الشخصية الكويتية - 2
السمات الأخرى للشخصية الكويتية، هي السطحية والسلبية الممزوجتان بدرجة غريبة من الغرور والعنجهية؛ إذ يكفي أن تنصت يوما إلى حديث بين شباب في الديوانية أو سيدات في حفلة شاي لتفهم ما أعنيه بدرجة السطحية في رؤية الأمور وفي تفهّمها. فمعظم المعلومات تأتي من وكالة «يقولون» دون الحد الأدنى من التحليل أو التفكير النقدي.في الجزء الأول من هذه السلسلة من المقالات تطرقت إلى الاكتئاب وعدم القدرة الخالصة على التمتع بالحياة، وذلك لعدم قدرتنا كأفراد على إيجاد وصياغة معان لحيواتنا.وأود أن ألفت الانتباه مرة أخرى إلى أنه من الخطأ التعميم والتمييز، فالتالي وصف لما هو شائع، وليس لما هو عام.
السمات الأخرى للشخصية الكويتية، هي السطحية والسلبية الممزوجتان بدرجة غريبة من الغرور والعنجهية؛ إذ يكفي أن تنصت يوما إلى حديث بين شباب في الديوانية أو سيدات في حفلة شاي لتفهم ما أعنيه بدرجة السطحية في رؤية الأمور وفي تفهمها. فمعظم المعلومات تأتي من وكالة «يقولون» دون الحد الأدنى من التحليل أو التفكير النقدي. مدّعو الثقافة والاطلاع يستقون معلوماتهم من الصحف والمجلات والتلفاز. أما القراء منا فتشير الإحصاءات إلى أن إقبالنا غير المتوازن ينصبّ على كتب الطهي والأبراج والكتب الدينية. والتمعن في تلك الإحصائيات يؤكد أن حتى أولئك الذين اختاروا موضوعاً دسماً كالدّين، فقد اختاروا الكتب التي تعزز النمطية في التفكير والرعب والارهاب، بدلاً من الكتب التي تتطرق إلى الفلسفات الدينية أو الرؤى النقدية وغيرها من مجالات الدراسة والبحث التي تحفز التفكير وتنمي العقل. أما السلبية فلا أعني بها المعنى الدارج، وهو الحيادية وعدم المشاركة، بل أعني التفكير السلبي الذي يركز على العيوب والأخطاء والمخاطر بدلاً من المحاسن والفرص والاحتمالات. فعند طرح أي فكرة جديدة تجد أن رد الفعل الفوري، هو الانتقاد والتهكم وسرد قائمة لا حصر لها لعيوب الفكرة وأسباب فشلها. فلسبب ما اعتدنا على السؤال «ما الخطأ في هذه الفكرة؟»، في حين أن التفكير الايجابي والمتفتح يتطلب التفكير في «كيف يمكن أن تتحقق تلك الفكرة؟» أو «ما المميز أو المختلف في هذه الفكرة عن غيرها؟» . هذه السلبية في التفكير والمنظور، هي سبب رئيسي لفشل التعاون الحكومي البرلماني ولتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل عام. فنرى المجلس، مثلاً، يعارض ويحلل البرامج الحكومية دون اقتراح بدائل أو وضع مجهود حقيقي لايجاد ما يمكن الاتفاق عليه. في حين نجد أن الحكومة تتعامل مع أمور الدولة كافة بالعقلية الكويتية البسيطة، والبعيدة كل البعد عن التخطيط الاستراتيجي أو التحليل العلمي والموضوعي للظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.ولا يخلو المجلسان من النزعة الكويتية للغرور والعنجهية غير المبررتين، خصوصا في ما يتعلق بنقد الذات ومد يد العون والتعاون مع الآخر والإخلاص في النية والعمل.فاذا كان قادة المجتمع انعكاسا دقيقا لكل ما يحمله المجتمع من عاهات وأمراض، فعلى من يقع عاتق انتشالنا من هذا الواقع المرير إلى غد أكثر إشراقا؟