متطرفين وهذه مفارقة!!في اليمن كما في السعودية تم تدشين قنوات حوار مع المتطرفين لديها، وجاءت النتائج ايجابية بعودة الكثير منهم الى جادة الصواب من خلال فهم صحيح للدين، واشترك في هذا الجهد قضاة ودعاة ومسؤولون كبار في كلا البلدين... فأين لجنة الوسطية الكويتية من هذا العقل الجريء، والذي يعتمد على المواجهة!!وما دام د. الفلاح ذكر في حديثه ان أقوى سبب للتطرف هو الدين، وأقوى سبب للتحرر من التطرف هو الدين ذاته فإن هذه المقولة الجميلة تحتاج الى عمل... وعمل جبار يصب في خانة القراءة الانسانية والتسامحية والتنموية لنصوص القرآن الكريم.م. ع
قضايا
الوسطية
05-07-2007