يبدو أن نجاح عالم العشوائيات، الذي رصدته السينما المصرية في أفلامها الأخيرة، شجّع كتاب الدراما التلفزيونية على تناوله مجدداً، لكن برؤى مختلفة.أحدث هذه الأعمال مسلسل «بنت من الزمن ده»، اللقاء الثاني بين الفنانة داليا البحيري والمؤلف محمد الغيطي، بعد نجاح مسلسلهما «صرخة أنثى» وهو ما زال يعرض بنجاح على الفضائيات.
يشارك في بطولته النجوم: عزت أبو عوف، أحمد راتب, هالة فاخر، أحمد سعيد عبد الغني، دنيا عبد العزيز، عمرو محمود ياسين، ألفت عمر، محمد كامل، تاتيانا ومروة عبدالمنعم، وهو من إخراج سامي محمد علي.
نساء العشوائيّات
هل يمكن اعتبار هذا المسلسل استكمالا للدراما التي ترصد هموم النساء عموما، تلك التي بدأها مؤلفه محمد الغيطي في «صرخة أنثى»، أم أنه يجنح في هذا العمل نحو النساء العشوائيات بمعاناتهنّ وواقعهنّ المرير؟
في هذا المجال يقول الغيطي: «يرصد المسلسل عالم العشوائيات عموماً، لكن بطرح يختلف عما قُدِّم على الساحة في الفترة الأخيرة، والنساء جزء من هذا العالم لأنهن يتحملن العبء الأكبر في إدارة الحياة اليومية، نظرا الى غياب عائل الأسرة، شكلاً أو مضموناً بسبب البطالة، وهو ما يسعى المسلسل الى طرحه وإبراز المعاناة الشديدة التي يعيشها سكان هذه المناطق.»
ويضيف الغيطي: «أجتهد عبره في رصد تاريخ الظاهرة وكيف نمت وأسباب انتشار العشوائيات وأسعى الى الاقتراب من التركيبة النفسية والاقتصادية والاجتماعية لسكان هذه المناطق والدوافع التي تؤدي إلى انحراف كثر من شبابها، بسبب الظروف المعيشية الصعبة وغير المتوازنة وإلى ارتفاع معدلات الجريمة والتطرف والخروج عن السياق الاجتماعي.»
ويدرك الغيطي، كما يشير، ما قد يثيره المسلسل من جدل عند عرضه، وربما يفوق ما أثاره مسلسل «صرخة أنثى».
الدراما الصدمة
تبدي الفنانة داليا البحيري، بطلة العمل، سعادتها بهذا اللقاء الذي يجمعها مع الغيطي للمرة الثانية، ومن خلال عمل يتيح لها رصد هموم المجتمع عموماً وهموم النساء خصوصاً، اذ تجسّد من خلاله شخصية شروق إحدى فتيات هذا العالم العشوائي، التي تعاني مثل أبنائه قسوة الحياة من فقر وعدم استقرار نفسي ومادي، ما يفسر انخراطها في عالم الجريمة، إلا أنها تنجح في الخروج منه بمساعدة أستاذ جامعي يضعه القدر في طريقها، فيساعدها في رفض كل ما أجبرتها الظروف على قبوله.
وتؤكد داليا أنها ومنذ الإنتهاء من تصوير مسلسل «صرخة أنثى»، وهي تنتظر انتهاء الغيطي من كتابة هذا المسلسل، خصوصا بعدما عرض عليها الفكرة التي أشعلت حماستها، فقررت التفرغ تماماً للمسلسل وعدم قبول أعمال أخرى قد تشغلها عن التوحد مع شخصية شروق، فهي تثق بأنها ستدفعها خطوات نحو الأمام.
أما المخرج سامي محمد علي فيؤكد أن ما دفعه الى قبول هذا العمل «رصده حالات شديدة الإنسانية والوجع، أو ما يمكن وصفه بالدراما الشعبية التي تمس كل انسان»، مشددا على أن «شخصيات العمل تختلف عن الحالات التي سبق وطرحت في أعمال أخرى رصدت عالم العشوائيات، وتحديدا ما يخص بطلة العمل التي تنحاز إلى فطرتها الطيبة، لذا تتمسك بأول بارقة أمل تمنحها الفرصة للتطهُّر والحياة الكريمة».
سيصوَّر جزء كبير من أحداث المسلسل خارج البلاتوهات وفي المناطق العشوائية في القاهرة. تعاقدت حصرياً فضائيات عدة، في مقدمها قناة «أبوظبي»، لعرضه على الشاشة في رمضان المقبل.