«أنا العزيز اللي

Ad

على الكون مامر

من لابةٍ فوق

البشر والخلايق

تكرّ يوم اللاش

وقت الوغى فر

تحلّ عقدة كل

من كان ضايق»

ههههههههههههههه...طيّب.. وبعدين؟!!

ولماذا أبناء هذه «اللابة» فوق خلق الله جميعا؟! وهل هؤلاء الذين فوق، هم المقصودون في رائعة أحمد عدوية التي يقول مطلعها (يا أهل الله ياللي فوق... ماتطلّوا على اللي تحت)؟!

وهل لمفردة «اللابة» هذه علاقة بجملة « لا آبه» أي لا أهتم؟!

أي... لا يأبه بمشاعر الآخرين، ولا بسخريتهم من هذا المنطق العجيب، وبما أنه لا يأبه بالمشاعر فهو بالضرورة لا يأبه بالشعر؟!!

الشعر... هذا الرائع الجميل الذي يجعلنا نتجاوز أفقنا المحدود الى آفاق أكثر رحابة ونقاء، الشعر الذي يمنح أكفّنا أعشابا خضراء لتزهر الكفوف الأخرى التي تصافحها، الشعر الذي يندّي أرواحنا لتصبح قادرة على التصالح مع الذات ومع الآخر، الشعر الذي يجعل أنفسنا أصفى من ماء المطر المخبأ في جيوب الغيم، أبناء «اللابة» هؤلاء يحوّلون الشعر من سَكيْنة تزيل الغبار عن قلوبنا لتصبح قادرة أكثر على الحب، إلى «سكّينة» تدمي هذه القلوب وتملؤها بالشوك والنفايات والعلب الفارغة.

أبناء «اللابة» هؤلاء عادوا بالشعر مئة سنة ضوئية إلى الوراء، حيث بدائية المفاهيم، عاد أبو جهل على أيدي هؤلاء إلى الحياة مرة أخرى عن طريق الشعر ليمارس عنجهيته البغيضة، وينفث السم من نفسه المريضة.

المؤلم أن الإعلام مشرع على مصراعيه لأبناء «اللابة» يعيثون به كيفما شاؤوا فسادا، بل إنهم يُكافؤون على أفعالهم الشنيعة بالتصفيق والتهليل والتطبيل! لينتفخوا أكثر...

من قال إن الأجساد الميتة وحدها تنتفخ؟! حتى المشاعر الميتة تساهم بانتفاخ الأجساد، بل تمنحها الرائحة النتنة نفسها لتصبح كالجثث المتعفنة إلا أنها تتنفس وتسير على قدمين.

ومن قال «إن حامل الكفر ليس بكافر» على حق، إلا أنه لم يكمل بقية الجملة التي تقول: ولكنه قد يكون أحمق، أو غبيا، أو جاهلا، وربما كلها جميعا! إذ ليس من المعقول أن يحمل المرء رسالة لايؤمن بمحتواها، أو على الأقل أن يكون على معرفة بها، لذا فإن الإعلام الذي يصدّر لنا أبا جهل عن طريق أبناء «اللابة» مسؤول مسؤولية كبيرة عن فساد ذائقتنا وأرواحنا.